تعود قضية دير السلطان صلاح الدين الأيوبي، الموجود داخل أسوار البلدة القديمة بمدينة القدس، إلى دائرة الضوء مرة أخرى؛ مع زيارة وفد من الكنيسة المصرية إلى القدس لحسم ترميمه. وأعلن المتحدث باسم الكنيسة المصرية، بولس حليم، إن الأنبا رافائيل والأنبا يوسف والأنبا بيمن، سيزورون غدا الثلاثاء، القدس؛ بناء على طلب من الكنيسة الإثيوبية بخصوص دير السلطان، ولمدة 5 أيام، بحضور القائم بأعمال السفير المصري، حازم خيرت، وسفير إثيوبيا في إسرائيل؛ من أجل ترميم الدير. دير السلطان كان متنازع عليه بين مصر وإثيوبيا في المحاكم الإسرائيلية، بعد هزيمة 1967، وطرد الكيان الصهيوني منه الرهبان المصريين وسلمه للأحباش الإثيوبيين، لكن حصلت الكنيسة المصرية على حكم نهائي بأحقيتها في الدير، بعدما حركت حوالي 100 دعوى قضائية ضد إثيوبيا فى المحاكم الإسرائيلية. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن قضية الدير وتسليمه للكنيسة المصرية، ضمن القضايا التي ناقشها سامح شكري، وزير الخارجية المصري، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثناء زيارة الأول للكيان الصهيوني مطلع الشهر الماضي. كما زار الباب تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، دير السلطان أثناء زيارة للقدس خلال شهر فبراير من العام الماضي، وأكدت الكنيسة المصرية عقب الزيارة أنها «رعوية وليست سياسية»، بالإضافة إلى حضور البابا جنازة مطرانها الراحل، الأنبا أبراهام. تاريخ الدير تاريخ الدير مليء بالأحداث التاريخية التي لها علاقة بمصر؛ بداية من تسميته ب«دير السلطان» نسبة إلي السلطان صلاح الدين الأيوبي، الذي أهدى الدير للأقباط بعدما ساعدوه أثناء فترة الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر. ويقع الدير داخل أسوار البلدة القديمة بمدينة القدس، وله أهمية خاصة لدى الأقباط، ويعد طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس إلى كنيسة القيامة، وبعدما احتل الكيان الصهيوني مدينة القدس، استولي علي عدد من الأديرة والكنائس التابعة للمجمع المقدس للكنيسة بالقدس. دير السلطان بناه الوالي المصري منصور التلباني عام 1092 ميلادية فوق كنيسة القيامة، التى تعد أقدم كنيسة فى العالم بترخيص من الوالي العثماني جلال الدين شاه، وظل الدير منذ نشأته حتى اليوم، المدخل الوحيد للحجاج المسيحيين إلى كنيسة القيامة حيث يوجد قبر السيد المسيح. ويتكون دير السلطان من مجموعة من المباني القديمة المتناثرة، وفيه أرض خالية تصل مساحتها إلى 1000 متر، ومحاط بسور بارتفاع يقرب من 4.5 متر، ويفصل بين الدير وبطريركية الأقباط، وفى نهايته باب خاص بالأقباط وحدهم، ويوجد باب ثالث لهذا الدير من الناحية الشرقية على الطريق العمومي المجاور للمباني المعروفة بال«مصبن».