"قلبى انشرحله".. هذا ما علقت به الحاجة زينب، التى تبرعت ب"قرطها الذهبى" لصندوق تحيا مصر، بعد لقائها بالرئيس السيسى فى قصر الرئاسة. بعض مُعارضى الرئيس ربما يرون فى لقائه بالسيدة ، مُزايدة سياسية ، ومحاولة تفسير الأمر على أنه "شو إعلامى" لتقديم الرئيس أمام الرأى العام على أنه "نصير الغلابة".. والبعض الآخر ربما يتجاوز نظرية "المُزايدة " ، ويتساءل حول جدوى ما فعلته السيدة من تبرعها ب "حلق" ، وما الذى سيضيفه إلى صندوق يحتاج على طلب الرئيس 100 مليار جنيه. أصحاب الرأيين ، تجاوزوا " الرمزية" فى تفسيرهم للواقعة، التى تعطى نموذجاً بات غائباً فى زماننا - إلا عن قليل- عن معنى الوطنية الإيجابية ، التى تتجاوز مُجرد الكلمات و"الطنطنة "، دون فعل. السيدة «زينب» هى امرأة كفيفة في التسعين من عمرها من قرية منية سندوب، بمحافظة الدقهلية، قررت التبرع بقرطها الذهبى، لصالح صندوق «تحيا مصر» بعد أن رأت «السيسى» على حد قولها في المنام، وبعد أن رفض البنك أخذ القرط الذهبى، لأنه لا يتعامل إلا مع النقود، ذهبت وباعت الحلق وعادت لتتبرع بثمنه للصندوق. الرئيس عرف ما قامت به السيدة ، فقرر أن يلتقيها ويشترى هو الحلق منها، ويضعه في مكان بارز بمتحف الرئاسة ليكون ذكرى للأجيال، ولكن «زينب» كانت قد باعت الحلق بالفعل ، وتبرعت بثمنه، وجاءت تحمل معها خلال اللقاء إيصال التبرع لصالح صندوق «تحيا مصر». فى اللقاء دار حوار بدأه الرئيس:"ازيك يا حاجة زينب، عاملة إيه"، فردت: «إنت مين، إنت السيسى»، فقال: «نعم يا حاجة زينب أنا»، وقبّل يديها ورأسها، فدعت: «ربنا ينصرك على من يعاديك ويحميك من كل المجرمين، ربنا معاك ويحفظك من كل شر»، ورد الرئيس: «ويحمي مصر وشعبها العظيم يا حاجة زينب». وقالت: «أنا والله جاية مش عايزة حاجة ولا ليا مطالب، أنا جيت بس علشان أسلم عليك وأقعد معاك، أنا سمعت إنك اتبرعت بنص مرتبك، ونص ميراثك، فقلت لأبنائى: (السيسى) رجل صادق وإذا كان عمل كده علشان بلدنا فالمفروض كل واحد فينا يقدم اللى يقدر عليه». وسألها السيسي: «إنتي حجيتى يا حاجة زينب، فقالت: لا يا حضرة الرئيس، فقال الرئيس: خلاص يا حاجة إنتي هتحجى السنة دى على نفقتى الخاصة، علشان تروحى تدعى لمصر في الحرم وعند سيدنا النبى، إن ربنا يحفظها ويحميها»، وفي نهاية الحوار قام «السيسى» بإيصال زينب حتى باب السيارة بعد أن قبّل رأسها داخل السيارة وودعها. إن " رمزية " هذه الواقعة ، وما جرى فى هذا الحوار رُبما فسر لى , وبعيداً عن المنطق والبحث والتحليل ، واحداً من الأسباب الهامة التى جعلت مصر " محروسة" على مر الزمان ، رغم كل المؤامرات وكثرة الأعداء. لقد بقيت مصر "محروسة" لأنه كان هناك مثل الحاجة "زينب " فى كل عصر وزمان ، وهذا ما يدركه السيسى بنفسه ، فلم يبخل بلقائه بها بحثاً عن دعواتها ورضاها ، لأنه ربما من أجلها وأمثالها تبقى مصر محروسة!