قال مصدر فلسطيني، إن الوفد الفلسطيني المفاوض أبلغ نظيره الإسرائيلي والمسئولين الأردنيين خلال اجتماع سادس عقد في عمان مساء (الأربعاء)، بوقف مشاركته في المحادثات "الاستكشافية" الجارية منذ بداية يناير الجاري. وأبلغ المصدر وكالة أنباء ((شينخوا)) طالبا عدم ذكر اسمه، أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أكد خلال الاجتماع مع اسحاق مولخو المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لن يتم تمديد المحادثات "احتجاجا على عدم تقديم إسرائيل مواقف تساعد على استمرار المحادثات أو الانتقال للمفاوضات المباشرة". وأضاف أن الأردن "تفهم" الموقف الفلسطيني وطلب عدم إعلان رسمي فوري وانتظار استمرار الجهود الدولية خاصة من قبل اللجنة الرباعية الدولية ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية ل"تمهيد الأجواء اللازمة" للانتقال إلى مرحلة متطورة من المفاوضات. وشدد المصدر ذاته، على أن الوفد الإسرائيلي المفاوض " لم يقدم حتى اللحظة الأخيرة من المحادثات ما يحفظ الحد الأدنى من أسس عملية السلام". وقال أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ل ((شينخوا))، إن إسرائيل أصرت على رفض المطالبة الفلسطينية بخصوص وقف البناء الاستيطاني والالتزام بحدود الدولة الفلسطينية المحتلة عام 1967. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في وقت سابق اليوم، إن الحكومة الإسرائيلية مازالت ترفض الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، " ونحن لا مانع لدينا من العودة للمفاوضات في حال الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية". وأضاف عباس خلال تصريحات بعد اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا): "نحن إذا حددنا الحدود يمكن العودة للمفاوضات، ولكن الإسرائيليين لا يريدون تحديد الحدود، أما الأمن فنحن مستعدون لأي طلبات إسرائيلية بخصوصه شرط ألا يتواجد أي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية". وجاءت الجولة الجديدة من المفاوضات الاستكشافية بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين في عمان اليوم ، عشية انتهاء مهلة الاشهر الثلاثة، التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية لاجراء محادثات تقريبية بينهما بخصوص قضيتي الحدود والامن. وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في لقاء بمقر نقابة الصحفيين الاردنيين اليوم، ان الاجتماعات اتسمت بالصراحة والوضوح والموضوعية والجدية اللازمة على الرغم من تباين مواقف الطرفين حيال المواضيع التي تم مناقشتها. ولم يكشف جودة عن فحوى اللقاء، لكنه لفت الى ان هذه اللقاءات الاستكشافية ستتوقف الاسبوع المقبل لفتح المجال لمرحلة تقييم النتائج التي تحققت منذ انطلاقها بعمان مطلع الشهر الجاري. وقال "نحن بصدد تقييم هذا الجهد بالتشاور مع جميع الاطراف المعنية بعملية السلام بما فيها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي". وكانت إسرائيل أعلنت أنها تولي اللقاءات المنعقدة في عمان أهمية قصوى وأنها تعتبرها فرصة جادة لاستئناف المسيرة السياسية، لكنها اتهمت الجانب الفلسطيني بالسعي إلى إفشالها. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر سياسية في الحكومة الإسرائيلية، أنها اتخذت خطوات ملموسة من اجل استئناف هذه المفاوضات وستأخذ بنظر الاعتبار اتخاذ خطوات اخرى شريطة ابداء القيادة الفلسطينية موقفا جديا وإيجابيا حيال المسيرة السياسية . وقالت المصادر، إن رفض الطرف الفلسطيني السماح لضابط عسكري كبير عرض المسائل الامنية تدل على عدم جدية الطرف الفلسطيني من جهة وجدية اسرائيل من جهة اخرى . وأضافت أن دمج مسئولين امنيين عسكريين كبار في المفاوضات يشكل دليلا واضحا لتعميق المفاوضات بهدف الانتقال الى مراحل عملية . وكان مسئولون فلسطينيون أعلنوا أن لقاءات عمان التي بدأت في الثالث من الشهر الجاري ستعقد بسقف زمني لا يتعدي 26 يناير الجاري وهو موعد انتهاء مهلة التسعين يوما التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية التي تضم كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة لإجراء محادثات تقريبية بين الفلسطينيين وإسرائيل بخصوص قضيتي الحدود والأمن. وتوقفت آخر مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل مطلع أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني.