أكد الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن مشروع قناة السويس الجديدة سوف يحيي مواقع أثرية وطرق دينية مهمة بشمال سيناء حيث تبعد مدينة (الفرما)، بوابة دخول الأنبياء إلى مصر، 35 كم شرق قناة السويس، وهى من أهم المدن التاريخية الأثرية بسيناء.. فهي المدينة التي ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبي الله يعقوب عليه السلام من أبنائه أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرقة وهى أبواب مدينة (الفرما). وقال "ريحان" -في تصريح له اليوم الأحد- إن "مدينة الفارما عامرة بالآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية وتقع على طريق رحلة العائلة المقدسة بسيناء، وقد سارت العائلة المقدسة قادمة من فلسطين إلى غزة، ثم (رافيا) رفح، ثم رينوكورورا (العريش)، وأوستراكين (الفلوسيات)، والقلس (تل المحمدية) وبلوزيوم (الفرما) ومر بها عمرو بن العاص رضى الله عنه فى طريق فتحه لمصر قادما من العريش". وأضاف أن "الفرما تقع على أحد فروع النيل وهو الفرع المعروف باسم (بيلوزيان) نسبة إلى مدينة بيلوزيوم (الفرما) وباقي مصبه كان يقع بقربها، وقد كشف بالفرما عن قلعة لها سور كبير مبنى بالطوب الأحمر ومسرح روماني بالطوب الأحمر والأعمدة الجرانيتية مدرجاته بنيت بالطوب اللبن وغطيت بالرخام الأبيض وهو المسرح الروماني الوحيد بمصر المتكامل بعناصره المعمارية حيث أن مسرح الأسكندرية صالة استماع فقط ويتسع لحوالي تسعة آلاف متفرج". وتابع أنه "يوجد بالفرما خزانات مياه ومنطقة صناعية لصناعة الزجاج والبرونز والفخار والعديد من الكنائس تعتبر مدارس فنية فى طرز العمارة المسيحية ومنها كنائس بيلوزيوم والمعمودية وكنائس تل مخزن وقلعة حصن الطينة على البحر المتوسط الذي بناها الخليفة العباسي المتوكل على الله وتولى بناءها عنبسة بن اسحق أمير مصر فى سنة 239ه 853م عندما بنى حصن دمياط وحصن تنيس". وأشار ريحان إلي أن تطوير منطقة الفرما ومحطات رحلة العائلة المقدسة من رفح إلى الفرما يتطلب أعمال ترميم للآثار المكتشفة على طول الطريق مواكبة لمراحل الحفر فى قناة السويس وإعدادها للزيارة كمواقع للسياحة الثقافية والدينية يتم افتتاح بعضها مع مشروع القناة وتزويدها بالخدمات السياحية وتمهيد الطرق لتيسير الدخول للموقع الأثري بالفرما الذي يبعد 5 كم عن الطريق العام وإنشاء ميناء بحري بها ومطار والترويج لها داخليا وخارجيا لإنعاش منطقة شمال سيناء سياحيا لتكون سيناء بأكملها جنوبها وشمالها. وأوضح أن مدن القناة منطقة جذب سياحي ذات طابع منفرد لتحقيق منظومة تكامل المقومات السياحية من سياحة آثار وسياحة دينية ورياضات بحرية وعلاجية، علاوة على السياحة العلاجية والبيئية وتحويل هذه المحطات لمراكز تجارية وصناعية كما كانت فى سابق عصرها. وأكد ريحان أن هذه المحطات كانت فى الماضي محطات للتجارة بين الشرق والغرب من القرن الأول حتى القرن السابع الميلادي وكان بها أنشطة تجارية محلية وبعضها كانت موانئ مهمة وبعضها نقاط عسكرية لحماية قوافل التجارة وطريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء وبعضها كانت نقاط جمارك وكان بها صناعات مثل النسيج والزجاج وبناء السفن والصيد وحفظ الأسماك وكانت تمثل مراكز تجارية للتجارة مع فلسطين وشمال أفريقيا وقبرص وآسيا الصغرى واليونان وإيطاليا.