قال الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان اليوم الجمعة إن نيجيريا دخلت واحدة من أحلك المراحل في تاريخها وذلك أثناء زيارته لموقع انفجار قنبلة في ضاحية تجارية بالعاصمة أبوجا قبل يومين أدى لمقتل 21 شخصا. وتتناقض نبرة صوته الحزينة وهو يتفقد موقع التفجير في منطقة تجارية مزدحمة بوسط المدينة بشكل حاد مع النهج الذي اتبعه لسنوات في التقليل من شأن تمرد جماعة بوكو حرام باعتباره مرحلة عابرة لا تؤثر سوى على جزء بسيط من نيجيريا أكبر اقتصاد في القارة. وقال جوناثان أمام المنطقة المطوقة التي لا تزال يتناثر فيها الحطام والسيارات المحترقة "هذه واحدة من أحلك مراحل تاريخ امتنا لكننا سوف نجتازها بكل تأكيد." واضاف "من المؤلم للغاية أنه في الوقت الذي يسعى فيه بعض النيجيريين ... للعمل بجهد لرعاية أسرهم وتربية أطفالهم... ينشغل آخرون بالتخطيط لقتل الناس وإرهابهم."وكان هجوم يوم الأربعاء هو الثالث في العاصمة منذ أبريل لكن الهجومين الآخرين - اللذين نفذا بسيارات ملغومة أحدهما استهدف محطة حافلات والآخر وقع في شارع بضاحية نيانا وأسفرا عن مقتل 90 شخصا- لم ينفذا في وسط المدينة. وكان جوناثان قد أبلغ وفدا من الأساقفة الأفارقة يوم الأحد بأن بوكو حرام "أسوأ حتى من الحرب الأهلية" ضد انفصاليي بيافرا التي أودت بحياة مليون شخص خلال الستينات. وأضاف "في الحرب الأهلية تعرف خطوط القتال.. تعرف لمن تلجأ. لكن في هذه الحالة العدو في كل مكان." واختصر جوناثان مشاركته في اجتماعات القمة الأفريقية في غينيا الاستوائية لزيارة موقع التفجير. وقال الجيش يوم الجمعة إنه أُلقي القبض على اثنين يشتبه في ضلوعهما في التفجير في موقع الحادث ويجري استجوابهما. وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الميجر جنرال كريس أولوكولادي أن القوات قتلت شخصا ثالثا حاول الفرار على دراجة نارية وعثرت معه على حقيبة تحتوي على متفجرات. وكان جوناثان ألقى باللائمة في الأسبوعين الماضيين على حركات جهادية عالمية في تدهور الوضع الأمني بشمال البلاد واصفا حركة بوكو حرام بأنها جناح "القاعدة في غرب أفريقيا" وإن كان كثير من المحللين يرون أن هذا نداء من أجل المساعدة أكثر منها رؤية واقعية. وقرأ مندوب نيجيريا لدى الأممالمتحدة همفري أورجياكو كلمة اليوم الجمعة أكد فيها موقف جوناثان. وقال "بوكو حرام ترتبط ارتباطا وثيقا بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبحركة الشباب في الصومال وغيرها من التنظيمات المتشددة المتطرفة في الشرق الأوسط." وأضاف أن نيجيريا تحتاج إلى "توسيع التعاون خارج أفريقيا لتبادل المعلومات بشأن التمويل والرعاية والتحريض والحصول على الأسلحة والعتاد وغيرها من الموارد التي تسهل عمل بوكو حرام." ويقول محللون متخصصون في الشؤون الأمنية إن سلسلة من التفجيرات خارج معاقل بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا تشير إلى أن الجماعة تحاول توسيع دائرة نفوذها الى خارج نيجيريا.