الرئيس السوري يبحث مع رئيس المخابرات التركية المستجدات الإقليمية واتفاق قسد    أبراج السعودية تتوشح بعلمي المملكة وباكستان احتفاء باتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك    إعلام عبرى: "حكومة الدماء" تسعى لتحويل إسرائيل إلى أوتوقراطية دينية متطرفة    بريطانيا.. حفل خيري ضخم في ملعب ويمبلي دعما للفلسطينيين في غزة    التاريخ يكرر نفسه.. تورام يعيد ما فعله كريسبو منذ 23 عاما ويقود إنتر للتفوق على أياكس    مورينيو: من المدرب الذي سيقول لا لبنفيكا    محمود وفا حكما لمباراة الأهلي وسيراميكا.. وطارق مجدي للفيديو    تصريح بدفن جثة ربة منزل بعد ذبحها على يد زوجها بالعبور    وزير التعليم يعلن تفاصيل النظام الدراسي الجديد للصف الثالث الثانوي (العام البكالوريا) 2025 /2026    السيطرة على حريق شب داخل محل ألعاب أطفال بمدينة نصر    سعر الذهب اليوم الخميس 18-9-2025 بعد الارتفاع القياسي بالصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/9/2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    بعد تعرضه لوعكة صحية.. محافظ الإسماعيلية يزور رئيس مركز ومدينة القصاصين الجديدة    جمال شعبان ل إمام عاشور: الأعراض صعبة والاستجابة سريعة.. و«بطل أكل الشارع»    مقتل 3 ضباط شرطة وإصابة اثنين آخرين في إطلاق نار بجنوب بنسلفانيا    تصدرت التريند بعد أنباء زواجها بشاب، ماذا قالت إيناس الدغيدي عن الطلاق (فيديو)    وزارة العمل: 50 فرصة عمل لسائقين بمرتبات 10 آلاف جنيه    محافظ شمال سيناء يتفقد أعمال تطوير بوابة العريش وبفتتح مقراة الصالحين لتحفيظ القران الكريم (صور)    فائدة 100% للمرة الأولى.. أفضل شهادة إدخار بأعلى عائد تراكمي في البنوك اليوم بعد قرار المركزي    صراع شرس لحسم المرشحين والتحالفات| الأحزاب على خط النار استعدادًا ل«سباق البرلمان»    قبل أيام من انطلاق المدارس.. تحويلات الطلاب مهمة مستحيلة!    إصابة سيدة فى انهيار شرفة عقار بمنطقة مينا البصل في الإسكندرية    "أوبن إيه.آي" تتجه لإنتاج شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها.. ما القصة؟    أسامة فراج بعد محمد محسوب .. ساحل سليم تتصدر قائمة التصفية خارج إطار القانون من داخلية السيسي    مكافحة الإدمان: علاج 100 ألف مدمن خلال 8 أشهر    لأول مرة.. ترشيح طالب من جامعة المنيا لتمثيل شباب العالم بمنتدى اليونسكو 2025    محمد صلاح يتجاوز ميسي ومبابي ويكتب فصلًا جديدًا في تاريخ دوري الأبطال    أخبار × 24 ساعة.. الخارجية: لا بديل عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية    تكريم أمينة خليل.. تفاصيل حفل إطلاق النسخة السابعة من مهرجان ميدفست مصر (صور)    عمرو منسي: مهرجان الجونة مساحة أمل للمواهب وصناعة السينما    الشاعر الغنائي فلبينو عن تجربته مع أحمد سعد: "حبيت التجربة وهو بيحكيلي عليها"    أحمد سعد مداعبا المؤلف الغنائي محمد الشافعي: "بكلم مامته عشان يألف لي"    محمد عدوي يكتب: الخفافيش تعميهم أنوار الشمس    مصفاة "دانجوت" النيجيرية تصدر أول شحنة بنزين إلى الولايات المتحدة    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    نقيب المحامين يكرم400 طالب متفوق من أبناء محامي الإسكندرية    ب 3 طرق مش هتسود منك.. اكتشفي سر تخزين البامية ل عام كامل    هتتفاقم السنوات القادمة، الصحة تكشف أسباب أزمة نقص الأطباء    أسباب الإمساك عند الطفل الرضيع وطرق علاجه والوقاية منه    حكم مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    نتيجة وملخص أهداف مباراة ليفربول ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا    موعد مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة    "بعد هدف فان دايك".. 