سمحت إسرائيل لتسع شاحنات وقود بدخول قطاع غزة الجمعة لتخفيف أزمة كهرباء حادة تسبب فيها خلاف حول الإمدادات نشب بين مصر وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تدير القطاع. والشاحنات التي تحمل 450 ألف لتر من وقود الديزل الصناعي هي الأولى التي تدخل عبر إسرائيل إلى محطة الطاقة الوحيدة في غزة منذ نحو عام بعد ان خففت حماس من موقفها الرافض لقبول إمدادات من إسرائيل. وقال مسؤول في هيئة الطاقة في قطاع غزة إن هذه الشحنة من الوقود تكفي لتشغيل المحطة التي تخدم ثلثي سكان القطاع لمدة يوم واحد. وسيطرت أزمة الوقود على قطاع غزة طوال الأسابيع الماضية. ونفد الوقود من المحطات ويعاني سكان القطاع البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة من انقطاع متكرر للكهرباء. وصرح مسؤول فلسطيني بأن الاتصالات جارية لضمان وصول شحنة أخرى يوم الجمعة. وتفجر النزاع بعد إصرار مصر على أن تمر واردات الوقود من معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل على الحدود بين غزة ومصر وبعد الحملة التي شنتها السلطات المصرية على تهريب الإمدادات الشهر الماضي. وتعترض حماس على هذا الترتيب إذ لا تريد إعطاء إسرائيل القدرة على وقف الإمدادات أوقات التوتر. وهي تريد أن تكون هناك تجارة مباشرة مع مصر وهو ما يمكن ان يعزز الاقتصاد الفلسطيني ويزيد شعبية الحركة الإسلامية. وهذه الأزمة هي مثال جديد على العلاقات المتذبذبة بين حماس ومصر التي تفضل التعامل مع حركة فتح التي تدير الضفة الغربيةالمحتلة فقط بعد أن فقدت سيطرتها على قطاع غزة لصالح حماس عام 2007 . وقال رائد فتوح رئيس لجنة تنسيق ادخال البضائع لقطاع غزة بالسلطة الفلسطينية إن شحنات الوقود وصلت اليوم بعد اتصالات مكثفة وناجحة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومصر وإسرائيل. وكانت حماس تعزف في بادئ الأمر عن قبول شحنات الديزل لكنها قبلت بعد ذلك. واحتشد الاف من أنصار حركة حماس في شوارع غزة بعد صلاة الجمعة مطالبين مصر بامدادهم بالوقود. واتهموا عباس واسرائيل بتشديد الحصار في محاولة لانهاء حكم حماس. وقال خليل الحية المسؤول الرفيع في حركة حماس ان النقص في الوقود سببته جماعات تحاول ابتزاز الحركة كي تقدم تنازلات في صراعها مع اسرائيل. وقال الحية إن حماس سترد على بعض أعضاء فتح في قطاع غزة الذين قال انه يعملون مع إسرائيل من أجل إثارة ثورة ضد الجماعة الإسلامية. ورفض مسؤول في حركة فتح طلب عدم الكشف عن هويته هذه الاتهامات وقال إن حماس تريد تحويل الانتباه عن "فشلها في خدمة" شعب غزة. وتفضل حماس الحصول على الوقود عبر معبر رفح بينها وبين مصر لكن القاهرة تعارض فتح المعبر خوفا من أن يعني ذلك أنها تعفي إسرائيل من مسؤوليات قانونية. وتستشهد القاهرة بتفاهمات دولية تقصر معبر رفح على عبور المسافرين فقط.