رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات يكشف الاستعدادات النهائية لانتخابات الشيوخ    إعلام عبري: توتر العلاقة بين سموتريتش ونتنياهو    عبد العاطي يدعو إلى دعم جهود تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة    ألمانيا تعلن إقامة جسر جوي مع الأردن لإيصال المساعدات إلى غزة    بيراميدز يختتم معسكره في تركيا بالفوز على بطل إيران (صور)    ديفيد ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    لم نشعر بالغربة.. السودانيون يشكرون مصر على كرم الضيافة    رئيس الوزراء يستعرض خطوات إنشاء وحدة مركزية لحصر ومتابعة وتنظيم الشركات المملوكة للدولة    مدبولي يستعرض الخطوات التنفيذية لإنشاء وحدة مركزية لحصر الشركات المملوكة للدولة    رفقة العراق والبحرين .. منتخب مصر في المجموعة الثانية بكأس الخليج للشباب    أسيوط تبدأ تطوير 330 منزلًا بالمناطق الأكثر احتياجًا (فيديو وصور)    صور.. محافظ القاهرة يكرم 30 من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    زياد الرحباني عانى من مرض خطير قبل وفاته.. ومفيدة شيحة تنعاه بكلمات مؤثرة    بسمة بوسيل عن ألبوم عمرو دياب "ابتدينا": "بصراحة ماسمعتوش"    "النهار" ترحب بقرار الأعلى للإعلام بحفظ شكوى نقابة الموسيقيين    متحدث "الموسيقيين" يعلن موعد انتخابات التجديد النصفي: الجمعية العمومية مصدر الشرعية    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    أزهري: الابتلاء أول علامات محبة الله لعبده    أمينة الفتوى: ملامسة العورة عند التعامل مع الأطفال أو أثناء غسل الميت تنقض الوضوء (فيديو)    هيئة الرعاية الصحية تعلن نجاح وحدة السكتة الدماغية بمجمع الإسماعيلية الطبي    وزارة الصحة: حصول مصر على التصنيف الذهبي للقضاء على فيروس سي نجاح ل100 مليون صحة    ضعف عضلة القلب- 5 أعراض لا ترتبط بألم الصدر    شهادة تقدير ودرع المحافظة.. أسوان تكرم الخامسة على الجمهورية في الثانوية الأزهرية    هيئة فلسطينية: كلمة الرئيس السيسي واضحة ومصر دورها محورى منذ بدء الحرب    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    ترامب: خاب أملي في بوتين    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    «أكسيوس»: مسؤولان إسرائيليان يصلان واشنطن لبحث ملفي غزة وإيران    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    مجلس إدارة غرفة السياحة يعيّن رؤساء الفروع السياحية بالمحافظات ويوجههم بدعم النمو    ختام فعاليات قافلة جامعة المنصورة الشاملة "جسور الخير (22)" اليوم بشمال سيناء    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    مصرع شخص صدمته سيارة تقودها طفلة في إمبابة    طريقة عمل التورتة بمكونات بسيطة في البيت    مران خفيف للاعبي المصري غير المشاركين أمام الترجي.. وتأهيل واستشفاء للمجموعة الأساسية    عمار محمد يتوج بذهبية الكونغ فو فى دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    رئيس تعليم الشيوخ: محاولات تشويه دور مصر باسم غزة يائسة والدليل "زاد العزة"    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    قرارات هامة من الأعلى للإعلام ل 3 مواقع إخبارية بشأن مخالفة الضوابط    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم فردوس عبد الحميد بدورته ال 41    ديمقراطية العصابة..انتخابات مجلس شيوخ السيسي المقاعد موزعة قبل التصويت وأحزاب المعارضة تشارك فى التمثيلية    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    البربون ب320 جنيهًا والقاروص ب450.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية اليوم في مطروح    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    الحوثيون يهددون باستهداف السفن المرتبطة بموانئ إسرائيلية    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    شوبير يدافع عن طلب بيراميدز بتعديل موعد مباراته أمام وادي دجلة في الدوري    هل ستفشل صفقة بيع كوكا لاعب الأهلي لنادي قاسم باشا التركي بسبب 400 ألف دولار ؟ اعرف التفاصيل    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    الداخلية تكشف ملابسات وفاة متهم محبوس بقرار نيابة على ذمة قضية مخدرات ببلقاس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاعب
نشر في صدى البلد يوم 09 - 03 - 2012

كنت أنتظره مع المنتظرين.. معركة رهيبة كانت، لكن عبد الدايم صديقى فيما بعد استطاع أن يحشر الملك فى لعبة صفق لها جميع الحاضرين لم يستطع معها عبد السميع سويدة، أشهر لاعب شطرنج فى الإسكندرية، إلا أن يصفق له هو الآخر ثم طلب (النادل ) قائلا له: "أغرقنا بالمشروبات المختلفة.. وعلى حسابى"، ثم أخرج منديله ليجفف عرقه ثم استأذن فى الانصراف ومعه جمهرة من أصدقائه.

