لا أنكر أنى من جمهور الراقصة صافيناز، يعجبنى رقصها، وتنتابنى حالة من التناحة والإسبهلال وأنا أشاهدها، هى مدرسة جديدة فى الرقص وأسلوب جديد فى تقديم الهزة والرعشة، وأرى لديها مشروع حقيقى لتطوير "الهوبّا" فى عالم الرقص الشرقى، اضف إلى ذلك عزيزى القارئ أن لديها من الحضور والجمال ما يجعلك توقع سريعا على بطاقة اعتمادها كنجمة الموسم وكل موسم، ولديها من الذكاء الحاد ما أهلها لطرق جميع الأبواب دفعة واحدة؛ ففتحت لها جميعا دفعة واحدة. جاءت صافيناز أو صوفينار - كما يحلو لها النداء - إلى مصر قاصدة النجومية وحصلت عليها بالفعل، فهذا الشعب يتجاوب سريعا مع من يجيد مغازلته ويبعث له برسائل خطب الود والرضا، دعمها أيضا فى هذا الصدد "العربى المكسر" الذى تنطق به، فأضاف إلى جمالها وموهبتها جانبا كوميديا يميزها عن راقصات كثيرات خرجن من ماسورة قنوات الرقص المنفجرة على النايل سات. جدير بالملاحظة أن هذه الراقصة حريصة دائما على تطوير ظهورها، وعلى إثارة الجدل من خلال تقديم شيء ما يلفت النظر فى كل ظهور لها، ولكن خانها الاختيار هذه المرة عندما ظهرت فى احدى الحفلات ببدلة رقص فيها هيكل العلم المصرى، ففى عهد الرئيس المنقضية ولايته عدلى منصور، أصدر قرارا بقانون ينص على أن العلم الوطنى لجمهورية مصر العربية والنشيد والسلام رموز للدولة، يجب احترامها والتعامل معها بتوقير. ونص القانون على أن العلم يتكون من ثلاثة ألوان "الأحمر والأبيض والأسود"، وبه نسر مأخوذ عن "نسر صلاح الدين" باللون الأصفر الذهبي ويُحظر رفع أو عرض أو تداول العلم إن كان تالفاً أو مُستهلكاً أو باهت الألوان أو بأي طريقة أخرى غير لائقة، كما يُحظر إضافة أي عبارات أو صور أو تصاميم عليه، ويُحظر استخدامه كعلامة تجارية أو جزء من علامة تجارية. ويحظر أيضا تنكيس العلم فى غير مناسبة حداد وطنى، ويحدد رئيس الجمهورية ضوابط وأوضاع وإجراءات ومدة ذلك، ويُحظر رفع غير العلم الوطنى فى المناسبات العامة، ويُعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنة، وغرامة لا تجاوز ثلاثين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فى مكان عام أو بواسطة إحدى طرق العلانية المنصوص عليها فى المادة (171) من قانون العقوبات إهانة العلم. وما فعلته صوفينار هذا هو كل تفاصيل إهانة العلم المصرى؛ وبناء عليه هى تستحق توقيع العقوبة المقررة أو ترحيلها من مصر على اقل تقدير، ولكنى لا أعتقد أن هذا سيحدث، أتدرى لماذا عزيزى القارئ؟ لأنه من الاولى ان تكون هناك محاكمة وعقوبة لكل المسئولين عن وجود العلم فوق مبان مؤسسات الدولة ممزقا يعانى من جرب شنيع فظيع مريع. من الأولى، معاقبة كل من يبيع العلم فى إشارات المرور غير مطابق للشكل المنصوص عليه فى القانون والنسر فيه مشوه وألوانه ردئية إلى أبعد حد، من الاولى محاكمة كل من ينزل مظاهرات ليعترض على شيء، رافعا علم الملكية أو علم القاعدة أو علم السعودية أو أى علم آخر، إهانة رمز الدولة لا تتجزأ، انتفضوا للإهانة بكل صورها ان كنتم تعقلون، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فلا داعى لتلك الحماقة الكدابة من الأساس.