توفي امس العالم الجليل ابو البيئة في مصر الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص . وتم تشييع الجنازة في هدوء من عمر مكرم والدكتور القصاص من مواليد برج البرلس مركز بلطيم عام 1921، التحق وهو في سن الرابعة بكتاب القرية، حيث حفظ القرآن الكريم، وأرسله والده إلي الإسكندرية كي يعيش في بيت عمه، ليتلقي طلب العلم في مدرسة طاهر بك الابتدائية، وكانت هوايته أن يجمع أوراق النباتات المختلفة ويضعها في كراس خاص، ثم أكمل دراسة في مدرسة العباسية الثانوية. تخرج القصاص من كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1944 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، ثم حصل علي ماجستير عام 1947، وعلي دكتوراه الفلسفة في علم البيئة من جامعة كامبردج عام 1950، وتدرج في وظائف هيئة التدريس بقسم النباتات بكلية العلوم جامعة القاهرة من معيد 1944 إلي أستاذ كرسي النبات التطبيقي 1965، وأستاذ متفرغ منذ 1981، أعير للعمل كأستاذ ورئيس قسم النبات بكلية العلوم في جامعة الخرطوم، وعين عضوًا في مجلس الشوري منذ 1980. أنشأ القصاص مدرسة علمية في مجال بحوث البيئة الصحراوية، وتخرج فيها عشرات ممن حصلوا علي درجتي الماجستير والدكتوراه في مصر وبلدان عربية أخري، وتعتبر من مدارس الريادة في هذا المجال علي مستوي العالم، وشارك في وضع خرائط البيئة بحوض البحر الأبيض المتوسط. ويحمل عضوية هيئات علمية مصرية ودولية عدة، منها المجمع العلمي المصري والأكاديمية الوطنية الهندسية للعلوم والآداب، ونادي روما، كما رأس الاتحاد الدولي لصالون الطبيعة، واللجنة الدولية لشئون البيئة، وحصل علي ثلاث درجات دكتوراه فخرية من جامعة السويد للعلوم والزراعة، والجامعة الأمريكية، وجامعة أسيوط. في عام 2001، قرر القصاص تحويل بيته الذي نشأ فيه في "برج البرلس"، إلي مكتبة عامة، سماها "الركن الأخضر"، بمثابة نوع من رد الجميل لأهله، ومد لجسور التواصل بينه وبين أبناء قريته. " رحل القصاص في هدوء بعد ان اصابة مرض السرطان عن عمر يناهز 91 عاما سخرها كلها في خدمة العلم فكان بكت علية البشرية بالامس