اقتربت من عبد الدايم، كنت مازلت صغيرا ولكننى تغلبت على خوفى وخجلى وبادرته: "كانت معركة رهيبة!! لقد شاهدها الجميع وأنا منهم، الجميع يا سيدى حولك معه وضدك عيونهم وألسنتهم تعلن الحياد وسيوفهم معدة لذبحك، عيونهم تظهر الوداعة وأعماقها تكشف الاتجاه".
رد عبد الدايم قائلا: "لايهمك!! حينما تدلهم الأمور لا يهمك!! الثقة فى النفس العامل الأول، أنت يا بنى ثقتك بنفسك إرادتك كالصلب لاينثنى ولاينحنى".
شجعتنى كلماته قلت له: "أتسمح لى بأن تلاعبنى؟!"، قال بابتسامة حانية: "ليس لدى أى اعتراض"، شكرته قائلا: "اعتقدت أنك لن توافق، فأنت الأستاذ وأنا تلميذ تلميذ تلميذك"، أجاب: "ولم لا؟! ولم لا ألاعبك، على الأقل لأشجعك"، قلت له: "لقد هزمت منذ قليل عملاقا من عمالقة اللعبة ولاعبًا لا يشق له غبار مشهور مشهود له بالكفاءة"، قال: "إن غلب الكبير ما أتى إلا بعد مشوار طويل لاعبت خلاله الجميع وبكل مستوياتهم عرفتهم ودرست خصائصهم وطبائعهم وتعلمت ألعابا من صغار لم أجدها لدى الكبار واستفدت منها أيما استفادة، ثم إن التواضع أساس الرياضة، كل رياضة بجميع أنواعها واللعب مع الكبار يعطى المهارة واللعب مع الصغار يعطى الكبار التواضع والحيوية والرشاقة والمرونة وضرب النموذج القدوة والمثل الطيب كما يعطى للصغار الخبرة من الاحتكاك ومن الممارسة، انظر إلى التليفزيون وشاهد المباريات المختلفة التى يعرضها كرة قدم كرة سلة كرة يد ملاكمة مصارعة مصارعة يابانية أو كورية أو صينية ألعاب قوى ألعاب الدفاع عن النفس سباحة كرة ماء كرة الريشة رفع الأثقال جمباز سلاح رماية فروسية هوكى تنس اسكواش بولو جولف رجبى بيسبول دراجات شراع سيارات الكثير الكثير من الألعاب، أنواع متعددة لا يمكن حصرها، فكل يوم تنبت لعبة جديدة، انظر كل هذا انظر المستويات المختلفة انظر التدريب تأمل اللاعبين والمدربين والإداريين، ألم يكن المدرب أو الإدارى لاعبا من قبل ثم تراكمت الخبرة لديه ممن سبقوه على طول الزمان، ألا يحول كل هذه الخبرات إلى لاعبيه من الجيل الجديد..
