قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية السابق، إن أسرع وسيلة يمكن السيطرة بها نسبيا على نزيف الطرق في مصر هي الكشف ب"البالونة" على سائقي الأجرة في نقاط المرور المجهزة على مداخل الطرق السريعة والصحراوية خاصة المؤدية إلى الصعيد والتي تتشهد مقتل من 20 إلى 30 إنسان يوميا في حوادث طرق ترتفع فيها نسبة الخطأ البشري إلى 60%. وأوضح "نور الدين" في تصريح خاص ل"صدى البلد" أن "البالونة" المقصودة، مجهزة طبيا، بحيث ينفخ فيها السائق لتقوم ذاتيا بالكشف عما إذا كان هذا الشخص يتناول المخدرات أم لا، و إذا ثبت تعاطيه المخدرات يجب وقفه فورا و سحب رخصه إلى حين اتخاذ الإجراءات اللازمة معه. وقال إن الترامادول والحشيش والأفيون هي مخدرات السائقين، حيث إنها الأنواع الثلاثة التي يثبت تناول السائقين لها، والترامادول بشكل خاص يؤثر في قدرة السائق على تقدير الزمن و المسافة، وهو ما يجعله في معظم الحوادث يضغط "الفرامل" بعد الزمن المقرر بثانتين أو ثلاثة، و بالتالي تقع الحادثة التي غالبا ما تؤدي إلى فقد الأرواح و إحداث الإصابات. وأضاف: إن الحملات العشوائية التي تقوم بها وزارة الداخلية للكشف عن السائقين لا تقل نسبة متعاطي المخدرات فيها عن 50%،و التقارير الرسمية تتجمل عندما تؤكد إن النسبة لا تتجاوز ال 25%، ولفت إلى أن نسبة الخطأ البشري بشكل عام في مصر فيما يخص حوادث الطرق تصل إلى 60% على الرغم أنها يجب أن لا تتخطى ال 20%. وأشار إلى أن سحب محضر التعاطي هو الغجراء الأبرز اللذي يتخذ الآن مع السائقين اللذين يثبت تعاطيهم المخدرات، في حين أنه يجب سحب رخصه، و وقفه عن القيادة على مراحل، حيث يتم توقيفه لفترة في أول مرة، ثم تزيد الفترة إذا ما تم ضبطه لثاني مرة، ثم يتم توقيفه نهائيا عن القيادة في المرة الثالثة. وكان اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية لشئون الشرطة المتخصصة، إن الوزارة قامت خلال شهر أغسطس وسبتمبر بالكشف على خمسة آلاف سائق وجد تعاطى 25% منهم للمخدرات، لافتا إلى أنه يمثل رقما خطيرا. كما أعلن اللواء سعد الجيوشي، رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري والنقل البري في مصر إن حوادث الطرق سببها عدم الانضباط السلوكي والمروري للسائقين، حيث تبين أن 27% من السائقين الذين تم الكشف عليهم يتعاطون المخدرات، وعدد كبير آخر يتعاطى الترمادول والبانجو، مشيراً إلى أن 100% من السائقين الذين تم الكشف عليهم في محافظة مرسى مطروح يتعاطون المخدرات.