تشهد سوريا وخاصة مدينة حلب، مواجهات ومعارك شرسة بين الجيش من جهة، ومجموعات مسلحة تابعة للمعارضة من جهة أخرى، وسط تحركات كثيرة في إطار من التوافقات التي كان أبزرها إعلان وقف إطلاق النار في داريا وإفراغ المسلحين والمدنيين منها، فيما شهد شمال حلب معارك تركية كردية على واقع التطورات الجديدة بعد تدخل الأتراك بدبابتهم من ناحية جرابلس. تشابك الأتراك والأكراد على واقع تطورات جرابلس في الجانب الشمالي لسوريا تشهد مدينة حلب فصلا جديدا من الأزمة السورية بطلها هذه المرة تركيا والكرد، في مواجهة تزداد شراستها منذ أيام، وميدانيا يتواصل التقدم نحو الجنوب بغطاء عنوانه الجيش الحر والهدف واضح هو مدينة منبج. تتوغل الدبابات والطائرات التركية قاصفة مناطق شمال المدينة. المعارك تواصلت ليلا ونهارًا حول القرى الحدودية بمشاركة تركية مباشرة، عندها أعلنت أنقرة عن أول قتيل لجنودها منذ دخول الأتراك لجرابلس السورية عندما أصاب صاروخ دبابته. المرصد السوري المعارض تحدث عن غارات وقصف من قبل طائرات الأتراك أدت إلى مقتل 35 مدنيا وعشرات الجرحى في مواقع بشمال سوريا، استهدفت تحديدًا قريتين شمال منبج في ريف حلب الشمالي. الأكراد والأتراك في هذا الفصل لاعبون أساسيون في مرحلة يغيب تنظيم داعش الإرهابي بشكل محلوظ عن توازناتها، في الوقت نفسه، فالكرد الذين كانوا قبل أشهر في عيون الجميع أبطالا يقاتلون الإرهاب وداعش، ومنذ أسابيع كان العالم يثنى على إنجازاتهم في منبج، اختلف الحديث عنهم في معادلة اليوم، فأمريكا التي تقدم المساعدة لقوات سوريا الديمقراطية منذ بداية الحرب توبخهم الآن في مدينة منبج، وتهدد بإيقاف تأمين الغطاء الجوي لهم في حال عدم انسحابهم إلى شرق الفرات. في المقابل، تكشف وسائط عسكرية من الجيش السوري أن واشنطن مازالت تدعم الأكراد بالمعدات العسكرية في حربها ضد القوات المدعومة من تركيا. لا تناقض ولا مفارقات هناك، فواشنطن تدعم تركيا والأكراد لمحاربة بعضهم البعض، لكن في الوقت نفسه يظهر هذا الأمر أنها لعبة لرسم الحدود والتوازنات في الشمال الحلبي. تطورات داريا بعد الاتفاق المبرم مع الجيش السوري، تؤكد دمشق إخلاء المسلحين والمدنيين من مدينة داريا جنوب غرب العاصمة، وتؤكد أن عشرات الحافلات تنقل الخارجين باتجاه إدلب أو مراكز الإيواء في ريف دمشق. المسلحون والمدنيون أخلوا المدينة تنفيذا لبنود الاتفاقية كاملة، حيث حضرت عشرات الحافلات لنقل المئات باتجاه إدلب، ويبلغ عدد المسلحين المتوجهين إلى إدلب 700 مسلح بعدما أحرقوا الوثائق والمنازل قبل خروجهم من المدينة، فيما يخرج باقي المسلحين ومعهم المدنيون إلى مراكز إيواء في محيط العاصمة السورية. وتمت عملية خروج المسلحين وعائلاتهم من داريا من دون عوائق، وكان رفض أحد فصائل مسلحي داريا استكمال الخروج هو السبب وراء تأخر العملية لبعض الوقت، فيما كشف آخرون أن بعض الجماعات المسلحة في المعضمية بريف دمشق أيضا تطالب باتفاق مع الحكومة السورية شبيه باتفاق داريا. مواقع الجيش السوري يأتي هذا في وقت تصدت فيه وحدات من الجيش السوري لمحاولة عناصر من تنظيم داعش شن غارات على عدد من النقاط العسكرية في محيط الكلية الجوية ومطار كويرس بريف حلب الشرقي، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي من الجيش السوري في نقاط انتشار المسلحين في المنطقة. مصدر عسكري سوري تحدث عن أن الجيش يسعى لتوسيع نطاق هجماته باتجاه كلية المدفعية والشؤون الإدارية، حيث تم بالفعل تحرير حوالي 30 إلى 50 بالمائة من مؤسسات وزارة الدفاع، كما يستهدف الجيش السوري محاور في حي الراشدين 4 و5 غرب حلب بالراجمات لقطع طرق إمداد المسلحين نحو مناطق انتشارهم.