قال الدكتور كمال مغيث، الأستاذ بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية ومؤسس جمعية طه حسين للنهوض بالتعليم، إن فكرة المجانية الكاملة للتعليم أصلا غير مطبقة في مصر الآن، فنظام مبارك قضى على هذه الفكرة تماماً. تأتي تلك التصريحات تعليقا على دعوة الدكتور أمين لطفي، رئيس جامعة بني سويف، الذي طالب بضرورة إلغاء المجانية الكاملة للتعليم، بحيث يتم تقاسم التكاليف بين الطالب والدولة، وألا تتحمل الدولة المسئولية الكاملة للتعليم وحدها. وأشار مغيث ل"صدى البلد" إلى أن جودة الخدمة التعليمية طوال الثلاثين عاما الماضية كانت تتفاوت حسب المبلغ الذي يدفعه الطالب، فأصبح التعليم الجيد يقدم لمن يدفع اكثر فقط، أما الفقراء فظلوا يحصلون على خدمة تعليمية رديئة وتكاد لا توصف اصلا بأنها "تعليم" لمجرد انهم ليس بإمكانهم أن يدفعوا المصروفات الهائلة التي يتم دفعها في "مدارس وجامعات الأغنياء". وأكد مغيث أن التعليم حق لكل مواطن، ومن واجب الدولة أن تتحمل نفقات تعليم الشعب، وإن كان و لابد من مساعدة الدولة في القيام بهذا الدور، فيجب أن يتم إلزام الأغنياء بتحمل مصاريف تعليم أبنائهم، أما الفقراء فلابد ان يحصلوا أيضاً على تعليم راق على نفقة الدولة، فسبق أن قال عميد الأدب العربي طه حسين: "التعليم كالماء والهواء، ولا ينبغي ان تحول الظروف المادية دون تحقيق طموح الانسان في التعليم". وأوصى مغيث بأن الإصلاح الحقيقي للتعليم في مصر لن يتم إلا بمضاعفة ميزانية التعليم الحالية التي تقدر ب 12% فقط من الإنفاق، ولابد من إعطاء المعلمين رواتب محترمة حتى يقدموا للطلاب خدمة تعليمية محترمة. وشدد على ضرورة أن يكون لدى الدولة رؤية سياسية تحدد الهدف من التعليم، فلابد أن يكون لنا خطة أننا نعلم أولادنا ليس من أجل الشهادة فقط ولكن من أجل أن نؤهلهم لكي يبنوا مصر في المستقبل ويفيدوها بما تعلموه.