اهتمت صحف السعودية بقضية الإرهاب والجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمواجهته وآخرها مؤتمر باريس. وقالت صحيفة (عكاظ) إن "المجتمع الدولي لم يعد يحتمل بربرية تنظيم (داعش) الإرهابي الظلامي وأصبح لديه قناعة كاملة أن التصدي لهذا التنظيم الإرهابي يتطلب تحركا جماعيا مدروسا وسريعا وفق آلية عسكرية محكمة تعمل على اجتثاثه من جذوره في العراق وسوريا من خلال عمليات موجعة وساحقة وليست تجميلة، لكسر ظهر التنظيم الظلامي". وأضافت أن "حديث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر الأمن والسلام في العراق يعكس دعما فرنسيا وأوروبيا ليس فقط للتصدي لداعش بلا هوادة وإنما للثورة السورية ومعاناة الشعب السوري الذي ما زال يدفع فاتورة الحرب وحده". ومن جانبها، نوهت صحيفة (الرياض) - فى افتتاحيتها - بمؤتمر باريس ونتائجه ووصفته بأنه "براق ومغر"، إلا أنها أكدت أن المعنى ليس بما اتفق عليه وإنما يقاس بنتائجه. وقالت إن "مؤتمر باريس براق ومغرٍ، وقد انتقيت بنوده بحرفية سياسية وأمنية ممتازة، لكن المعنى ليس بما اتفق عليه وإنما يقاس بنتائجه، فالكثيرون يرون أن داعش لا تستحق هذا الحشد والجهد وأرقام المصروفات الكبيرة التي ستدفعها الدول الخليجية وربما العراق شأن خلق أي مبدأ سياسي متعارف عليه بخلق الحروب في زمن الأزمات المادية أو السياسية لجني أرباحها من قبل من يفصل ويفسر ويهيئ للمعارك القصيرة والطويلة، في وقت يرى البعض أن الكلفة لا تساوي منع الأضرار والمخاطر، وأن الدول العربية والإقليمية، أي إيران وتركيا، ليس بمقدورهم صد موجة داعش العاتية، فيما يرى طرف ثالث أن منبت الأزمة وتفشيها ونموها هو صناعة إقليمية وأجنبية لجعل المنطقة في حالة حرب دائمة، وعلى نفس المجرى الذي بدأ من الخمسينيات وحتى اليوم بالأخذ بمفهوم المؤامرة المفتوحة. وأضافت "نعم لوجود تعاون مشترك بين كل الدول الخارجية والعربية، لكن ثبات العمل الناجح يرتكز على فهم لطبيعة المستقبل السياسي لهذه الدول، ومع أن أمريكا تضغط وتريد حكما يضم جميع الفصائل المتناحرة في العراق، فهي لا تعطي الضمانات وأن النتيجة معلقة على إنهاء داعش، واجتثاثها، لكن ما يربط العرب مع بعضهم ليس من مسئوليتها، في حين أنها، ومن خلال كل المعطيات، هي المشكل والحل، وبدون وضوح للرؤية، فإن تبديد الشكوك من أزمة داعش، والحرب عليها يظلان مثار جدل لا يحسم بالنوايا وإنما بالأفعال. وبدورها، انتقدت صحيفة (الوطن) موقف بعض الدول من التحالف ضد الإرهاب، وقالت "حين تنضم كل من روسياوإيران إلى النظام السوري في محاولات تعطيل التحالف الدولي المزمع تشكيله لمواجهة الإرهاب، فالمسألة تستدعي التوقف والتفكير"، متسائلة "وإن كان النظام السوري مستفيدا من وجود تنظيم (داعش) وممارساته الإرهابية، فما مبررات روسياوإيران في ذلك؟". وأضافت أن "الحرب على الإرهاب ستبدأ ولن تتوقف، والنظام السوري لن يجرؤ على تطبيق تهديده بإسقاط المقاتلات إذا هاجمت مواقع (داعش) من دون موافقته، لأنه وقتها سيظهر مدافعا عن داعش ليكتب نهايته بيده".