سقوط نظام مبارك كما أظن- وليس كل الظن أثم- لم يكن ورائه انهيارا سياسيا أو أمنيا فقط ...ولم يكن سببه المباشر حالة الاحتقان الموجودة بالشارع ..فنظام مبارك أسقطته الحرية غير المسئولة وليس التسلط والاستبداد كما يحلو للبعض الادعاء.!! فالرجل الكبير ترك في السنوات العشر الأخيرة من حكمه الحبل علي الغارب للصحفيين والإعلاميين للانطلاق في تناول كل شيء وأي شيء بلا خطوط حمراء...صارت مصر دولة مستباحة ...عارية أمام العالم علي يد من فهموا الحرية علي أنها ترديد الشائعات والأكاذيب أحيانا...والخيالات التي تنسجها بعض القلوب والعقول المريضة أحيانا أخري!! وليس معني كلامي أن نظام مبارك كان منزها بالعكس هذا النظام كأي نظام في العالم له ما له وعليه ما عليه لكن حالة الانهيار التي شهدها في 18 يوما لابد أن نعود لتحليلها...فالناس التي نزلت للشوارع خلال هذه الأيام لم يتجاوز عددهم ستة ونصف مليون شخص علي مدار 18 يوما وهو الرقم الذي ذكره معهد "جالوب الامريكي"...وبالتالي الأعداد لم تكن كبيرة أو حاشدة كما قيل...كما أن أغلبية المحافظات لم تشارك في هذه النكسة...إذن لماذا كان الانهيار؟؟؟ كان الانهيار بسبب الإعلام الذي تحالف بجهل في جزء منه وخيانة في جزء أخر مع نخبة موصومة في وطنيتها ضد النظام القائم وتضامن مع الأخوان دون أن يدرك تبعات ذلك من تلويح بالتدخل الأمريكي العسكري في مصر يوم 11 فبراير 2011!! الحرية المطلقة مفسدة مطلقة وعندما تسمح لكل من أتاح له صاحب فضائية أو جورنال فرصة الإمساك بميكرفون أو قلم بمناقشة أدق أسرار الدولة بلا ضوابط ..فنحن أمام كارثة وهذا ما وقع في مصر منذ أن عرفت ما سمي – استغفر الله العظيم- "التوك شو " ...وصحف الرواتب الضخمة التي تشتري ذمم وضمائر بعض الأسماء الكبيرة لخدمة أغراض صاحب الدكان ولو كان الثمن امن واستقرار البلد!! فلتذهب مصر للجحيم وتعيش الدولارات والعربات الفارهة والفيلات الفخمة...مصر مين التي سيفكر فيها من يقبضوا من السفارات ونزلت أسمائهم في وثائق "ويكليكس " كمتعاونين مع السفارة الأمريكية بمقابل؟؟ مصر مين التي سيفكر فيها إعلاميون وصحفيون لم يجدوا مؤسسات قوية في الدولة تراجعهم في أكاذيبهم وأضاليلهم التي يكذبوها بأنفسهم الآن!! مصر مين اللي سيخاف عليها من سربت لهم مكالمة تثبت خيانتهم للوطن ومازالوا يتحفونا بكتابتهم في الصحف وطلتهم البهية في الفضائيات!! مصر "ملهاش دراع تتلوي منه " لكن يبدو أن نظام مبارك كان علي رأسه بطحات فخشي من المواجهة مع إعلام خاص فقد جزء منه ضميره الوطني وبعض إعلامييه باعوا الوطن وقبضوا الثمن مقدما وصحفيون شاركوا في هدم أمة لخدمة من يقبضهم!! سقط مبارك ودفع ثمن الحرية غير المسئولة التي أطلقها بلا ضوابط أو حدود يقف عندها الجميع فسقطت مصر في فخ 25 يناير 2011 وظلت نفس الوجوه والأسماء التي كانت تعادي النظام وتكذب عليه بجرأة ووقاحة وانضم إليها فريق من المتحولين الذين كانوا علي قوائم رجال مبارك وابنه جمال ليتحولوا لثورجية في غفلة من الزمان !! تحول الإعلام بعد 25 يناير لنموذج للخيانة العلنية غير الخافية علي احد...إعلاميون يحرضون علي الجيش والشرطة...بل بعضهم يشاركون في محاولات اقتحام وزارة الداخلية...وإعلاميون يبيعون مصر للإخوان مقابل صكوك الرضا والغفران من خيرت الشاطر...أسرار مصر أصبحت علي أرصفة الفضائيات وخفايا الأمن القومي صارت عناوين بعض الصحف الخاصة بل والقومية .!! خيانة علي الهواء مباشرة ...