5 صور لمشادة سيميوني ومشجع ليفربول بعد نهاية المباراة    بهاء مجدي يحدد مفتاح الزمالك للفوز على الإسماعيلي    سعر الموز والتفاح والمانجو والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 18-9-2025    إنتاج 9 ملايين هاتف محمول محليًا.. وزير الاتصالات: سنبدأ التصدير بكميات كبيرة    استشهاد 99 فلسطينيًا في غارات الاحتلال على غزة خلال يوم    عاجل| "الشعاع الحديدي": إسرائيل تكشف عن جيل جديد من الدفاع الصاروخي بالليزر    بريطانيا: زيارة الدولة الأمريكية جلبت 150 مليار باوند استثمارات أجنبية    مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    رئيس جامعة طنطا يشهد حفل تخريج الدفعة ال30 من كلية الهندسة    «الأرصاد» تُطلق إنذارًا بحريًا بشأن حالة الطقس اليوم في 8 محافظات: «توخوا الحذر»    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاعب
نشر في صدى البلد يوم 09 - 03 - 2012

كنت أنتظره مع المنتظرين.. معركة رهيبة كانت، لكن عبد الدايم صديقى فيما بعد استطاع أن يحشر الملك فى لعبة صفق لها جميع الحاضرين لم يستطع معها عبد السميع سويدة، أشهر لاعب شطرنج فى الإسكندرية، إلا أن يصفق له هو الآخر ثم طلب (النادل ) قائلا له: "أغرقنا بالمشروبات المختلفة.. وعلى حسابى"، ثم أخرج منديله ليجفف عرقه ثم استأذن فى الانصراف ومعه جمهرة من أصدقائه.

اقتربت من عبد الدايم، كنت مازلت صغيرا ولكننى تغلبت على خوفى وخجلى وبادرته: "كانت معركة رهيبة!! لقد شاهدها الجميع وأنا منهم، الجميع يا سيدى حولك معه وضدك عيونهم وألسنتهم تعلن الحياد وسيوفهم معدة لذبحك، عيونهم تظهر الوداعة وأعماقها تكشف الاتجاه".
رد عبد الدايم قائلا: "لايهمك!! حينما تدلهم الأمور لا يهمك!! الثقة فى النفس العامل الأول، أنت يا بنى ثقتك بنفسك إرادتك كالصلب لاينثنى ولاينحنى".
شجعتنى كلماته قلت له: "أتسمح لى بأن تلاعبنى؟!"، قال بابتسامة حانية: "ليس لدى أى اعتراض"، شكرته قائلا: "اعتقدت أنك لن توافق، فأنت الأستاذ وأنا تلميذ تلميذ تلميذك"، أجاب: "ولم لا؟! ولم لا ألاعبك، على الأقل لأشجعك"، قلت له: "لقد هزمت منذ قليل عملاقا من عمالقة اللعبة ولاعبًا لا يشق له غبار مشهور مشهود له بالكفاءة"، قال: "إن غلب الكبير ما أتى إلا بعد مشوار طويل لاعبت خلاله الجميع وبكل مستوياتهم عرفتهم ودرست خصائصهم وطبائعهم وتعلمت ألعابا من صغار لم أجدها لدى الكبار واستفدت منها أيما استفادة، ثم إن التواضع أساس الرياضة، كل رياضة بجميع أنواعها واللعب مع الكبار يعطى المهارة واللعب مع الصغار يعطى الكبار التواضع والحيوية والرشاقة والمرونة وضرب النموذج القدوة والمثل الطيب كما يعطى للصغار الخبرة من الاحتكاك ومن الممارسة، انظر إلى التليفزيون وشاهد المباريات المختلفة التى يعرضها كرة قدم كرة سلة كرة يد ملاكمة مصارعة مصارعة يابانية أو كورية أو صينية ألعاب قوى ألعاب الدفاع عن النفس سباحة كرة ماء كرة الريشة رفع الأثقال جمباز سلاح رماية فروسية هوكى تنس اسكواش بولو جولف رجبى بيسبول دراجات شراع سيارات الكثير الكثير من الألعاب، أنواع متعددة لا يمكن حصرها، فكل يوم تنبت لعبة جديدة، انظر كل هذا انظر المستويات المختلفة انظر التدريب تأمل اللاعبين والمدربين والإداريين، ألم يكن المدرب أو الإدارى لاعبا من قبل ثم تراكمت الخبرة لديه ممن سبقوه على طول الزمان، ألا يحول كل هذه الخبرات إلى لاعبيه من الجيل الجديد..