كل هذا يابنى مجمع فى الرياضة خليط من الشباب ومن أصحاب الخبرات خليط من الحيوية ومن الحنكة من التواضع ومن الثقة بالنفس ومن الشموخ ومن الكبرياء ومن الفخر الفخر البرىء غير المشوب بالزيف وبالبهتان"، مازال حديث لاعبى الكبير ممتدا، يقول: "دعنا من التليفزيون بعروضه الحية والمسجلة، انظر إلى اللاعبين على الطاولات المختلفة فى المقهى، ألعاب النرد والدومينو والشطرنج نفس الأسلوب، لكنه التنافس الشريف، لاعب مقابل لاعب كبيرًا كان أم صغيرا ويقوم المغلوب بمصافحة الغالب بروح رياضية أصيلة، استعرض كل الأنشطة التنافسية انظر على البعد أترى صالة الياردو؟! إن الموائد منصوبة وبها أيضا نفس عناصر أى لعبة اللاعب الكبير واللاعب الصغير.. المحترف والهاوى.. لكن لا يأنف أحد منهم فى ملاعبة الآخر فى ملاعبة من هو أحق باللعب بل لا يأنف فى ملاعبة من هو أصغر منه سنا أو حتى أقل منه خبرة، عندما ينزل الجميع إلى الملعب تذوب جميع الفروق والاختلافات ويبقى اللاعبون مجرد نمر متصارعة فى تنافس شريف وشديد الوطأة.
قلت له: "لكن عبد السميع لاعب من نوعية مميزة نموذج خاص ياسيدى"، رد قائلا: "احسنت القول يبدو انك تتابع المباريات منذ مدة طويلة حتى تستطيع ان تصل الى هذا الاستنتاج".
اجبته: "منذ كنت تلميذا بالمدرسة الاعدادية وأنا احضر الى هذا المقهى للمشاهدة وللاستمتاع وللتعلم وملاعبة المبتدئين من أمثالى واذا لاعبت لاعبت لاعبا كبيرا نوعا ما اشعر بالفخر لانه سمح لى بأن ألاعبه وأن أجلس أمامه وأن أواجهه، وبمرور الوقت وأيام والشهور والسنوات عرفت كل اللاعبين القدامى والجدد، وكنت اراك بعين المحب وبانبهار شديد دون أن ترانى، كنت اختفى دائما خلف وجوه المتفرجين الكبار والصغار وخلف صفوفهم المتراصة حول الملعب، ومن كل جانب وجوههم ترقب وحركاتهم انفعالية وأناملهم كأنها هى التى تلعب وأنا معهم فى كل هذا فرد منهم، وان كنت لست فى مثل سنهم كنت نقطة ضوء بينهم بل نقطة صغيرة جدا فى تشكيلهم فى لوحتهم التى ابدعها اللعب واللاعبون وتشكلت لوحتهم او لوحتنا البشرية الحركة المتحركة، كان اعجابى بك اكثر من اعجابى بمنافسك عبد السميع كان اعجابى به اعجاب حذر لجفاء طبعه وكبريائه المزيفة، دائما أحب البساطة فى الاشياء والتواضع مع الثقة، لا أحب التعالى حتى ولو كان على أساس أو منطق.
