«مجموعة ألوانات للثقافة والفنون».. مركز ثقافي مستقل أسسته كوكبة شبابية بمحافظة المنيا حملت على عاتقها إحداث طفرة ثقافية وفنية داخل مجتمعها الإقليمي؛ لمحو أثار الموروث السلبي، آمنة بأن الثقافة حاجة لا رفاهية، وضرورة لتقدم المجتمعات والأفراد، حتى جسدت قيما ملموسة عبر الرسم والنحت والتصوير، ومحسوسة كالأغاني والأشعار والموسيقى، ومرئية على خشبة المسرح. لم يلتفت رواد ألوانات إلى طبيعة المجتمع المنياوي الصعيدي وما يتخلله من قبلية وعنف وموروثات ثقافية تلفظ كل جديد، فخرجوا إلى الميادين والشوارع بالقرى والمدن، وأدخلوا ألوان فنية وثقافية جديدة ومبتكرة، خاطبت المراحل العمرية بمختلف أنماطها وعاداتها وبيئاتها المتعددة، ليخطفوا الأضواء والأنظار ميدانيًا وإعلاميًا، محققين الانتشار في وقت أقصر من عمر ذلك الكيان المستقل. بدأت «ألوانات» مسيرتها الفنية والثقافية في أعقاب ثورة يناير، كان الشارع والميدان بديلًا عن القاعات والمكاتب، حتى لا يقيد الفن بين أسورها، وكان «فيس بوك» بديلًا عن وسائل الإعلام، بدأت المجموعة مع الرسم والتلوين والموسيقى، ثم المعارض المفتوحة، وسرعان ما دخل الكيان المستقل مرحلة جديدة بفضل الابتكار والتجديد المستمر، وأصبح حديث الساحة الإعلامية، وبرغم تمكن رواده من تخصيص مقر لهم في أرقى أحياء المنيا، يجمعون قيمته الإيجارية من خلال رسوم اشتراك رمزية، لم يغيبوا يومًا عن الشارع. شايفك فنان اكتشاف المواهب وتنميتها، كانت ركيزة أساسية اعتمدت عليها «ألوانات» في جذب الشباب وأصحاب المواهب المدفونة والنادرة، من خلال مسابقات وفعاليات عدة، كان آخرها إيفنت «شايفك فنان»، نظمته المجموعة 22 أغسطس الماضي، وأطلقت له «هاشتاج» بالعنوان نفسه، تلاه إيفنت «أنا موهوب»، 24 أغسطس، بقرية الحواصلية مركز المنيا. باليه ألوانات كانت «الباليه» أول مدرسة في صعيد مصر أسستها «ألوانات» لتعليم واستعراض ذلك اللون الفني، وافتتحت المدرسة يونيو الماضي، ضم فريقها 150 طفلًا، من 4 إلى 16 عامًا، يتلقون تدريباتهم داخل قاعات مخصصة ومجهزة، على أيدي مختصين، ومثلت المدرسة نقطة تحول وانطلاقة جديدة للكيان الناشئ، إذ تناقلت وسائل إعلام مصرية وعالمية متنوعة الحدث، ونجح رواد «ألوانات» في استضافة راقص الأوبرا العالمي أحمد نبيل، والراقصة العالمية إليتشا، بهدف تدريب الفريق ورفع كفاءته. وقال ماركو عادل، مؤسس المجموعة ل«البديل»، إن مدرسة «باليه» كانت بمثابة حلم سعت «ألوانات» إلى تحقيقه منذ نشأتها، ليصل إلى العالمية، بعد فترة إعداد وتأهيل؛ لتوصيل رسالة إلى القاهرة والعالم مفادها أن الصعيد يتنفس فنًا. نادي «ألوانات» للأفلام لم يكن نادي الأفلام مجرد عرض مرئي للمشاهدة والاستمتاع بالأفلام الوثائقية، لكن تحول إلى مناقشة ورؤية وتحليل، وكان بمثابة ورشة ممتدة تقيمها «ألوانات» أسبوعيًا في موعد ثابت، بالتعاون مع مؤسسة روبرت بوش الألمانية، أكسبت المحاضرة والمخرجة الألمانية، «فرانتسيسكا أرايزا» الحضور مهارات التحليل والتصوير السينمائي، والعمل مع أجهزة التسجيل. بيت الموسيقى، مرسم ألوانات، ورش القراءة والتدريب على المهارات والسمات الشخصية، فضلًا عن العروض المفتوحة داخل الحدائق والمتنزهات، فعاليات وأنشطة تضاف إلى «ألوانات» ميزتها على غيرها، وساهمت في تطور المنظومة وجذبها الشباب. واليوم، تتهافت الكيانات الثقافية والفنية المصرية والأجنبية للتنسيق مع «ألوانات»، وشهدت الأسابيع الماضية تنظيم فعاليات مشتركة مع الكيان المستقل ومؤسسات عدة منها «IDAM»، و«روبرت بوش» الألمانية، و«الجزويت». مؤسس «ألوانات» أكد أن المجموعة مستمرة في أنشطتها لتحقيق أهدافها التي تبلورت في الوصول إلى الفئات المهمشة، وتحقيق ألوان فنية وثقافية تتسم بالابتكار والإبداع والتطور، إضافة إلى اكتشاف وخلق مواهب تثري الحركة الثقافية داخل محافظة المنيا. وعن كيفية توفير ميزانيات الأنشطة والفعاليات، أضاف أن المجموعة تضع رسوم اشتراك رمزية نظير الاشتراك في بعض الإيفنتات والمسابقات، والدورات التدريبية، كما أن بعض الفعاليات تتم من خلال التنسيق مع مؤسسات وكيانات ومبادرات ثقافية أخرى.