كل هذا يابنى مجمع فى الرياضة خليط من الشباب ومن أصحاب الخبرات خليط من الحيوية ومن الحنكة من التواضع ومن الثقة بالنفس ومن الشموخ ومن الكبرياء ومن الفخر الفخر البرىء غير المشوب بالزيف وبالبهتان"، مازال حديث لاعبى الكبير ممتدا، يقول: "دعنا من التليفزيون بعروضه الحية والمسجلة، انظر إلى اللاعبين على الطاولات المختلفة فى المقهى، ألعاب النرد والدومينو والشطرنج نفس الأسلوب، لكنه التنافس الشريف، لاعب مقابل لاعب كبيرًا كان أم صغيرا ويقوم المغلوب بمصافحة الغالب بروح رياضية أصيلة، استعرض كل الأنشطة التنافسية انظر على البعد أترى صالة الياردو؟! إن الموائد منصوبة وبها أيضا نفس عناصر أى لعبة اللاعب الكبير واللاعب الصغير.. المحترف والهاوى.. لكن لا يأنف أحد منهم فى ملاعبة الآخر فى ملاعبة من هو أحق باللعب بل لا يأنف فى ملاعبة من هو أصغر منه سنا أو حتى أقل منه خبرة، عندما ينزل الجميع إلى الملعب تذوب جميع الفروق والاختلافات ويبقى اللاعبون مجرد نمر متصارعة فى تنافس شريف وشديد الوطأة.
قلت له: "لكن عبد السميع لاعب من نوعية مميزة نموذج خاص ياسيدى"، رد قائلا: "احسنت القول يبدو انك تتابع المباريات منذ مدة طويلة حتى تستطيع ان تصل الى هذا الاستنتاج".
اجبته: "منذ كنت تلميذا بالمدرسة الاعدادية وأنا احضر الى هذا المقهى للمشاهدة وللاستمتاع وللتعلم وملاعبة المبتدئين من أمثالى واذا لاعبت لاعبت لاعبا كبيرا نوعا ما اشعر بالفخر لانه سمح لى بأن ألاعبه وأن أجلس أمامه وأن أواجهه، وبمرور الوقت وأيام والشهور والسنوات عرفت كل اللاعبين القدامى والجدد، وكنت اراك بعين المحب وبانبهار شديد دون أن ترانى، كنت اختفى دائما خلف وجوه المتفرجين الكبار والصغار وخلف صفوفهم المتراصة حول الملعب، ومن كل جانب وجوههم ترقب وحركاتهم انفعالية وأناملهم كأنها هى التى تلعب وأنا معهم فى كل هذا فرد منهم، وان كنت لست فى مثل سنهم كنت نقطة ضوء بينهم بل نقطة صغيرة جدا فى تشكيلهم فى لوحتهم التى ابدعها اللعب واللاعبون وتشكلت لوحتهم او لوحتنا البشرية الحركة المتحركة، كان اعجابى بك اكثر من اعجابى بمنافسك عبد السميع كان اعجابى به اعجاب حذر لجفاء طبعه وكبريائه المزيفة، دائما أحب البساطة فى الاشياء والتواضع مع الثقة، لا أحب التعالى حتى ولو كان على أساس أو منطق.
