عودة: اكتفاء الأحزاب بالدور السياسي لا يناسب المجتمع المصري دراج: أحزاب الدول المتقدمة تمارس الأعمال الخدمية إلى جانب "السياسة" أستاذ علوم سياسية: الأحزاب في مصر لا تؤدي أدوارا سياسية أو حتى خدمية الجمعيات الأهلية أولى بالعمل الخدمي من الأحزاب مؤرخ: الدور الاجتماعي هو أصل العمل الحزبي مؤرخ: أقدم الأحزاب نشأت في بريطانيا و فرنسا لأغراض اجتماعية تصوم دهرا و تفطر على السياسة.. و تسقط المواطن من حساباتها.. هكذا حال الأحزاب المصرية التي لا تتحدث إلا دفاعا عن نشطاء أو مطالب خاصة، دون أدنى شعور بالمواطن اللذي من المفترض أن تمثله تمثيلا كاملا تحت قبة البرلمان، و يبدو الأمر جليا إذا ما ألقينا نظره على دعمها الأخير للمضربين عن الطعام و اشتراكها معهم في نفس الإجراء للضغط من أجل تعديل قانون التظاهر. وبالنظر على سبيل المثال إلى حزب" الخضر الألماني" نجد أنه أحد أهم الأحزاب الذي اهتم بخدمة المواطن، فتبني منذ نشأته بحملة موسّعة استهدفت الإشكالية البيئية وإشكالية الديمقراطية المباشرة وقضايا تحرر النساء وكذلك موضوع السلام وتأمين حياة اجتماعية آمنة، وعمل"الخضر" من أجل محاربة الفقر والبطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية والدفاع عن خيارات السلام ورفض العنف النفسي والمادي ضد الإنسان والحيوان والنبات والمصادر الطبيعية ولعب دورا هاما في نهضة المانيا .. مما يدفعنا للتساؤل حول حقيقة العمل الحزبي وهل يقتصر فقط على الجانب السياسي فقط أم أن له مسئولية مجتمعية ينبغي أن يتحملها؟ حول هذا التساؤل قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية، إنه حين نتكلم عن الدور المنوط بالأحزاب فعلينا أن نفرق بين أحزاب الدول الديمقراطية والدول النامية. وأوضح "عودة" في تصريحات خاصة ل "صدى البلد" أنه في النظم السياسية المتقدمة لا يوجد دور اجتماعي للاحزاب لأنها تلعب دورا سياسيا حقيقيا ومعقد للغاية كما ان هناك نظم أخرى تتولي لعب هذا الدور. وتابع : " اما بالنسبة للدول النامية ومن بينها مصر فعلى الأحزاب أن تربط دورها السياسي بتحقيق مصلحة المواطن، مشيرا إلي ان اكتفائها بلعب دور سياسي فقط لا يتفق مع طبيعة المجتمع المصري". وشدد عودة علي ضرورة أن تخلق الأحزاب مريدين لها من خلال أن تربط مطالب المواطنين كرفع الاجر مثلا ببرنامج تضعه هي وتقدمه للحكومة لتحقيق دخل أعلي للوطن ". وأشار إلي أن الأحزاب في مصر تتظاهر لأسباب سياسية فقط ولا تفهم أنه يمكن أن تتظاهر من أجل تحقيق مطالب اجتماعية بحتة . بينما قال الدكتور أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن العمل السياسي يأتي في المقام الأول فيما يخص عمل الأحزاب، لافتا إلى أنها يفترض أن تقدم خدمات للمواطنين وتقوم بدور مجتمعي حال تخلي الدولة عن دورها. وأضاف "دراج" في تصريحات خاصة ل "صدى البلد" أن الدور المجتمعي الذي تقوم به الاحزاب يكون له مردوده الإيجابي على عملها السياسي، ويتطلب أن يكون لديها إمكانيات مادية تنفقها على الانشطة المجتمعية، لافتا إلي أن هذا ما يجعل بعض الأحزاب تابعة لرجال الأعمال وليست مستقلة بقراراتها. وتابع: "الاحزاب تكون أكثر استقلالية وحرية حينما يكون أعضائها هم مموليها". وأشار إلي أن الأحزاب بدأت تتجه للقيام بأدوار مجتمعية عقب الحرب العالمية الثانية، بسبب تطور رؤى وأيدولوجيات الأحزاب، مشيرا إلي أنها في الدول المتقدمة تقوم بأنشطة عديدة، لكن يحتل العمل السياسي الجزء الاكبر منها. وأوضح دراج أن "الأحزاب" بمصر في مرحلة ما قبل الثورة كانت منقسمة لنوعين الأول تلك التي تقوم بعمل اجتماعي مع عدم وجود الجزء السياسي كالإخوان قبل تأسيس الحرية والعدالة، الثاني من ركز على العمل السياسي والإجتماعي معا كالحزب الوطني ،لافتا إلى أن دور"الوطني" المجتمعي كان موسميا أثناء الانتخابات، وكان مرتبطا لحد كبير بمصالح مع رجال أعمال. و أكد الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث أن الأصل في الأحزاب هو العمل السياسي، لافتا إلي أن أي حزب يتم تأسيسه يكون هدفه الوصول للسلطة، ليضع برامجه التي يختارها الناس قيد التنفيذ. وأضاف سلامة في تصريحات ل "صدى البلد" أن الدور الخدمي المباشر يكون وظيفة الجمعيات الأهلية أما الأحزاب السياسية فغير مطالبة بهذا الدور. وتابع : " الأحزاب المصرية للأسف لا تقوم بدور خدمي أو سياسي لانها لا تملك خبرة بالحياة الحزبية، لكنها تنظر للسياسة على أنها كعكة ". وأوضح أن الأحزاب المصرية، يمكن اعتبارها بدايات لحياة حزبية نتمنى أن تكتمل . وقال الدكتور عاصم الدسوقي ، المؤرخ المصري المتخصص في التاريخ المعاصر ،إن انجلتراوفرنسا هما أولى البلدان التي عرفت الأحزاب ، لافتا إلي أن الاحزاب بتلك البلدان كانت تعبر منذ البداية عن مصالح طبقات اجتماعية مختلفة ، بمعنى وجود أحزاب للفلاحين والعمال وهكذا . وأضاف الدسوقي في تصريحات خاصة ل " صدى البلد" أن الأحزاب تهدف لتحقيق مصالح الناس من خلال الوصول للسطة و لكي تحقق أهدافها السياسية فإنها تحتاج لتتحرك اجتماعيا وتنشط بالشارع ثم تدخل عن طريق الاتخابات للبرلمان فتصبح سلطة تشريعية ثم تتحول لسلطة تنفيذية إن حصلت علي الأغلبية وشكلت الحكومة . وأوضح أن نشاة الأحزاب في مصر كانت عام 1907 وانقسمت إلي 3هي حزب الامة، وحزب الإصلاح علي المبادئ الدستورية والحزب الوطني، لافتا إلي أن تلك الاحزاب كانت لها أهداف مختلفة منها النضال ضد الاحتلال الانجليزي، ومع الوقت لوحظ أن "الأمة "ينتمي لطبقة الأثرياء و الأعيان و أن أفكاره تتماشي مع مصالح هؤلاء و قد تتعارض مع مصالح الطبقات الأخري مثل طبقتي العمال و الفلاحين. وتابع : " الاحزاب في مصر الآن لا علاقة لها بمنطق عمل الاحزاب لافتا إلي أنها لا تفهم العمل الحزبي، لكنها تسعى لتحقيق السلطة من أجلهم دون النظر في الأصل لتحقيق مصلحة الشعب ".