ابتسم أستاذ اللعبة (عبد الدايم) قائلا: "هكذا هو عبد السميع لم تعرفه أنت الا حديثا ولكننى عرفته منذ عمر طويل، كنت فى بداية الشباب وكان هو لاعبا مشهورا يتحدث عنه الجميع وغطى وسائل الاعلام نشاطاته ويعرفه القاصى قبل الدانى، بينما أنا على الهامش رغم معرفتى بأصول اللعبة معرفة عميقة وأحفظ قواعدها واصولها الخاصة عن ظهر قلب، حبى الشديد لها جعلنى اخلص لها من اجل المعرفة كل المعرفة وتمرست عبر العديد من المباريات مع أساتذة كبار، الا انه كان الهالة والنور والنار وأنا الظلمة والضباب والماء الذى لا يقربه عطشان، كنت قد تمكنت من الجميع الا هذا الأستاذ!! كنت دائما أحاول أن ألاعبه وكان دائما يرفض ويسخر منى ويزجرنى العب بعيدا ياولد، أقول له ولد؟! اننى ياسيدى على أبواب التخرج من الجامعة فيرد قائلا ولد!! مالنا والجامعة؟! ولد فى اللعبة ألم يعد لدينا غير ملاعبة الشباب؟! لقد مررت بهذه الفترة أنت ايضا فيجيب وكأن شيئا فى صدره لا يفصح عنه نعم مررت بها وكان من قبلى اذا قلنا لهم الشباب يقولون الخبرة!! فلما بلغنا من الرجولة مبلغا ومن الخبرة شأنا قالوا الشباب، فلما تحيرنا من امرهم فبحثنا ما وراء الكلام وجدنا الابناء قد كبروا (ابناؤهم)!!! ومن ثم اختلفت مقاييسهم حيث أرادوا لأولادهم ان يخلفوهم على عرش اللعبة!! بدون خبرة او موهبة وانما ميزتهم الوحيدة أنهم من نسلهم! !وكفى هذا شرفا لهم فى عرفهم بينما هذا لا يكفى للعرش، فالعرش ملىء بالمسئوليات ولو كانت وراثة لكان ابن اينشتين عالما ولكان ابن اسحق نيوتن عالما ولكان ابن بيليه لاعب كرة ولكان ابن كل لاعب ناجح لاعبا ناجحا، ولكن التاريخ والتجارب علمتنا ان اسوأ اللاعبين هم ابناء المشهورين فى أى لعبة من لعب الحياة بل دائما هم الفاشلون!!
وقد تؤدى بهم ممارسة لعبة من العاب الخطر!! الى الموت!! ولكن رغم ذلك فهم يستمرأون اللعبة ويعيشون فى نشوة ان تكون على العرش ويخشون من ضياع الابهة والسلطان ويغيرون من قواعد اللعبة من اجل كل هذا الهيلمان ولم نعرف احدا غير قواعد اللعبة الا اورد نفسه وزمرته موارد التهلكة.
من كل هذا ياهذا فهمنا اللعبة لعبة الحياة وانها صراعات خبيثة ومكائد ومؤمرات فقتل كل هذا البراءة فينا وحملنا بهموم دفينة وغرس فينا حشائش ضارة واشواك مميتة واحقادا وفسادا ماله من حل ومالنا قدرة على تخليص أنفسنا منه، خاصة والأنجال يمارسون الان دور البطولة رغم أن الاباء مازالوا على عرش اللعبة، ولكن الانجال لايقيمون وزنا لهم أولنا او لمحبى اللعبة.
يا بنى دعنى أحذرك وقد اوضحت لك كل الخفايا لم أدخل فى الحلقة الضيقة من لعبة الحياة عامة او او لعبة الوقوف على حد السيف كما أسميها، حيث إنك اما قاتلا او مقتولا وعلى وجه الخصوص هذه اللعبة الا على أجساد الاخرين وهم أيضا مروا بهذه التجربة فهم ليسوا أقل سفالة منى، لم ندخل حلقة الصفوة الا بعد صراعات مريرة كانوا يضعون العراقيل أمامى وخلفى وبراءة الاطفال فى اعينهم!!
كانوا يضعون المستحيل لغيرهم ولغير نسلهم وتكلمنى الان عن التواضع وتكلمنى عن البساطة وتكلمنى عن تواصل الاجيال وتكلمنى أن ألاعبك لا لا لا لن ألاعبك!!