ابتسم أستاذ اللعبة (عبد الدايم) قائلا: "هكذا هو عبد السميع لم تعرفه أنت الا حديثا ولكننى عرفته منذ عمر طويل، كنت فى بداية الشباب وكان هو لاعبا مشهورا يتحدث عنه الجميع وغطى وسائل الاعلام نشاطاته ويعرفه القاصى قبل الدانى، بينما أنا على الهامش رغم معرفتى بأصول اللعبة معرفة عميقة وأحفظ قواعدها واصولها الخاصة عن ظهر قلب، حبى الشديد لها جعلنى اخلص لها من اجل المعرفة كل المعرفة وتمرست عبر العديد من المباريات مع أساتذة كبار، الا انه كان الهالة والنور والنار وأنا الظلمة والضباب والماء الذى لا يقربه عطشان، كنت قد تمكنت من الجميع الا هذا الأستاذ!! كنت دائما أحاول أن ألاعبه وكان دائما يرفض ويسخر منى ويزجرنى العب بعيدا ياولد، أقول له ولد؟! اننى ياسيدى على أبواب التخرج من الجامعة فيرد قائلا ولد!! مالنا والجامعة؟! ولد فى اللعبة ألم يعد لدينا غير ملاعبة الشباب؟! لقد مررت بهذه الفترة أنت ايضا فيجيب وكأن شيئا فى صدره لا يفصح عنه نعم مررت بها وكان من قبلى اذا قلنا لهم الشباب يقولون الخبرة!! فلما بلغنا من الرجولة مبلغا ومن الخبرة شأنا قالوا الشباب، فلما تحيرنا من امرهم فبحثنا ما وراء الكلام وجدنا الابناء قد كبروا (ابناؤهم)!!! ومن ثم اختلفت مقاييسهم حيث أرادوا لأولادهم ان يخلفوهم على عرش اللعبة!! بدون خبرة او موهبة وانما ميزتهم الوحيدة أنهم من نسلهم! !وكفى هذا شرفا لهم فى عرفهم بينما هذا لا يكفى للعرش، فالعرش ملىء بالمسئوليات ولو كانت وراثة لكان ابن اينشتين عالما ولكان ابن اسحق نيوتن عالما ولكان ابن بيليه لاعب كرة ولكان ابن كل لاعب ناجح لاعبا ناجحا، ولكن التاريخ والتجارب علمتنا ان اسوأ اللاعبين هم ابناء المشهورين فى أى لعبة من لعب الحياة بل دائما هم الفاشلون!!
وقد تؤدى بهم ممارسة لعبة من العاب الخطر!! الى الموت!! ولكن رغم ذلك فهم يستمرأون اللعبة ويعيشون فى نشوة ان تكون على العرش ويخشون من ضياع الابهة والسلطان ويغيرون من قواعد اللعبة من اجل كل هذا الهيلمان ولم نعرف احدا غير قواعد اللعبة الا اورد نفسه وزمرته موارد التهلكة.
من كل هذا ياهذا فهمنا اللعبة لعبة الحياة وانها صراعات خبيثة ومكائد ومؤمرات فقتل كل هذا البراءة فينا وحملنا بهموم دفينة وغرس فينا حشائش ضارة واشواك مميتة واحقادا وفسادا ماله من حل ومالنا قدرة على تخليص أنفسنا منه، خاصة والأنجال يمارسون الان دور البطولة رغم أن الاباء مازالوا على عرش اللعبة، ولكن الانجال لايقيمون وزنا لهم أولنا او لمحبى اللعبة.
يا بنى دعنى أحذرك وقد اوضحت لك كل الخفايا لم أدخل فى الحلقة الضيقة من لعبة الحياة عامة او او لعبة الوقوف على حد السيف كما أسميها، حيث إنك اما قاتلا او مقتولا وعلى وجه الخصوص هذه اللعبة الا على أجساد الاخرين وهم أيضا مروا بهذه التجربة فهم ليسوا أقل سفالة منى، لم ندخل حلقة الصفوة الا بعد صراعات مريرة كانوا يضعون العراقيل أمامى وخلفى وبراءة الاطفال فى اعينهم!!
