ذكرت صحيفة "هافينجتون بوست" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" عاد إلى ألاعيبه السياسية وذلك عندما خطب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ثم ذهب إلى واشنطن ليجري لقاء أشيع أنه كان بارداً مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وبحسب الصحيفة فان خطاب " نتانياهو" كان تقليدي لايبشر بأي جديد بهدف التضليل والخداع الاعلامى وان الخطاب قدم عرضاً للدول العربية للانضمام إلى إسرائيل لتأسيس شراكة إنتاجية تقود لبناء شرق أوسط أكثر أمناً وازدهاراً" بحسب تعبير نتانياهو؛ مشيرا أنه صاحب فكرة "أن اسرائيل لايمكنها صنع سلام مع الفلسطينيين لكن يمكنها ذلك مع الدول العربية ". وبحسب الصحيفة فانه ومنذ عقود تتبنى اسرائيل "فانتازيا" تحقيق السلام مع الدول العربية دون التوصل لسلام حقيقى مع الفلسطينيين بينما تتصرف اسرائيل على ارض الواقع لقلب مبادرة السلام العربية رأساً على عقب وتعمل على تأمين اعترافاً إقليمياً وتطبيعاً دون أن تدفع مقابل ذلك أى ثمن . وأردفت الصحيفة ان الفكرة قد تروق للمبتدئين أو أصحاب النوايا الصادقة بحيث يبدو الأمر كأن نتانياهو يخوض الطريق الأكثر يسراً في محاربة التطرف والبحث عن السلام لكن هذا يُعتبر عرضاً لا يقبله أي زعيم عربي ومن المؤكد أنه مرفرض من قبل جميع الشعوب العربية إذ لن يقبل أي عربي أن يسير فوق أجساد ضحايا غزة، أو أن يتجاوز الحقوق العربية في القدس". ثم يشير الموقع إلى مشكلة "أكثر عمقاً تقوم على أساس عدم جدية نتانياهو، حيث لم يكن عرضه واقعياً، بل نوعاً من الألاعيب الذكية، والهدف صياغة عناوين صحف، اشتهر هذا الرجل بممارستها وكما هي الحالة دوماً، ما إن ينحشر نتانياهو في زاوية، حتى يحاول المناورة عن طريق تغيير الموضوع بدلاً من اكتشاف الحيلة، واستشهدت " هافينجتون بوست" بصحيفة "نيويورك تايمز الطعم مشيرة الى انها ابتعلت الطعم ونشرت تقريرها حول خطاب نتانياهو، واجتماعه بالرئيس أوباما، تحت عنوان" نتانياهو يرى في تشكيل تحالف عربي دعماً للسلام في الشرق الأوسط". مضيفة إن نتانياهو طرح عند لقائه أوباما احتمال تشكيل حلف عربي جديد يساعد في إنعاش محادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين لكن الرئيس الأمريكي رد بالشكل المعتاد وهو أن المستوطنات اليهودية هي المشكلة الحقيقية؛ كما بحثا "إرهاب داعش" وضرورة محاربته، ووقوف عدة دول عربية إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية في تصديها للتنظيم. وأوضحت الصحيفة أن العنوان الرئيسي وصياغة التقرير المنشور في "نيويورك تايمز" جاء مضللاً ومقلقاً، لأنه أظهر نتانياهو كرجل خيالي يتطلع إلى احتمالات جديدة فيما ظهر أوباما قليل الحيلة" . وأضافت الصحيفة فى تقريرها التحليلى أن الفقرات الرئيسية لم تكن في الواقع أكثر من تضليل إعلامي رغب نتانياهو في تسويقه إذ قبيل ساعات فقط على لقاء البيت الأبيض وافقت إسرائيل على بناء 2000 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية، كما احتلت مجموعة من المستوطنين المتشددين بغطاء عسكرى اسرائيلى منازلا في "السلوان" بالحي العربي في القدسالشرقية.