فرضت العديد من الأندية الأوروبية نفسها على الساحة خلال السنوات القليلة الماضية بشكل قوي، على الرغم من ابتعادها عن خارطة كرة القدم العالمية في الماضي، إلا أن الأموال التي ضخت في خزائنها عبر رجال الأعمال غيرت من ملامحها وجعلتها تفرض نفسها بقوة على الساحة، وباتت تحتل مكانة مرموقة بفضل النتائج الإيجابية التي حققتها. ومن الأندية التي بات لها شأن بفضل ما تم إنفاقه عليها خلال السنوات القليلة الماضية وباتت تنافس بقوة على صعيد البطولات المحلية والقارية مانشستر سيتي وتشيلسي الإنجليزيين، الأول قام الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء بدولة الإمارات العربية، بشرائه وفتح خزائنه لجلب العديد من النجوم ليجعله واحدًا من الأندية التي تنافس بقوة على لقب الدوري الإنجليزي بريميرليج بعدما نال شرف التتويج به. والثاني قام الملياردير الروسي رومان إبراهيموفيتش، بشرائه ليحوله إلى عملاق جديد في كرة القدم الإنجليزية، قبل أن ينجح الموج الأزرق في اجتياح القارة العجوز ويتوج بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب العديد من الأندية الكبيرة التي تمتلك من التاريخ والامكانيات المالية ما جعلها تتصدر المشهد خلال القرن الماضي. ولن ينسى التاريخ الدور الذي لعبه القطري ناصر الخليفي، مالك فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث انتشل النادي من الوضع السيئ الذي يمر به، ووضعه على قمة الهرم الرياضي في فرنسا، بعدما جلب له أبرز الاسماء التي داعبت قدمها كرة القدم، واستطاع فريق العاصمة الفرنسية أن يتوج بجميع البطولات المحلية وكان قريبًا من الوصول للقب القاري لولا معاندة الحظ. ولكن في الوقت الذي نتحدث ونبرز فيه دور المال في صناعة كرة القدم وتأثيره القوي في تغيير الخريطة العالمية وكتابة التاريخ، لن نستطيع أن نغفل أباطرة ساهموا في كتابة تاريخ اللعبة وباتوا يعانون بشدة بسبب ضعف الموارد المالية لديهم، وعلى رأس تلك الأندية إيه سي ميلان الإيطالي. ميلان أو الروسونيري كما تلقبه الجماهير الإيطالية يعد أحد أعرق الأندية في أوروبا، سبق للأحمر والأسود أن فاز بالدوري الإيطالي 18 مرة، وكأس إيطاليا خمسة مرات، وكأس السوبر الإيطالي ستة مرات، ودوري أبطال أوروبا سبعة مرات، وكأس السوبر الأوروبي خمسة مرات، وكأس الكؤوس الأوروبية مرتين، وكأس الإنتركونتيننتال ثلاثة مرات، وكأس العالم للأندية مرة. العملاق الإيطالي ابتعد عن المشهد بصورة كبيرة وتراجعت نتائجه منذ أن توج بآخر لقب محلي له موسم 2010/2011 حينما توج ببطولة الدوري، ويرجع آخر تتويج له بدوري الأبطال إلى عام 2007، بعدما فشلت إدارة النادي في توفير الاحتياجات اللازمة لبناء فريق قوي يستكمل مسيرة النجوم الكبار التي مرت على النادي مثل بيرلو وفيليبو إنزاجي وزلاتان إبراهيموفيتش وباتريك فييرا وجورج وياه وهيرنان كريسبو وديدا والعديد من النجوم التي يصعب حصرها. جماهير الأحمر والأسود تُمني النفس بوصول رجل أعمال خليجي ينتشل الفريق من وضعه السيئ الذي يمر به على غرار ما تم مع الأندية التي قامت ملايين الخليج بتحسين صورتها وصناعة أمجادها على الرغم من عدم امتلاكها التاريخ الكبير الذي يؤهلها لفرض نفسها ومزاحمة الكبار، ولكن أثبت الخليفي ورومان إبراهيموفيتش، أن كرة القدم باتت صناعة وأن المال هو المتحكم الرئيسي فيها. الميلان ليس في حاجة لملعب حيث يمتلك «جوزيبي مياتزا» واحدا من أفضل ملاعب كرة القدم في العالم إن لم يكن الأفضل، إلى جانب قاعدة جماهيرية كبيرة وتاريخ مليئ بالبطولات، وما يحتاجه الروسونيري الآن هو المال الذي يمكنه من جلب نجوم تستطيع أن تعيده غلى خارطة الكبار من جديد. وهناك بعض الأندية الكبرى التي تعاني مما يعاني منه ميلان وتأمل جماهيرها في حضور "علي بابا" كي يتغير حالها، وعلى رأسها إنتر ميلان، بالإضافة إلى إيفرتون ونيو كاسل يونايتد الإنجليزيين، وأياكس الهولندي وشالكه الألماني وبنفيكا وسبورتينج لشبونة البرتغاليين.