كانوا يضعون المستحيل لغيرهم ولغير نسلهم وتكلمنى الان عن التواضع وتكلمنى عن البساطة وتكلمنى عن تواصل الاجيال وتكلمنى أن ألاعبك لا لا لا لن ألاعبك!!
لم يرضخ عبد السميع ابدا وقد اوضح ماخاضه فى سنوات حياته من صراعات وكأن الايضاح مبررا له لعدم اللعب مع نكرة مثلى ولم يتنازل قيد أنملة، وفى الحقيقة كنت أعذره بعض الوقت وألومه باقى الوقت، فالرجل مملوء بما مر به من أهوال ومن الام ومن ادماء لادميته وكيانه ووجوده حتى يصبح من الصفوة حسب تقييم المجتمع!!.
رفض الرجل أن يلاعبنى رغم حجم الاتصالات بمعارفه وبأحبائه وبمعجبيه من الجنسين!!
كنت يابنى فى مثل سنك تماما ورفضه المستمر جعلنى مصمما على أن أجبر الجميع من المتفرجين ومن اللاعبين القدامى على أن يطلبوا منه أن يلاعبنى وأن يطلب هو منى ذلك ولاأكتفى بملاعبته بل وأهزمه أيضا فترة طويلة مرت وزمن عجيب انقضى وأنا أتمرن وأستوعب كل فنون اللعبة ألاعب جميع اللاعبين من مستويات مختلفة وخطوة خطوة تمرست تماما باللعبة واصبحت جزءا منى وأصبحت جزءا منها وسرعان ما أصبح الجزءان كيانا واحدا وذاع صيتى فى المقهى وتجمع حولى المعجبون والمريدون من الكبار ومن الصغار وبعد أن كان يمر على دون أن يلتفت الى ملعبى ويجلس بعيدا موليا ظهره لى بدأ ينظر على استحياء ومن طرف خفى!!
لا أعرف سبب تجاهله لى ولا أعرف سبب حقده على ولا أعلم موقفه منى هل يخلص من ما فعله الكبار به من قبل؟! أم أنها الغيرة الحمقاء، رغم أنه الكبير أو الأكبر فكيف تأتيه الغيرة ومن من؟! من صغير مثلى أم أنه غرور الرجل وقد وصل الى مالم يكن يحلم به فى يوم من الايام ؟!أهذا ماهو مسطر بمكنون قلبه؟! حقيقة الامر أنه شىء فى صدره!! لايعرفه الا هو ولا يجيب عنه الا هو، ولن يجيب أبدا!! أيا كانت الدوافع التى تحركه والتى يخفيها عنا تحت قناع وجهه فان الاهمال لى والحط من قدرى لم يعد يجدى وقد عرف الجميع الحكاية وصارت قصة تروى، لم يعد لديه من الاسباب والتبريرات لهروبه المستمر وها هو قد بدأ ينظر الى كلما مر أو جلس بالقرب منى، وكان عقله يحاوره ويحاورنى من هذا المخلوق؟! ما مدى قدرته وقوته وطاقته وعلاقته؟! كان ينظر وكنت أنظر لكنه كان يتحاشى أن نلتقى أو تلتقى الاعين، وعندما شعرت بهذا التحول قلت لمن حولى آن الاوان أريد أن ألاعبه!!
أشفق على الكثيرون رغم التمرينات العديدة والعنيفة التى قمت بها والاختبارات الكثيرة التى اجتزتها والمباريات المتنوعة التى خضتها والحواجز الظاهرة والخفية التى وضعها فى طريقى لكن شفقة المتفرجين من قسوة الصراع غير المتكافىء ليس الا من رحم المتفرجين، كان هناك الراعى لى، انه واحد من اللاعبين الكبار ومن عواجيز اللعبة القادر عليها المدرك لفنونها وعلومها المقدر لكل لاعب والعالم بحجمه وبوزنه وبمقدار مهارته، لكنه فى نفس الوقت كان من المتواضعين هذا العملاق الاكبر تعهدنى بالرعاية وأعطانى من خبرته ومن ممارسته ومن تجربته الكثير.
