قال العقيد الدكتور محمد محفوظ، الخبير الأمني، إن إدخال التكنولوجيا الذكية في مجال الأمن المروري قادر وحده على ضبط أخلاق القيادة في مصر والسيطرة على السائقين، بشرط أن تبدأ الدولة بتطبيق هذه التكنولوجيا وفرضها على النظام المروري وكل من يدور في فلكه. وأوضح "محفوظ" في تصريح خاص ل"صدى البلد" إن الأصل في المرور أنه "آداب" وسلوك، وليس سلوكا فقط، ومن المفترض أن يكون سائقو النقل الثقيل والأجرة أكثر التزاما بالآداب لأنهم الأكثر احتكاكا بقانون المرور إلا أن العكس صحيح، لأنه لا يوجد نظام كفء لإدارة المرور في مصر. وأضاف: يجب الاعتماد على التكنولوجيا الذكية ومن أدواتها تركيب كاميرات مجهزة بطريقة معينة في شرائح توضع على لوحات السيارات، وتسجل كل مخالفة يرتكبها السائق تلقائيا وترسلها لإدارة المرور، كذلك توجد تقنية ال (اس ام اس) أو الرسائل السريعة لتنبيه السائق أولا باول بكل مخالفة يرتكبها ليحتاط ويبذل جهداً في الابتعاد عن الأسباب التي أدت به للمخالفة، وهو ما لا يتحقق في ظل النظام المعمول به الآن حيث إن الشخص يفاجأ بجميع مخالفاته عندما يضطر لتجديد رخصته. وقال إن سائقي النقل والأجرة أول من سيلتزم بأوامر التكنولوجيا الحديثة لأن القيادة تشكل مصدر عيش لهم، وسيسعون للحفاظ عليه قدر الإمكان. كما شدد "محفوظ" على ضرورة تعميم "كشف الكحول" في جميع اللجان ، وهو كشف سريع يكشف في زمن قصير جدا ما إذا كان قائد المركبة يتعاطى المخدرات أم لا، كما أكد على ضرورة فرض عقوبات رادعة على المخالفين تصل إلى التهديد بحرمانه من القيادة، وبالتالي قطع مصدر عيشه، وهو ما سيجبره أيضا على الإلتزام بالآداب. وكان اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية لشئون الشرطة المتخصصة، قال إن الوزارة قامت خلال شهر أغسطس وسبتمبر بالكشف على خمسة آلاف سائق وثبت تعاطى 25% منهم للمخدرات، لافتا إلى أنه يمثل رقما خطيرا. وقال اللواء سعد الجيوشي، رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري والنقل البري في مصر، إن حوادث الطرق سببها عدم الانضباط السلوكي والمروري للسائقين، حيث تبين أن 27% من السائقين الذين تم الكشف عليهم يتعاطون المخدرات، وعدد كبير آخر يتعاطى الترامادول والبانجو، مشيرا إلى أن 100% من السائقين الذين تم الكشف عليهم في محافظة مرسى مطروح يتعاطون المخدرات.