منذ عدة أيام طالعتنا الصحف بواقعة هي الأولى تقريبا من نوعها، تتلخص في ذبح عدد من القطط على يد بلطجية داخل نادي الجزيرة استعانت بهم إدارة النادي للتخلص من هذه القطط التي يبدو أنها كانت تزعج الأعضاء وتثير اشمئزازهم خلال الاستمتاع بوقتهم داخل النادي. الحادثة رغم غرابتها تفتح عدة ملفات تتعلق بما أصبح يحدث داخل المنشآت الرياضية خلال الفترة الأخيرة، بدءأ بمذبحة بورسعيد الشهيرة، مرورا بحوادث ألتراس وايت نايتس الذين اقتحموا نادي الزمالك عدة مرات وطعنوا أحد أفراد الأمن، حتى حاولوا اغتيال رئيس النادي، مرورا بواقعة "عنتيل" نادي بلدية المحلة الذي تورط في فضائح جنسية مع عدد من المتدربات داخل صالة الكاراتيه بالنادي، وانتهاءً ب"مذبحة القطط" الأخيرة التي تم خلالها تسميم القطط، ومن لم يمت منها بالسم مات ذبحا، ما يدعو وزارة الرياضة إلى ضرورة التدخل. من يقتل حيوانا اليوم يقتل إنسانا غدا.. شعار في غاية الروعة رفعه عدد من المتظاهرين خلال وقفتهم التي نظموها أمام النادي اعتراضا على المذبحة التي جرت بحق القطط، وتحريرهم محضرا ضد إدارة النادي، وهو ما دعا النيابة إلى استدعاء المدير المسئول عن النادي للتحقيق معه بشأن الواقعة، وسماع أقواله. والمفاجأة في واقعة قتل القطط أنه لا يوجد قانون يعاقب على قتل الحيوانات الضالة، والحالة الوحيدة والمنصوص عليها في القانون هي قتل الحيوانات التي يمتلكها الغير، وتكون ذات منفعة، مثل الماشية، لكن أي حيوان ضال في الشارع ليس له من يحميه. الشعار السابق يلخص ما يدور في وجدان جميع من تابعوا هذا الحادث، فإن من اجترأ على ذبح حيوان بهذه الوحشية، لن يمنعه مانع من ذبح إنسان بذات الوحشية، دون وازع من إنسانية أو ضمير، وهو عين ما يحدث على يد متطرفي "داعش". [email protected]