عجوز مر الزمن على كل شىء فيه على جسده فصار واهنا وعلى نظره فصار ضعيفا ما بقى فيه حيا يعيش شبابه لم تصبه الشيخوخة بشىء من شوائبها هو (عقله)، من هنا اتت الحكمة بكل خصالها خبرة ورعاية ومعرفة ونبوغ وكم هى عناصر مؤثرة فى النجاح
علمنى الرجل وشجعنى ووقف بجانبى واستقطب الجميع من أجل مشروع المباراة ومهد لى الطريق لمقابلة عبد السميع، استفزه ذات مرة وقال له "لماذا يارجل لانراك فى ملاعبنا؟! لماذا تتحاشى أن تلاعبنا؟" فرد عبد السميع بسخرية واضحة: "راحت أيامك ياعزيز راحت أيامك أيها الرجل العجوز!! ابتسم العجوز فى سخرية واضحة قائلا: لست أنا ياعبد السميع، انه عبد الدايم !! فقال عبد السميع: "عبد الدايم؟! من هذا العبد الدايم؟!!، لقد غلبتك يارجل وأنت فى قوتك وعنفوانك"، فقال العجوز "دعنا من الزمن الماضى والرياضة غالب ومغلوب لكن يجب أن يبذل كل لاعب الجهد المطلوب فى التمرين وفى الممارسة وفى الاحتكاك محليا وعالميا وقبل كل شىء التواضع والثقة فى النفس يا عبد السميع!! من واجب الجيل القديم أن يحتك بالجيل الجديد ليعطيه خبرته ويأخذ منه حيويتهبدلا من أن يتحكم فى كل وسائله ويحرمه من ممارسة حياته فى العلن وفى الخفاء، يحتك بالجيل الجديد 00الجيل القادر والنابه والمتمكن والمستعد أليس هذا أسلوبك ياعبد السميع اللعب فى الخفاء أليس هذا هو أسلوب مستشاريك00وأسلوب مريديك ؟!! فرد عبد السميع ونحن لانفعل الا ماتطالب به أيها الرجل العجوز 00ومن هؤلاء الذين نحتك بهم 00أولادنا أليسوا من الجيل الجديد"، فرد عزيز"ليس بالضرورة أن يكون أولادكم من الجيل النابه، اننى أتحدث عن جيل بأكمله عن الجميع وليس عن أولادكم فشهادتكم فيها مجروحة، كما أن عبد الدايم لم يعد صغيرا، عيبه أنه ليس من أولادكم ولكنه ابننا جميعا اذن لماذا ترفضه يارجل؟! اعطه من خبرتك أم أنك لاتملكها؟!"، فانفعل عبد السميع قائلا: "لا أملكها!! لا أملكها يارجل أتستفزنى أم تقرر حقيقة؟"، فرد عزيز: "اذن لابد أن هناك أشياء أخرى فى صدرك!! هل هل هى حقد كره حسد غيرة نقص فيك، حدد الاسباب والمبررات ولماذا كل هذا وأنت الكبير هل هو خوف؟! وكيف يخاف المفتتن ببطولته وزعامته؟! فرد عبد السميع بسخرية: "أخشاه ؟! عجيب!! أتستفزنى مرة أخرى؟"، فرد عزيز: "اعتبره إذن استفزاز، استفزاز دائم، استفزاز شامل، اعتبره تحديا، لكننى أقول لك إنه قادر على أن يلاعبك ليس فقط بل قادر على أن يتلاعب بك ويهزمك هزيمة نكراء!!".
غضب عبد السميع وتوقف اللعب على جميع الملاعب بالمقهى وران صمت عجيب وغريب والتف الجميع حول الرجلين، بينما انزويت بعيدا، أريد أن أسمع رد عبد السميع على عرض عزيز، وأخيرا نهض وهو منفعل موجها الحديث لعزيز: "الاسبوع القادم موعدنا!!
قال عبد السميع: "الاسبوع القادم موعدنا اللقاء الاول والاخير".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.