تقدم حمدين صباحي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، بخالص العزاء لأسرة العالم المصري الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص الذي وافته المنية صباح اليوم، الأربعاء، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 91 عاما. ودعا الله أن يتغمد برحمته الواسعة عالمنا الجليل بقدر عطائه الكبير للوطن، معربا عن أسفه الشديد لفقدان مصر عالم شريف خدم الوطن لسنوات طويلة بعلمه وإنجازاته. وكان الفقيد قد نقل إلى مستشفى النيل التخصصي منذ حوالي أسبوعين، إثر إصابته بمرض السرطان، حيث خضع لرعاية طبية خاصة إلى أن جاء قضاء الله. الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص من مواليد برج البرلس مركز بلطيم عام 1921، التحق وهو في سن الرابعة بكتاب القرية، حيث حفظ القرآن الكريم، وأرسله والده إلى الإسكندرية كي يعيش في بيت عمه، ليتلقى طلب العلم في مدرسة طاهر بك الابتدائية، وكانت هوايته أن يجمع أوراق النباتات المختلفة ويضعها في كراس خاص، ثم أكمل دراسة في مدرسة العباسية الثانوية. تخرج القصاص من كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1944 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، ثم حصل على ماجستير عام 1947، وعلى دكتوراه الفلسفة في علم البيئة من جامعة كامبردج عام 1950، وتدرج في وظائف هيئة التدريس بقسم النباتات بكلية العلوم جامعة القاهرة من معيد 1944 إلى أستاذ كرسي النبات التطبيقي 1965، وأستاذ متفرغ منذ 1981، أعير للعمل كأستاذ ورئيس قسم النبات بكلية العلوم في جامعة الخرطوم، وعين عضوًا في مجلس الشورى منذ 1980. أنشأ القصاص مدرسة علمية في مجال بحوث البيئة الصحراوية، وتخرج فيها عشرات ممن حصلوا على درجتي الماجستير والدكتوراه في مصر وبلدان عربية أخرى، وتعتبر من مدارس الريادة في هذا المجال على مستوى العالم، وشارك في وضع خرائط البيئة بحوض البحر الأبيض المتوسط. ويحمل عضوية هيئات علمية مصرية ودولية عدة، منها المجمع العلمي المصري والأكاديمية الوطنية الهندسية للعلوم والآداب، ونادي روما، كما رأس الاتحاد الدولي لصالون الطبيعة، واللجنة الدولية لشئون البيئة، وحصل على ثلاث درجات دكتوراه فخرية من جامعة السويد للعلوم والزراعة، والجامعة الأمريكية، وجامعة أسيوط. كما حصل على العديد من الأوسمة والجوائز على الصعيد الوطني أهمها، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1959، ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية ، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ، وجائزة الدولة التقديرية . وقال عنه الإسرائيليون "لو لدينا مثل هذا الرجل لزرعنا صحراء النقب كلها"، وبسبب أبحاثه ودراساته العلمية حول السد العالي وقع في خلاف مع النظام الناصري.