استنكر جمال أسعد، الكاتب والمُفكّر القبطي، المحاولات التي يقوم بها الأقباط للهجرة خارج البلاد، بسبب التخوف من التيار السلفي وظهوره بقوة في المشهد المصري بصفة عامة. وأكّد أن بعض الأقباط يسعون للسفر بهدف تحسين أوضاعهم المادية في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر، لافتا إلى أن شأنهم في ذلك شأن جميع المصريين. وصرّح ل "صدى البلد" بأنه على الجانب الآخر يوجد بعض الأقباط الذين يلعبون دورا خطيرا ضدّ الوطن ويمارسون دور ال "سمسار" في تسفير الأقباط بأعداد كبيرة في هجرات بحجّة الاضطهاد، مستغلين في ذلك تصاعد التيار الديني والتصريحات المستفزة لبعض السلفيين، موضحا أن هذا الدور المضاد للوطن تساهم فيه السفارات المشبوهة بتسهيل السفر بنفس الحجة. وأكّد أن هذه الطريقة مقصود منها الإساءة إلى سمعة الوطن وإثارة الرأي العام العالمي وتبرير التدخل الأجنبي لحماية الأقليات الدينية، وأن هذا الدور ملعوب بدقة بحسب خطة تقسيم مصر التي تخطط لها الولاياتالمتحدة منذ وقت طويل. وشدّد على أن سفر الأقباط بهذه الأعداد طلبا للجوء السياسي هو إساءة لسمعة مصر. كما أكّد نجيب جبرائيل، المحامي والناشط الحقوقي القبطي، أنه يرفض هجرة الأقباط ولا يشجعها على أن يتم إزالة جميع المخاوف لديهم من المصير المجهول الذي ينتظرونه بعد سيطرة الإسلاميين على الحياة في مصر. وصرح بأن مخاوف الأقباط تزايدت من التيارات الإسلامية المتشددة مؤكدا أن التيار السلفي خطر كبير على الأقباط في حين أن الإخوان المسلمين مقبولون لدى الأقباط إلى حد ما. وأضاف أن الإسلاميين أقصوا حتى المُعينين من الأقباط عن رئاسة اللجان بالمجلس. وأكد جبرائيل أن هذا البرلمان لا ينتظر منه الأقباط أن يفتح ملف دور العبادة الموحد أو التحدث بشأن الفتيات المختطفات أو غيرها من مشاكل الأقباط. ورأى أن العدد الكبير من الأقباط الذين حاولوا الهجرة أمس يعكس مرارة ما يشعرون به وهو نتيجة طبيعية لما حدث بعد الثورة وتصاعد الأحداث ضد الأقباط. وطالب المحامي القبطي وعضو مجلس الشعب السابق نبيل لوقا بباوي، أقباط مصر بألا يتجهوا نحو الهجرة الجماعية، وألا يتكرر ما حدث يوم الأربعاء، من محاولة 37 قبطيًا الهجرة إلى إيطاليا وحالت سلطات مطار القاهرة الدولي دون ذلك. و قال ل "صدى البلد" إنهم لم يلجأوا لذلك إلا لشعورهم بالاضطهاد وتفاقم المشاكل الخاصة بهم، موضحا أن مشاكل الأقباط في مصر لا بد أن يتمّ حلها لأن طوق النجاة للأمة المصرية هو التمسك بالوحدة الوطنية. وأشار إلى أن المحبة هى الأساس الذي يجب أن تحل مشاكل الأقباط من خلالها وليس على أساس أن هناك فتنة طائفية نسعى لوأدها. وناشد الأقباط بأن يتوجهوا لحل مشاكلهم بالطرق الشرعية من خلال رفع الشكاوى للبرلمان، وفي حال عدم الاستجابة تكون هناك وقفات أمام ماسبيرو وفي ميدان التحرير وطرق أخرى كثيرة، لافتا إلى أن مصر الآن تغيرت كثيرا.