رحلة ممتعة وشاقة ومبكية تلك التي قام بها الشاعر أشرف البولاقي، والذي تنازل عن البحور والقوافي والأوزان ونزل إلى عالم العديد والبكاء والعويل من خلال كتابه الذي صدر عن دار وعد للنشر والتوزيع والذي اسماه (أشكال وتجليات العدودة في صعيد مصر- دراسة ميدانية). والكتاب كما يقول عنه البولاقي عبارة عن رحلة بحث ميدان مرتكزا على مخزون ذهني يعود إلى أيام الطفولة، ومن خلال العديد والنواحي، وهو في رأيه فن له أصوله وقواعده وتدريبات خاصة تسعى إلى الوصول إليها من تتولى العديد والتي يطلق عليها العدودة، وهى وظيفة كانت لسنوات قريبة مهمة جدًا فى المأتم. ويضيف البولاقي أنه حاول من خلال كتابه استكشاف بعض غوامض فن البكائيات فى صعيد مصر من خلال بحثه فى أصول هذا الفن والتأثيرات الثقافية والاجتماعية عليه متخذًا من قريتى أبيدوس وبرديس بمحافظة سوهاج نموذجين فى رحلته ملتزمًا بالمنهج العلمى والموضوعى ليكشف النقاب عن بعض ملامح ومؤثرات الثقافة المصرية القديمة فى هذا الفن.