رحبت قيادات وشخصيات وفصائل ومؤسسات فلسطينية بارزة اليوم (الثلاثاء) بقرار مجلس العموم البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين الذي جاء نتيجة حشد سياسي فلسطيني من قبل المفوضية العامة لفلسطين لدى المملكة المتحدة وسفارة فلسطين في بريطانيا بالإضافة إلى كافة مؤسسات المجتمع المدني البريطانية الداعمة لحقوق شعب فلسطين. ورحب وزير الخارجية الفلسطيني "رياض المالكي" بالقرار.. معتبرا ذلك تصحيحا للظلم التاريخي الذي أنكر حقوق الشعب الفلسطيني عندما اعتبر أن فلسطين "أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض". وشكر "المالكي" أعضاء مجلس العموم البريطاني بكافة انتماءاتهم السياسية والحزبية الذين تخطوا الضغوطات الهائلة واستمعوا إلى صوت المنطق والقانون والعدالة منسجمين مع مبادئهم ووقفوا بجانب الحق والصحيح من التاريخ بدعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.. مشددا على ضرورة أن تقوم الحكومة البريطانية فورا بالاعتراف بدولة فلسطين انعكاسا لرغبة ممثلي شعب المملكة المتحدة البريطانية. ومن جهته، قال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية "محمود الهباش" إن بريطانيا تصحح اليوم ولو بشكل رمزي الخطأ التاريخي الذي وقع ضد الشعب الفلسطيني عام 1917 أي قبل نحو مائة عام من خلال وعد بلفور الذي ينص على إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين. وأوضح أن تصويت مجلس العموم البريطاني بالاعتراف بدولة فلسطين يعتبر مؤشرا واضحا على نجاح الدبلوماسية الفلسطينية.. مؤكدا أن الدبلوماسية الهادئة التي يقودها الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" (أبو مازن) نجحت بتحقيق تغيير موقف العالم تجاه قضية فلسطين. ورحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "حنان عشراوي" بتصويت البرلمان البريطاني واعترافه بدولة فلسطين وفقا للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة وحثت الحكومة البريطانية على الاقتداء ببرلمانها والرأي العام البريطاني والاعتراف بدولة فلسطين. وقالت عشراوي إن "الاعتراف بفلسطين وشعبها هو قرار مبدئي وخطوة نوعية نحو تحقيق العدالة والسلام". وبدورها ، رحبت حركة فتح على لسان المتحدث باسمها "أسامة القواسمي" بتصويت مجلس العموم البريطاني الذي أيد بأغلبية ساحقة الاعتراف بدولة فلسطين والذي يرى أن حكومته يجب أن تعترف بذلك.. مطالبا الحكومة البريطانية بتبني نتائج هذا الاقتراع والاعتراف بدولة فلسطين. وقال "القواسمي" في بيان صحفي صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة لحركة "فتح" إن هذا الاقتراع وإن كان غير ملزم، إلا أنه يشكل خطوة هامة نحو حث الحكومة البريطانية على المضي قدما في اتخاذ قرار من شأنه الاعتراف بدولة فلسطين خاصة أنه يعبر عن إرادة ورأي الشعب البريطاني الذي عبر عنه مجلس العموم البريطاني في اقتراعه وبأغلبية ساحقة. كما شكرت حركة "فتح" في بيانها الشعب البريطاني ومجلس العموم على هذه الوقفة تجاه حقوق شعب فلسطين. ومن ناحيتها، رحب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) بالتصويت الرمزي الذي أجراه مجلس العموم البريطاني لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. مؤكدا على ضرورة أن تتحمل المملكة المتحدة مسئولية أخلاقية وسياسية عن المأساة التي لحقت ولا تزال بشعب فلسطين. وأكدت "فدا" في بيان صحفي أن هذا التصويت ومن قبله الموقفان السويدي والفرنسي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يفرضان على القيادة الفلسطينية الثبات على موقفها بشأن التوجه إلى مجلس الأمن الدولي من أجل استصدار قرار يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وبتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير بإقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة على هذه الأراضي بعاصمتها القدسالشرقية. وفي سياق متصل، رأت وزارة الإعلام الفلسطينية في تأييد مجلس النواب البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين بأنه قرار هام رغم رمزيته وذلك استنادا لدور المملكة المتحدة الرسمي في قيام إسرائيل ودعمها على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني. ودعت الوزارة دول العالم للسير في طريق المملكة المتحدة لتصفية الاحتلال وتثبيت دولة فلسطين والمساهمة في تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تأخر تنفيذها أكثر من نصف قرن. وحيت مؤسسات العالم ومنظماته واتحاداته الشعبية التي تقاطع إسرائيل أكاديميا واقتصاديا وتحاصر دولة الاحتلال انتصارا للقضية الوطنية العادلة. واشادت "الجبهة الديمقراطية" بقرار مجلس العموم البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين واعتبرت ذلك خطوة على طريق فتح الآفاق العالمية، بما فيها الأوروبية لمزيد من الاعتراف بدولة فلسطين، كما ثمنت الجبهة النواب البريطانيين الذي صوتوا لصالح القرار في حزب العمال (يسار وسط) وحزب الديمقراطيين الاحرار (يسار وسط). ورحب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية "تيسير خالد" بتأييد مجلس العموم البريطاني وبغالبية ساحقة تقترب من الإجماع للاعتراف بدولة فلسطين كمساهمة في تأمين حل تفاوضي يكرس قيام دولتين. ودعا الحكومة البريطانية إلى الانضمام إلى تلك الدول التي عبرت عن دعمها للتوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن ومطالبته تحمل مسئولياته في حفظ الأمن والسلام وتحقيق العدالة الدولية من خلال الاعتراف بدولة فلسطين وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.