اجتاحت القوات الحكومية السورية مواقع قوات المعارضة في مدينة إلى الشمال الشرقي من العاصمة دمشق يوم الخميس لتعزز بذلك قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على الأراضي المحيطة بالعاصمة. وتقع عدرا العمالية على بعد حوالي 30 كيلومترا من العاصمة السورية لكنها بعيدة عن الغارات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة على مقاتلي الدولة الإسلامية. وقال التلفزيون السوري إن القوات المسلحة فرضت سيطرتها على مدينة عدرا العمالية وقضت على عدد من "الإرهابيين". وأضاف أن القوات تتولى تمشيط المنطقة وتطهيرها من المتفجرات التي زرعها المتشددون. وبسطت قوات الأسد مدعومة من حزب الله اللبناني سيطرتها تدريجيا على ممر من الأراضي يربط بين دمشق وساحل البحر المتوسط هذا العام وسيطرت على مدن وقرى على طول الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب وفي القلمون الجبلية على طول الحدود اللبنانية. ويظهر ما تحقق من تقدم في عدرا العمالية أن الحكومة تواصل المضي قدما في تلك الحملة في الوقت الذي تقصف فيه قوات تقودها الولاياتالمتحدة مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق أخرى من البلاد. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحكومة سيطرت على المدينة بعد اشتباكات مع قوات المعارضة من بينها قوات من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا الذي تعرضت مواقعها أيضا للقصف في الغارات الأمريكية. وفي وقت سابق قال المرصد إن 29 شخصا على الاقل من بينهم 18 مقاتلا من المعارضة لقوا حتفهم خلال اشتباكات وقعت أمس الأربعاء بين قوات المعارضة والقوات الحكومية على مشارف دمشق. وبث التلفزيون السوري ما وصفه بأنه بث حي من المدينة ظهر فيه جنود يقفون في منطقة بالقرب من مبان مهدمة أو مدمرة. وانتقد عدد كبير من النشطاء السوريين والمعارضين الولاياتالمتحدة لتركيزها على قصف الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى دون أن تفعل شيئا لإسقاط الأسد. وكان الصراع السوري قد بدأ في صورة احتجاجات سلمية لكنه تحول إلى حرب أهلية سقط فيها أكثر من 190 ألف قتيل على مدى أكثر من ثلاثة أعوام. ويسقط في القتال ما يقرب من 200 قتيل يوميا. ويوم الأربعاء قدم وزير بالحكومة السورية تأييدا متحفظا للغارات الجوية الأمريكية وقال إنها تسير في "الطريق الصحيح".