لم يرضخ عبد السميع ابدا وقد اوضح ماخاضه فى سنوات حياته من صراعات وكأن الايضاح مبررا له لعدم اللعب مع نكرة مثلى ولم يتنازل قيد أنملة، وفى الحقيقة كنت أعذره بعض الوقت وألومه باقى الوقت، فالرجل مملوء بما مر به من أهوال ومن الام ومن ادماء لادميته وكيانه ووجوده حتى يصبح من الصفوة حسب تقييم المجتمع!!.
رفض الرجل أن يلاعبنى رغم حجم الاتصالات بمعارفه وبأحبائه وبمعجبيه من الجنسين!!
كنت يابنى فى مثل سنك تماما ورفضه المستمر جعلنى مصمما على أن أجبر الجميع من المتفرجين ومن اللاعبين القدامى على أن يطلبوا منه أن يلاعبنى وأن يطلب هو منى ذلك ولاأكتفى بملاعبته بل وأهزمه أيضا فترة طويلة مرت وزمن عجيب انقضى وأنا أتمرن وأستوعب كل فنون اللعبة ألاعب جميع اللاعبين من مستويات مختلفة وخطوة خطوة تمرست تماما باللعبة واصبحت جزءا منى وأصبحت جزءا منها وسرعان ما أصبح الجزءان كيانا واحدا وذاع صيتى فى المقهى وتجمع حولى المعجبون والمريدون من الكبار ومن الصغار وبعد أن كان يمر على دون أن يلتفت الى ملعبى ويجلس بعيدا موليا ظهره لى بدأ ينظر على استحياء ومن طرف خفى!!
لا أعرف سبب تجاهله لى ولا أعرف سبب حقده على ولا أعلم موقفه منى هل يخلص من ما فعله الكبار به من قبل؟! أم أنها الغيرة الحمقاء، رغم أنه الكبير أو الأكبر فكيف تأتيه الغيرة ومن من؟! من صغير مثلى أم أنه غرور الرجل وقد وصل الى مالم يكن يحلم به فى يوم من الايام ؟!أهذا ماهو مسطر بمكنون قلبه؟! حقيقة الامر أنه شىء فى صدره!! لايعرفه الا هو ولا يجيب عنه الا هو، ولن يجيب أبدا!! أيا كانت الدوافع التى تحركه والتى يخفيها عنا تحت قناع وجهه فان الاهمال لى والحط من قدرى لم يعد يجدى وقد عرف الجميع الحكاية وصارت قصة تروى، لم يعد لديه من الاسباب والتبريرات لهروبه المستمر وها هو قد بدأ ينظر الى كلما مر أو جلس بالقرب منى، وكان عقله يحاوره ويحاورنى من هذا المخلوق؟! ما مدى قدرته وقوته وطاقته وعلاقته؟! كان ينظر وكنت أنظر لكنه كان يتحاشى أن نلتقى أو تلتقى الاعين، وعندما شعرت بهذا التحول قلت لمن حولى آن الاوان أريد أن ألاعبه!!
أشفق على الكثيرون رغم التمرينات العديدة والعنيفة التى قمت بها والاختبارات الكثيرة التى اجتزتها والمباريات المتنوعة التى خضتها والحواجز الظاهرة والخفية التى وضعها فى طريقى لكن شفقة المتفرجين من قسوة الصراع غير المتكافىء ليس الا من رحم المتفرجين، كان هناك الراعى لى، انه واحد من اللاعبين الكبار ومن عواجيز اللعبة القادر عليها المدرك لفنونها وعلومها المقدر لكل لاعب والعالم بحجمه وبوزنه وبمقدار مهارته، لكنه فى نفس الوقت كان من المتواضعين هذا العملاق الاكبر تعهدنى بالرعاية وأعطانى من خبرته ومن ممارسته ومن تجربته الكثير.
