هو طفل له نفس حقوق الطفل غير اليتيم.. له حقوق كفلها له الدستور والمواثيق والاتفاقيات الدولية والإقليمية النافذة في مصر.. الطفل اليتيم ذكره لله في كتابة الحكيم قائلا: "وأما اليتيم فلا تقهر"، وقال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم): "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى. ولكن من المسئول عن تحويل هذه الحقوق إلى واقع، من المسئول عن تخفيف مشاعر الألم والحسرة والحزن التي يتعرض لها اليتيم في كل دقيقة، وكل ثانية، وكل ساعة! الإجابة: المسئول هو إنسان يحمل معنى الإنسانية والأخلاق في أي موقع كان! ويتجادل البعض هل اليتم هو يتم الأب؟ أم يتم الأم؟ وماذا إذا توفى الاثنان معا الأب والأم؟ وهل هناك سن معينة يمكن أن يتغاضى فيها اليتيم عن موت أبيه أو أمه؟ ما هى أنسب سن يستغني فيها الشخص وينسى والديه، هل هناك ما أو من يعوضه عن موتهما؟ والإجابة وبدون تردد: موت الأب أو الأم أو كليهما يجعل الإنسان يتيما طوال عمره حتى لو بلغ من العمر 80 سنة أو أكثر! ولو بلغ الأب أو الأم 100 سنة يصعب فراقهم، فما بالك باليتيم الطفل!! بماذا يشعر الطفل اليتيم حينما تموت الأم، وهى الصدر الحنون، الأم التي تخرج اللقمة من فمها لأجل ابنها وفلذة كبدها.. علاقة بدأت قبل الميلاد ولا تنتهي بعد الوفاة.. سبحان الله.. يوم تموت الأم ينزل مناديا من السماء ليقول ياابن آدم ماتت من كنا نكرمك لأجلها! هل الأم بهذه القيمة العظيمة؟ نعم هى الرحمة هى الأم! يشعر اليتيم إذا فقد أحد والديه أو كليهما بخليط من مشاعر الحزن، والخوف، والخجل، والانطواء، والاكتئاب.. يشعر بالوحدة التي تنمو وتنمو بداخله كل يوم حتى تزدهر وتصبح شجرة كبيرة من الياس تكسوها فروع من المر والعلقم. تمر أيام خاصة على اليتيم لا يشعر بها إلا اليتيم! هذه الأيام الخاصة هى أيام الأعياد والمناسبات التي تستوجب خروج الأسرة سويا للاحتفال.. فيقول لنفسه بماذا أحتفل؟ ومع من أحتفل؟ وقد غاب من كنت أستظل بظلهم.. مات الأب أو ماتت الأم.. أو مات الاثنان.. فكيف يكون العيد؟ ولماذا العيد بعدهم.. يشعر اليتيم بالحزن وهو يرى أنوار العيد تهب على الشوارع والمحال.. تصبح هذه الأنوار ظلاما طويلا، فمع من سيشتري ملابس العيد؟ حتى لو ذهب مع الأقارب هل سيشعرون به مثلما يشعرون بأولادهم؟ والإجابة: بالطبع لا، فمن النادر أن يشعر الأقارب باليتيم، وهناك مقولة شهيرة "اللي بلا أم حاله يغم.. وإذا رحمت فأنت أب أو أم". يأتي العام الدراسي والأطفال بصحبة ذويهم لشراء مستلزمات الدراسة، واليتيم حائر في هذه الأيام التي تستوجب وجود بابا وماما لدعمه، وشد أزره قائلين: "مبروك والسنة الجاية نشوفك متفوق وعقبال الجامعة".. مشاعر صعبة على اليتيم.. تتفاقم إذا كان هناك وصي غير إنساني، أو متولي أمر اليتيم غير مؤتمن سواء في البيت أو في دور ومؤسسات الرعاية! هذا الوصي أو من يتولى رعاية الطفل اليتيم قضية خاصة، فهو من له الحق في التصرف في أموال اليتيم، يبدد ويستحل، فهو وحده المسئول، يتحمل وحده أمام الله أمانة لا يراقبه فيها أحد.. قد يتعرض اليتيم على يده لجميع أشكال العنف والإساءة، وسوء المعاملة والاستغلال.. وقد ينعم الطفل بالحنان والحب، ويشعر بأن هناك من يحنو عليه بقلبه قبل يده، يشعر أن هناك من يشعر به إذا مرض أو أصيب بمكروه.. حقيقي مسئولية كبيرة هذا اليتيم الذي يحتاج إلى العديد والعديد من الأشياء في مراحل عمره المختلفة.. من لليتيم المراهق؟ اليتيم المراهق الذي يعاني من تغيرات نفسية وبدنية وفسيولوجية؟ من لليتيم ذي الإعاقة؟ من لليتيم طفل الشارع؟ من يراعي اليتيم الموهوب؟ والسؤال الذي طرح نفسه في الآونة الأخيرة هو هل دور ومؤسسات رعاية الأيتام تصلح لرعاية هذا اليتيم المسكين.. هل الإعلام يراعي هذا الطفل اليتيم؟ هل نحن بحاجة إلى يوم اليتيم؟ أين تذهب التبرعات؟ وكيف يتم توجيهها؟ أين تذهب المنح الدولية المخصصة للأيتام؟ هل هناك خطة قومية للدولة تراعي اليتيم؟ أعتقد أن الحديث عن اليتيم يحتاج إلى مجلدات وكتب لشرح وتفنيد من هو اليتيم.. وما هى احتياجات اليتيم.. يحتاج إلى عمل متواصل للوصول إلى اليتيم من خلال مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والإعلام، ليكون اليتيم في قلب وعقل ووجدان الجميع تحقيقا لقول الله سبحانه وتعالى وأما اليتيم فلا تقهر.. صدق الله العظيم.