معاناة تعيشها الجاليات المصرية بالخارج، رغم مضي نحو عام على استحداث وزارة الهجرة، التي لم تقدم جديدا للمصريين في الخارج، في ظل استمرار الانتهاكات بحق بعض أبناء وطننا، الذي يتجاوز أعدادهم 10 ملايين، وفقا لآخر إحصائية رسمية، ما ساهم في انخفاض تحويلات المصريين من العملة الأجنبية. رؤساء الجاليات المصرية بالخارج أكدوا المعاناة التي يتعرضون لها، في ظل استحداث وزارة خاصة بهم، لكنها لم تقدم ما يتطلعون إليه؛ من حل مشاكلهم وإنشاء مؤسسة تعمل على تلبية احتياجاتهم وحل مشاكلهم في الخارج، بجانب العمل على توفير فرص استثمار لهم بمصر، خاصة أن استثمارات الجاليات المصرية في أوروبا أصبحت بمليارات الدورلات، وحجم الودائع تجاوز 100 مليار دولار، حسبما أكد رئيس الجالية المصرية بهولندا. قال صالح فرهود، رئيس الجالية المصرية بفرنسا، إن وزارة الهجرة، منذ استحداثها، لم تقدم أي شيء يذكر فيما يخص وضع المصريين بالخارج، مضيفا أن الوزارة تحاول إثبات لرئيس الجمهورية، أنها تؤدي عملها عن طريق وسائل الإعلام، على غير الحقيقة، في حين أن هناك أكثر من 300 ألف مصري في فرنسا، بجانب مئات الآلاف المتواجدين في أوروبا، لا تعرف الوزيرة نبيلة مكرم، عنهم شيئا، ولم تلتق بهم سوى مرة واحدة، مؤكدا أن هؤلاء المصريين يعتبرون كنزا استراتيجيا يمكن الاستفادة منهم في الأزمات الاقتصادية التي نمر بها، لكن للأسف تم تجاهلهم. وأوضح الدكتور هشام فريد، المتحدث باسم ائتلاف 32 للمصريين بالخارج، إن الوزيرة نبيلة مكرم قسمت المصريين في الخارج إلى مصري شرعي وآخر غير شرعي، بالإضافة إلى التقسيمات الطائفية «مسلم ومسيحي»، لافتا إلى وجود أكثر من 3 ملايين مصري في دول أوروبا، يمتلكون حوالي 100 مليار جنيه في البنود الأجنبية، قائلا: «لو أن هناك مسؤولا في الوزارة يعمل من أجل الصالح العام، لتفاوض معهم علي الاستثمار في بلدهم وضخ عملة أجنبية تساعد على إنعاش الاقتصاد الوطني، لكن شيئا لم يحدث». وأكد فريد ل«البديل» أن المئات من المصريين يتعرضون لانتهاكات ومضايقات مستمرة، في ظل صمت وتجاهل وزارة الهجرة، حتى تجاه إجراءات دفن المصريين في الخارج، سواء من توفوا في حوادث طبيعية أو جنائية، موضحا أنهم بحاجة إلي مسؤول لديه خبرة كبيرة في أوضاع المصريين في الخارج ومعرفة مشاكلهم وأوضاعهم الاجتماعية والمهنية وكيفية الاستفادة خبراتهم؛ حيث يوجد الآلاف بجميع التخصصات، بداية من الفلك وعلوم الفضاء، مرورا بالصحة والتعليم والبحث العلمي، وحتى التاريخ، لكن للأسف، الدولة تنظر إليهم ك«عبء»، لافتا إلى مقاطعة بعض الجاليات المصرية في دول هولاندا والنمسا وفرنسا، الوزارة، في ظل استمرار سياسيتها العشوائية. وذكر علاء ثابت، رئيس الجالية المصرية في العاصمة الألمانية برلين، أنه حاول الحصول علي موافقة لإنشاء أحد المشروعات الاستثمارية في مصر، فخاطب السفارة في ألمانيا عن طريق القنصل المصري هناك قبل 4 أشهر، وبالفعل رحبت السفارة المصرية بالمشروع، لكنه فوجئ الأسبوع الماضي أثناء زيارته للقاهرة من أجل استكمال الإجراءات، أن الوزارة لم تتلق أي أوراق من السفارة المصرية بألمانيا. وتابع أنه علي الفور اتصل بالقنصل المصري الذي تسلم منه الأوراق، ليؤكد أن السفارة أرسلت الورق إلي الوزارة، لكن دون جدوى، حتى قرر مقابلة وزير الاستثمار، فلم يستطع لقاءه أو حتى أحد مساعديه؛ لأنه لا يمتلك «واسطة»، بحسب تعبيره.