بتهمة البحث عن الرزق يُعاقب الصيادون المصريون، فيكونون عرضة لطلقات الرصاص أو السجن في بعض الأحيان، بالإضافة لغرامات تفرض عليهم، بلا رد فعل من قِبَل المسؤولين المصريين سوى متابعة الموقف والشجب والإدانة، فيما يدفع الصيادون وذووهم الغرامات التي تفرض عليهم من قِبَل دولة مجاورة لعودتهم إلى أرض الوطن. طاردت وحدات من لنشات حرس الحدود السعودية مراكب الصيادين المصريين التي انطلقت من ميناء الأتكة منذ أيام، وكادت أن تلقي القوات القبض عليهم لولا تأكدهم من تواجد مراكب الصيد داخل المياه الإقليمية المصرية ولم تخرج إلى المياه الدولية، وهو حق لهم وأمر متبع دوليًّا. كما حذرت الوحدات البحرية السودانية مراكب الصيادين المصريين من الاقتراب أيضًا، رغم تواجدهم داخل المياه الإقليمية المصرية، وهددت بإطلاق النار في حالة اقتراب أي مركب صيد من الحدود السودانية، الأمر الذي دفع الصيادين إلى إبلاغ الجهات المسؤولة لاسلكيًّا بتلك التهديدات، التي اخترق أصحابها المياه الإقليمية المصرية، وتوعدوهم بالتهديد، وحصرهم في منطقة محددة ومراقبتهم وملاحقتهم بطريقة غير مسبوقة. يقول سمير رمضان، أحد الصيادين من أبناء السويس: تلقيت اتصالًا من شقيقة محمود رمضان، يعمل على إحدى مراكب الصيد، يفيد بأن قوات حرس الحدود السعودية لاحقت إحدى المراكب فجر اليوم وفتشتها، وكادت أن تلقي القبض على من بها من الصيادين، لولا تأكدهم أنها داخل المياه الإقليمية المصرية، فتركوهم بعد تهديدهم بعدم الاقتراب والتأكيد على أنهم ملاحقون ومراقبون. وأكد أن كلًّا من قوات حرس الحدود السعودية والسودانية يتعاملون معهم بعنف وتعال، بطريقة غير مسبوقة، بل زاد الأمر بتهديهم بعدم الاقتراب وهم لا يزالون داخل المياه الإقليمية المصرية. ويقول محمد حمدان، أحد الصيادين، أنه علم بالأمر تلفونيًّا من زملائه، بعدها انقطع الاتصال، وهو ما دفعهم إلى التوجه للجهات المسؤولة للتأكد من سلامتهم، الذين أكدوا أنهم بخير ولم يلق القبض علهم، وقد شرح الصيادون للمسؤولين ما يحدث من تعنت الحرس السوداني والسعودي معهم ومعاملتهم غير الآدمية لهم، ودخولهم وتهديدهم داخل المياه الإقليمية المصرية، مطالبين الخارجية المصرية بالتدخل لحمايتهم، ومطالبة وزارة الثروة السمكية ومجلس الوزراء بالتدخل أيضًا. وتابع: حصار الصيادين سيؤدي إلى كارثة، خاصة أنه محاصر داخل حدود بلاده، مرددًا: الصيادون مديونون قبل السفر لتجار السمك والغزل وموردى «الزوادة» وجميعهم ينتظرون عودتهم؛ للحصول على نصيبهم من السمك المتمثل في أموالهم، فكيف سيدفع وسيلبي احتياجاتهم بهذا الشكل، مشيرًا إلى أنه في رحلة «سروح» أوقفتهم قوات الحرس السوداني في منطقة ماس بريت، وكانوا متوقفين وملقين «الهانكور» وأرغمتهم القوات السودانية على الابتعاد رغم أنها منطقة مصرية. وأكد حمدان أن حرس الحدود السعودي يطلق النار عليهم فور رؤيتهم، وهي ليست الواقعة الأولى لهم، وقد خلفت إجراءاتهم العنيفة عدة قتلى من الصيادين المصريين طوال السنوات الماضية، آخرهم ما طال مركب صيد الحاج جعفر ولؤلؤة الزهري وعمرو بن العاص، وكل مركب طاقمها لا يقل عن 35 صيادًا، ولا يخفف القتل أو الإصابة من الغرامة التي يفرضونها عليهم للإفراج عنهم، ولا تقل عن 20 ألف ريال سعودي. ويقول بكري أبو الحسن، شيخ الصيادين: الصيادون ملتزمون بالحدود المصرية وأماكن الصيد، ورغم ذلك تتم ملاحقتهم وتعقبهم، مطالبًا بتدخل الخارجية لإيقاف مثل هذه الممارسات، وأكد أن الصياد يبحث عن رزقه وهو ملتزم بالقوانين ويعلمها جيدًا، كما طالب الصيادين بالالتزام وضرورة الحرص في التعامل مع القوات السعودية والسودانية، والالتزام بأماكن الصيد المخصصة، وعدم مطاردة الأسماك والبحث عنها في أماكن لا يقعون بها في قبضة قوات دولة مجاورة، حتى نتفادي المحايلات وجمع التبرعات لدفع الكفالة التي تفرضها الدولة التي تحتجزهم. وأكد اللواء أحمد الهياتمي، محافظ السويس، أنه بدأ في مخاطبة هيئة الثروة السمكية والخارجية لإيجاد حل لمشكلات الصيادين، خاصة في التعامل مع القوات الحدودية، والتزامهم بالصيد في المياه المصرية، وتابع الهياتمي: إن مشكلات الصيادين لها الأولوية؛ نظرًا لما تعانيه تلك الفئة خلال هذه الأيام. وكانت السلطات البحرية السعودية قد ألقت القبض، في 17 ديسمبر من العام الماضي، على مركب الصيد المصرية «الحاج جعفر»، وطاقمها المكون من 33 صيادًا مصريًّا بتهمة «الصيد بدون تصريح في المياه السعودية المطلة على البحر الأحمر» ومع تكرار الوقائع يكتفي المسؤولون بالمناشدات والتبرير، رغم أن هناك وقائع مشابهة بداية العام الماضي خلفت قتلى ومصابين. وسبق ذلك بأسبوع الإعلان عن أن السلطات السعودية أفرجت عن 2 من مراكب الصيد المصرية وطاقمهم المكون من 73 صيادًا بعد احتجازهم 30 يومًا بتهمة الصيد بدون تصريح بالمياه الإقليمية السعودية في البحر الأحمر، وهما «لؤلؤة الزهري» وطاقمها المكون من 38 صيادًا، ومركب «عمرو بن العاص» وطاقمها المكون من 35 صيادًا. جاء ذلك عقب فرض السلطات السعودية غرامة مالية على المركب «لؤلؤة الزهري» قدرها 10 آلاف ريال سعودي، وغرامة مالية أخرى على المركب «عمرو بن العاص» قدرها 20 ألف ريال سعودي، وتم سداد مبالغ الغرامتين بمعرفة ملاك المركبين. وكانت السلطات السعودية قد احتجزت ثلاث مراكب صيد مصرية وطواقمها في مارس من العام الماضي، وهي «علوش والحاج عشري والكعبة الشريفة»؛ لاختراقها الحدود السعودية، مما دفع القوات السعودية لمطاردة السفينتين، وأسفر ذلك عن احتجاز أكثر من 60 صيادًا. ولقى صياد مصرعه وأصيب 4 آخرين بطلقات قوات حرس الحدود السعودية، في مطاردة بحرية بين القوات واثنين من مراكب الصيد المصرية، بعد أن جرفتهم الأمواج إلى الحد الفاصل بين البلدين.