اختتم المؤتمر العربي التركي الثاني للعلوم الاجتماعية فعالياته مساء الاثنين بجامعة القاهرة، والذى أوصى باستمرار التلاقي بين الباحثين العرب والأتراك كأحد الروافد الفكرية والعلمية المعينة على إنجاح الثورات العربية في تحقيق أهدافها، وعلى زيادة نجاح التجربة التركية. كما أوصى بالتخلص من النظرة الاستشراقية التي شكلت الخريطة الفكرية والسياسية للعالم الإسلامي في القرن العشرين، وتشكيل نظرة حضارية جديدة خاصة به. ناقش المؤتمر دور منظمات المجتمع المدني والمراكز الفكرية والأوقاف الأهلية ووسائل الإعلام والإنترنت والجامعات وغيرها في إحداث التغييرات الكبرى التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط في عام 2011، وعلى رأسها الثورات الشعبية في عدة بلدان عربية، وكذلك في إحداث التغييرات السياسية والاقتصادية التي تشهدها تركيا منذ 10 سنوات، والتأثير المتوقع لها على إعادة تشكيل هوية الشعوب الإسلامية وعلى العلاقات العربية التركية المقبلة. وركزت الأبحاث المقدمة على دور كل من الأوقاف في عملية التنمية، خاصة في مجال التعليم، ومنظمات حقوق الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت والجامعات والعمال في التمهيد للثورات الشعبية، وأدوارها بعد الثورة، وكذلك واقع ودور الجماعات "الإسلامية" مثل جماعة "الإخوان المسلمين" والتيار السلفي قبل وبعد الثورات، خاصة في مصر، ودور الثورة في ليبيا وسوريا بشكل خاص في خلق مجتمع مدني غاب عن البلدين بشكل شبه كامل تحت ظل النظام الاستبدادي. وأضاف أقطاي أن من أهداف المؤتمر التخلص من النظرة الاستشراقية التي شكلت العالم الإسلامي في القرن 20، وتشكيل نظرة حضارية جديدة خاصة بالعالم الإسلامي، مؤكدا أن القائمين على تنظيم المؤتمر ينتظرون انعقاد الدورة الثالثة له بفارغ الصبر؛ حيث المقرر أن ينعقد سنويا. شارك في افتتاح المؤتمر الدكتور بشير أتالاي، نائب رئيس الوزراء التركي، ووزير الثقافة الفلسطيني في حكومة غزة محمد المدهون، والدكتورة نادية المخزون، وزيرة البحث العلمي المصرية، والدكتورة هبة نصار، نائبة رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة باكينام الشرقاوي، رئيس المؤتمر المشارك "مصر"، والدكتور ياسين أقطاي، رئيس المؤتمر المشارك "تركيا"، إضافة إلى أكثر من 60 باحثًا.