عجوز مر الزمن على كل شىء فيه على جسده فصار واهنا وعلى نظره فصار ضعيفا ما بقى فيه حيا يعيش شبابه لم تصبه الشيخوخة بشىء من شوائبها هو (عقله)، من هنا اتت الحكمة بكل خصالها خبرة ورعاية ومعرفة ونبوغ وكم هى عناصر مؤثرة فى النجاح
علمنى الرجل وشجعنى ووقف بجانبى واستقطب الجميع من أجل مشروع المباراة ومهد لى الطريق لمقابلة عبد السميع، استفزه ذات مرة وقال له "لماذا يارجل لانراك فى ملاعبنا؟! لماذا تتحاشى أن تلاعبنا؟" فرد عبد السميع بسخرية واضحة: "راحت أيامك ياعزيز راحت أيامك أيها الرجل العجوز!! ابتسم العجوز فى سخرية واضحة قائلا: لست أنا ياعبد السميع، انه عبد الدايم !! فقال عبد السميع: "عبد الدايم؟! من هذا العبد الدايم؟!!، لقد غلبتك يارجل وأنت فى قوتك وعنفوانك"، فقال العجوز "دعنا من الزمن الماضى والرياضة غالب ومغلوب لكن يجب أن يبذل كل لاعب الجهد المطلوب فى التمرين وفى الممارسة وفى الاحتكاك محليا وعالميا وقبل كل شىء التواضع والثقة فى النفس يا عبد السميع!! من واجب الجيل القديم أن يحتك بالجيل الجديد ليعطيه خبرته ويأخذ منه حيويتهبدلا من أن يتحكم فى كل وسائله ويحرمه من ممارسة حياته فى العلن وفى الخفاء، يحتك بالجيل الجديد 00الجيل القادر والنابه والمتمكن والمستعد أليس هذا أسلوبك ياعبد السميع اللعب فى الخفاء أليس هذا هو أسلوب مستشاريك00وأسلوب مريديك ؟!! فرد عبد السميع ونحن لانفعل الا ماتطالب به أيها الرجل العجوز 00ومن هؤلاء الذين نحتك بهم 00أولادنا أليسوا من الجيل الجديد"، فرد عزيز"ليس بالضرورة أن يكون أولادكم من الجيل النابه، اننى أتحدث عن جيل بأكمله عن الجميع وليس عن أولادكم فشهادتكم فيها مجروحة، كما أن عبد الدايم لم يعد صغيرا، عيبه أنه ليس من أولادكم ولكنه ابننا جميعا اذن لماذا ترفضه يارجل؟! اعطه من خبرتك أم أنك لاتملكها؟!"، فانفعل عبد السميع قائلا: "لا أملكها!! لا أملكها يارجل أتستفزنى أم تقرر حقيقة؟"، فرد عزيز: "اذن لابد أن هناك أشياء أخرى فى صدرك!! هل هل هى حقد كره حسد غيرة نقص فيك، حدد الاسباب والمبررات ولماذا كل هذا وأنت الكبير هل هو خوف؟! وكيف يخاف المفتتن ببطولته وزعامته؟! فرد عبد السميع بسخرية: "أخشاه ؟! عجيب!! أتستفزنى مرة أخرى؟"، فرد عزيز: "اعتبره إذن استفزاز، استفزاز دائم، استفزاز شامل، اعتبره تحديا، لكننى أقول لك إنه قادر على أن يلاعبك ليس فقط بل قادر على أن يتلاعب بك ويهزمك هزيمة نكراء!!".
غضب عبد السميع وتوقف اللعب على جميع الملاعب بالمقهى وران صمت عجيب وغريب والتف الجميع حول الرجلين، بينما انزويت بعيدا، أريد أن أسمع رد عبد السميع على عرض عزيز، وأخيرا نهض وهو منفعل موجها الحديث لعزيز: "الاسبوع القادم موعدنا!!
قال عبد السميع: "الاسبوع القادم موعدنا اللقاء الاول والاخير".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.