* مسرح الدوله " دمه تقيل " * الجمهور سيشاهد مسرح عينما يعود الى الشارع * الاعمال المسرحية كانت ممنوعه فى ميادين مصر قبل الثوره * مشكله المسرح الان فى التيارات الدينية الرجعية كتب- محمود عبد الحكيم تعد المخرجة المسرحية عبير على من المخرجين الذين لديهم رؤية مختلفة للواقع والأحداث التى نعيشها، فقد قدمت منذ أيام عرضها "إثبات العكس" على مسرح روابط، وهو العرض الذى كان يحاكى واقع المجتمع المصرى بكل مشاكله، كما أنه كان يحتوى على إسقاطات سياسية. وهو العرض الذى لاقى اهتمام عدد كبير من الجمهور، لذلك تحدثنا معها عن العرض وفكرته، والعديد من المسائل الأخرى المتعلقة بالمسرح. •حدثينا عن فكرة مسرحية "إثبات العكس" ؟ -مسرحية "إثبات العكس" هى نص سويسرى ل "أوليفييه شياتشيارى"، ترجمة منحة البطراوى، وقد رشحتنى المؤسسة الثقافية السويسرية لإخراجه، وأكدوا لى أن هذا النص مناسب جداً لطبيعة عملى، وقد قرأته مع عدد من النصوص الأخرى التى رشحوها لى، وقد أعجبنى هذا النص جداً فاخترته لتقديمه، ولم يحدث على مدار تاريخ المسحراتى أن نقدم نصا جاهزا إلا مرتين فقط، فنحن دائماً نعمل بنظام الورشة. •ولماذا تفضلين أسلوب الورشة عن النص الجاهز ؟ -لأن النص الجاهز يكون غير مشبع لى كمبدعة، وأشعر بأنه ليس له علاقة قوية بالأحداث اليومية. •شعرنا بأن المسرحية بها إسقاطات سياسية، هل هذا صحيح ؟ -بالطبع، وليست هذه المرة الأولى، فمختبر المسحراتى بعد الثورة تولى جمع قصص المصابين والشهداء، وقدمنا عرض حكى فى رمضان إسمه "فلانى الفلانى" عن شهداء ومصابى الثورة. فالوضع الآن أصبح به حالة ارتباك كبيرة، وأصبح الجميع يتلونون وليس لهم موقف واضح، لذلك لم يكن من السهل تقديم عمل عن الثورة فى ظل هذه الظروف، لذلك كان البديل هو البحث عن عمل يمس الثورة ولكن بطريقة غير مباشرة، يتكلم عن هم إنسانى عام، هم الشعارات الجوفاء، هم العالم السرى والعلنى، كل هذه الهموم كنت أراها بشكل فنى وفلسفى تعبر عن الثورة. •وماذا كانت فكرة مسرحية "إثبات العكس" ؟ -"إثبات العكس"، فهو يحكى حكاية عن بلدة ما، بلدة بها ديمقراطية، ورخاء إستهلاكى، وهذه البلدة يدخلها بعض الدخلاء، ويلعب دور الدخلاء هؤلاء هم أهل المدينة نفسهم، وعبر مجموعة من الزيارة التى يجريها أهل المدينة لأحد أفراد المدينة نكتشف بعض الحقائق، وهى أن كلنا متورطون وكلنا مسئولون عما يحدث حولنا. •لكن النص كان صعب الفهم على بعض الجماهير، هل ترى أن الجمهور مؤهل لفهم هذه المواضيع المعقدة ؟ -لى وجهة نظر فى هذا الموضوع، فقد يتقدم منتج فنى بينه وبين وعى الجمهور مسافة بعمل، ويبدأ النقاد فى تحليله، ويقرأ الجمهور هذا النقد، ويشاهد العمل مرة أخرى فترتفع لديه قدرات الوعى، فنحن مدربون على التعامل بمنطق "التيك اواى"، وهذا ما يجعل الجمهور لا يتلقى المعلومة بسهولة ويحتاج لمشاهدة العمل مرتين حتى يستوعبه. •لماذا قل إهتمام الجمهور بالمسرح وأصبح الإهتمام بالسينما أكثر ؟ -لعدة أسباب، فمن الناحية الإقتصادية أصبح هناك صعوبة فى الذهاب للمسرح والسينما أيضاً، فرب الأرسرة الذى يريد الذهاب مع أولاده للمسرح يكتشف أنه سيصرف مرتب شهر على المواصلات وتذاكر المسرح. ولكن لماذا يقبل الجمهور على السينما أكثر؟، لأن السينما لها دعاية مسبقة فى التليفزيون، إضافة إلى أنهم يذهبون للسينما لأنها تخطفهم بتقنياتها العالية، وتهرب بهم من واقعهم الفقير شديد التعاسة والإحباط، أما المسرح فهو إما المسارح التى تعد للخليجيين وبها الراقصات، وهى مسارح لا تعبر عنهم كما أنهم لا يقدرون على ثمنها، وإمام مسرح الدولة الذى أصبح جاد جداً ومباشرا و"دمه تقيل"، وهم لا يعرفون شيئاً عن المسارح المستقلة وأنا أعتقد أن الجمهور سيعود للمسرح بعدما ينزل المسرح للشارع. •هل هذا كان السبب فى نشأة فكرة "المسرح فى الميدان" ؟ -بالطبع، فهذا هو السبب الأساسى، ولابد أن تكون هناك فاعليات ثقافية وفنية ومسرحية فى ميادين مصر، ونحن بعد الثورة مصرون على ذلك، حيث كان ذلك ممنوعاً قبل الثورة بسبب اعتبارات أمنية، ولكن المشكلة أصبحت بعد الثورة فى بعض التيارات الدينية ذات الخطاب المتراجع التى سيطرت على بعض مناطق صنع القرار. •هل ترين أن هذه التيارات ستؤثر فى المسار الثقافى والفنى ؟ -ليس التيارات الدينية فقط، فهناك فنانون تقليديون لا يريدون تطوير الفن، فهؤلاء سلفيون فنيون، و طالما البعض مصر على أن هناك تابوهات معينة فى الدين والفن والسياسة، وإذا خرج أحد عنها يحلون دمه، فكل هذه التيارات ستساهم فى منع أى تطوير فى الفن، وعلى الفنانين والمثقفين مواجهة هذا الأمر بحسم.