تحتل بني سويف مكانة متميزة على مستوى المحافظات الأخرى في إنتاج وتصنيع النباتات الطبية والعطرية؛ فتحقق صادرات تقدر ب60 مليون دولار سنويا, وبدأت المحافظة أولى خطواتها العلمية والبحثية لتنفيذ مشروع إنشاء المجمع الصناعي لإنتاج الأدوية من النباتات الطبية والعطرية على مساحة 414 فدانا غرب مركز إهناسيا، ما يمثل نقة نوعية في الصادرات. وأعدت المحافظة رؤية واضحة ودراسات عديدة على مدار 6 أشهر؛ للوقوف على أهمية المشروع وجدواه من مختلف النواحي، وتهدف بني سويف إلى تحقيق صادرات ب600 مليون دولار عند تنفيذ المجمع الصناعي في المراحل الأولى القابلة للتوسع، بجانب أهمية المشروع من الناحية الطبية والزراعية، كما يضع المحافظة على خريطة الاستثمار العالمية، ما سيسهم بشكل كبير في جذب استثمارات ضخمة للبلد. وتتميز بعض قرى محافظة بني سويف بزراعتها النباتات الطبية والعطرية، ويأتى في مقدمتها "طنسا الملق، وكوم أبو خلاد، وبهبشين بمركز ناصر"، بجانب زراعة النباتات العطرية المحملة على نبات الثوم, التي تشرف عليها مديرية الزراعة بقريتي بهبشين وكوم أبو خلاد، كما يوجد بمركز الواسطي أحد المصانع الخاصة لتجفيف النباتات الطبية والعطرية. وأكد عدد من خبراء الاستثمار وأعضاء نقابة الصيادلة على أهمية المشروع إذا ما تم استغلاله بالشكل الأمثل للحد من ارتفاع أسعار الأدوية وتوفير العملة الصعبة، فقال الدكتور ياسر شلبي، أمين نقابة الصيادلة ببني سويف: "منذ عدة شهور، أبلغنا المحافظ بحاجته للدراسات العلمية الخاصة بزراعة النباتات الطبية والعطرية وكيفية الاستفادة منها لإنشاء مجمع صناعي بالمحافظة، بالفعل قدمنا له جميع الدراسات". وأضاف شلبي ل"البديل": "المشروع سوف يوفر الكثير من العملات الصعبة التي يحتاجها الاقتصاد، فضلا عن الاستفادة من المواد الخام بدلا من تصديرها للخارج؛ في ظل عدم وجود مصنع للمواد الطبية ومستحضرات التجميل من النباتات الطبية في مصر"، لافتا إلى الأثر الإيجابي على سوق الأدوية جراء المشروع، كما أنه سيحد من الزيادات في أسعار الأدوية؛ خاصة بعد استخلاص المواد الفعالة من هذه النباتات وتحويلها لأدوية طبية ومستحضرات تجميل. وقال أشرف أنور، رئيس لجنة الاستثمار بمجلس محلي بني سويف السابق، إن المشروع يعتبر حلما قديما لأبناء المحافظة، كانوا يسعون للوصول إليه في عهد اللواء أحمد زكي عابدين، المحافظ الأسبق عام 2006، لكن واجهتهم وقتها عقبات، تتمثل في ضرورة توفير بيئة صناعية خاصة ومعقمة، ليتم تيسير ذلك بمركز إهناسيا المدينة، ويهدف المشروع الحالي للوصول إلى منتج عالمي يصنع في مصر. وأوضح أنور أن المشروع سيكون قوميا، وسيعيد تجربة أحد المصانع الشهيرة الموجودة في منطقة كوم أبو راضي بمركز الواسطي، وسيكون إنجازا حقيقيا، وإضافة للصناعات المتقدمة، ويحتاج فقط للدعم الشعبي والإعلامي.