خيانة للوطن مطبوعة وموثقة خيانة مصرية بأموال أجنبية ...خيانة في معظم الفضائيات والصحف المصرية حتى قناة الجزيرة مباشر مصر لم نري فيها يوما شخصا غير مصري يهين أو يسب أو يكذب علي مصر ...الكل مع الأسف مصريين نزعوا ستار الولاء إلا للدولار!! دفعت مصر ثمنا باهظا من أمنها واستقرارها لهذه الخيانة ولا يوجد مصطلح لما حدث ومازال يحدث في جزء كبير من الإعلام الرسمي والخاص ومعهم بعض الصحف إلا الخيانة لدولة تحارب.!! نعم يا سادة مصر تحارب أشرس حروبها والكل يعلم لكن بيننا من لا يريد أن يواجه الناس بالحقيقة ولماذا نواجههم لنجعلهم صفا واحدا خلف بلدهم برئيسها وجيشها وشرطتها وهذا ليس هذا المطلوب ؟!! الأوامر الصادرة من الخارج والتي تتدفق مئات الملايين شهريا للداخل لتنفيذها أن تمهد الأرض في مصر للانهيار والتقسيم ....تمهد الأرض لإعادة السيناريو السوري أو العراقي أو الليبي أو اليمني.!! مصر تحارب والإعلام يقدم لشعبها أكثر من خمسين مسلسل رمضاني ليخدره بأفيون الدراما المبتذلة الفاسدة التي تظهر له المجتمع كمجتمع طبقي كل سيداته راقصات ومنحلات ورجاله يبيعون أخلاقهم وقيمهم لأول مشتري ...ومؤسساته الحاملة لاسيما الشرطة فاسدة أو بلهاء...وفقرائه يتم تهيئتهم من خلال هذه الأعمال للانقضاض علي المجتمع الظالم!! مصر تحارب والإعلام يتحفنا ببرامج المقالب المفبركة السخيفة التي تجعل من التفاهة أسلوب حياة ...مصر تحارب و21 من خيرة أبنائها يستشهدون وبعض الإعلام والصحف بدلا من شد أزر مؤسسات الدولة الأمنية ومساندتها ضد الإرهاب يحولوا المعركة لمباراة كرة قدم كلنا محللين ومنظرين فيها...الكل يدلي بدلوه وكأن الخطط العسكرية هي نفس خطط 4-2-4 أو 3-5-2 التي يلعبوا بها !! وبدلا من الكباتن مدحت شلبي وشوبير اطل علينا الإعلامي الجنرال الذي يقول "دم أهل غزة في رقبتك يا سيسي"...والإعلامية السورية المتقاعدة لتقول "في دم كتير في رقبتك يا سيسي" وتطل علينا إعلامية أخري طردت بفضيحة من احدي القنوات لتقول"مدام مش قادر تجيب الناس، ما تقدرش تقف تحط عينك في عين الناس وتقولهم هجيب حقهم، ما أنت ماجبتش للي ماتوا بقالهم 3 سنين"!! وماذا يمكننا أن نفعل بعد أن زعلت الأستاذة وإحنا منقدرش علي زعلها ومين في مصر يقدر الآن علي الإعلاميين وبعض الصحفيين والصحف الذين تحولوا لمراكز قوي لا يمكن الاقتراب أو التصوير بحجة حرية الرأي والتعبير أو لنكن صادقين ونقول حرية التخريب والتكدير للسلم العام في مصر!! إعلام حول الفوضويين لثوار...والممولين من الخارج لمناضلين سياسيين و الدجالين وفاتحي المندل لمالكي خيوط مستقبل مصر...إعلام حول مرتادي المقاهي لمفكرين وعاطلي "الفيس بوك" و"تويتر" لقادة الرأي في مصر,,إعلام يقول احد أساطينه للرئيس"أنا اللي جيبتك""...إعلام يصرخ في وجه الدولة في كل مناسبة "يا أحنا يا أنتي"!! في الحروب لا مجال للتهاون والمهادنة وعلي قائد الحرب أن ينتصر لبلده وهذا هو المطلوب الآن من الرئيس أن ينتصر لمصر...أن يكفيها شر بعض أبنائها لأنها كفيلة بأعدائها...مصر مفيش حد ماسك عليها ذلة من الإعلاميين أو الصحفيين أو بعض شبيحة يناير السياسيين الذين لا ينقصهم إلا إطلاق النار علي الشعب للرضوخ لنزواتهم السياسية!! أيضا مصر ليست محتلة من المجتمع المدني والحقوقي وليست مضطرة لقبول جواسيس برخصة بين أبنائها بحجة حقوق الإنسان الإرهابي والفوضوي والخائن!!..مصر تحارب ولابد من تطهير الجبهة الداخلية كي تنتصر.