أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء استعداده للعودة إلى المفاوضات في حال اعتراف إسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”. وقال عباس عقب لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان أن “الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترفض الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، ونحن لا مانع لدينا من العودة للمفاوضات في حال الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية”. وأضاف عباس في تصريحاته التي نقلتها “وفا”، “نحن إذا حددنا الحدود يمكن العودة للمفاوضات، ولكن الإسرائيليين لا يريدون تحديد الحدود، وأما الأمن فنحن مستعدون لأي طلبات إسرائيلية بخصوص الأمن بشرط ألا يتواجد أي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية”. ولم يأت عباس في هذه التصريحات على ضرورة وقف الاستيطان مقابل استئناف المفاوضات وهو المطلب الذي طالما تمسكت به القيادة الفلسطينية منذ توقف المفاوضات بعيد استئنافها في سبتمبر بسبب عدم تمديد إسرائيل قرار تجميد البناء الاستيطاني جزئيا في الضفة الغربيةالمحتلة. ألا أن عباس ندد حسب ما نقل عنه بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني ب”سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وخصوصا النشاط الاستيطاني الذي يشكل عقبة في وجه جهود السلام” مؤكدا أن “عدم وقف هذه السياسات يدل على عدم وجود النية لدى الطرف الإسرائيلي تجاه السلام”. وأكد العاهل الأردني خلال اللقاء أن “الأردن سيواصل عمل كل ما من شأنه توفير الأجواء المناسبة لإطلاق مفاوضات تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. وعقد مفاوضون إسرائيليون وفلسطينيون عدة لقاءات “استكشافية” منذ 3 من يناير في عمان سعيا لمعاودة المفاوضات، إلا أن الفلسطينيين أكدوا مرات عديدة انه ان لم تنجح محادثات عمان حتى 26 يناير بوقف الاستيطان فلا يمكن استئناف المفاوضات مع إسرائيل. وقال مسئول فلسطيني رفض الكشف عن هويته في رام الله الأربعاء أن “اللقاء الاستكشافي الأخير سيكون اليوم الأربعاء في عمان (...) ولن يكون أي تمديد لهذه اللقاءات بعد اليوم”. من جانبه، صرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للإذاعة الرسمية “أن الجانب الفلسطيني سيكون في حل من التزاماته تجاه المجتمع الدولي والرباعية بما يحافظ على حقوقنا ومصالحنا الوطنية في حال فشل اللقاءات الاستكشافية في عمان”. وأوضح “أنه بتعليمات من الرئيس محمود عباس سيتوجه بعد انتهاء اللقاءات الاستكشافية في عمان إلى الدول الخمس التي انضمت مؤخرا إلى مجلس الأمن للتعرف على مواقفها من طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة وحثها على اتخاذ مواقف أكثر إيجابية”.