عادت من جديد أزمة الوقود بنوعيه السولار والبنزين تضرب محافظة سوهاج بصورة شديدة، حيث امتدت طوابير الشاحنات وسيارات الميكروباص والتاكسي والتكاتك والدراجات البخارية أمام المحطات لمسافات طويلة، انتظارًا للتزود بالوقود، مما أدى إلى حدوث حالة من الاختناق المروري بالشوارع الرئيسية التي انتشرت بها محطات تموين السيارات، وهو ما ترتب عليه وقوع العديد من المشاجرات والمشادات الكلامية بين السائقين وأصحاب المحطات على أولوية الوقوف وعدم الانتظام في الطابور. ووصل سعر لتر البنزين 80 في السوق السوداء إلى 4 جنيهات، بينما سعره الرسمي في محطة الوقود 160 قرشًا، فيما وصل سعر اللتر من بنزين 92 إلى 6 جنيهات، والذي اضطر إلى شرائه أصحاب سيارات السرفيس والتاكسي والتكاتك؛ لارتباطهم بأقساط شهرية. وهو ما جعل أصحاب السيارات ومحطات الوقود يرددون أن أجهزة المحافظة التنفيذية تثبت فشلها يومًا بعد يوم في إدارة الأزمات. ورصدت عدسة "البديل" امتداد طوابير السيارات لمسافات طويلة أمام المحطات التي يتواجد فيها الوقود، وبسبب الأزمة اضطر بعض سائقي سيارات الأجرة الميكروباص والتاكسي إلى المبيت بسياراتهم في محطات الوقود؛ حتى لا يقضوا يومهم في الحصول عليه. وأكد "ناصر ح."، أحد أصحاب محطات الوقود بمركز جهينة، أن سبب الأزمة هو قلة الكمية التي يتم ضخها لكل محطة، لافتًا إلى أنهم لا يعلمون سبب قلة الوارد إليهم من مستودعات البترول، مشيرًا إلى انتعاش تجارة البنزين في السوق السوداء، حيث وصل سعر صفيحة البنزين 80 إلي 50 جنيهًا، كما وصل سعر لتر البنزين 92 في السوق السوداء إلى 6 جنيهات. وألقت أزمة الوقود بظلالها على المزارعين، حيث يعانون من عدم توافر السولار اللازم لماكينات الري، خاصة أنهم هذه الأيام سوف يزرعون القمح، حيث لم يسمح لهم أصحاب محطات الوقود بملء السولار في جراكن وصفائح؛ لنقله لماكينات الري الخاصة بهم المتواجدة في الحقول؛ بحجة أن مفتشي التموين شددوا عليهم بعدم تعبئة أي نوع من الوقود داخل جراكن لأحد والاكتفاء فقط بتمويل السيارات. من جانبه نفى المحاسب السيد حافظ الباجي، وكيل وزارة التموين بسوهاج، وجود الأزمة، مبررًا امتداد طوابير السيارات والشاحنات أمام محطات الوقود بثقافة الشعب المصري التي تفتعل الأزمات، موضحًا أن حصة المحافظة من البنزين بنوعيه والسولار لم ينتقص منها شيء. مؤكدًا أنه شدد على مفتشي التموين بالتواجد في جميع المحطات التي يوجد بها وقود؛ حتى لا يتم التلاعب في توزيع الوقود، سواء بتعبئته في جراكن وبراميل، أو الامتناع عن البيع؛ لرغبة بعض أصحاب المحطات في بيع الوقود بالسوق السوداء. لافتًا إلى أن الشائعات المتداولة حول وجود أزمة في الوقود بنوعيه أدت إلى لجوء البعض من أصحاب السيارات والمركبات المختلفة إلى تخزين كميات من السولار والبنزين؛ مما أدى ظهور تكدسات أمام محطات الوقود، خاصة المتواجدة في المدن، مشيرًا إلى أنه سيتم تكثيف حملات مفتشي المديرية، بالتنسيق مع مباحث التموين بسوهاج؛ لضبط التلاعب في المواد البترولية وضبط السوق السوداء. وعن رفض أصحاب محطات الوقود تعبئة السولار في جراكن للمزارعين لنقله لماكينات الري، قال الباجي "إن المزارعين ليس لهم عندنا سولار من غير إحضار خطاب من الجمعية الزراعية بمساحة الحيازة، وهل لديهم ماكينات ري أم لا، وعدد ماكينات الري التي يمتلكها المزارع"، مشيرًا إلى أن وقت حصول المزارعين على السولار في جراكن من محطات الوقود هو من الساعة الخامسة فجرًا حتى السادسة صباحًا فقط. من جانبه قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، إن حصة المحافظة من المواد البترولية تصل في ميعادها دون نقص، مضيفًا أنه بعد مشاهدته طوابير السيارات أمام محطات الوقود كلف إدارة المتابعة بالديوان العام ومفتشي مديرية التموين ومباحث التموين بمديرية أمن سوهاج بالمتابعة المستمرة لتوزيع الوقود داخل المحطات على مستوى المدن والقرى؛ لإحكام السيطرة علي التوزيع ومنع تسريبه للسوق السوداء.