لعل تصريح الإدارة الأمريكية الأخير ، والذي أعلنت فيه رفع يدها عن موضوع قيام إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات ، داخل أراضينا المحتلة ، لا ينطوي على مفاجأة ، قدر ما يحمل من سفور لوجه أمريكا القبيح الذي غلفته طويلا ، بكونها راعية السلام في منطقتنا ، وحامية حماه ، ذلك الوهم الذي انطلى على البعض منا ، أو بالأحرى على الكثير ، ممن تفاءلوا بأن يكون على رأس النظام الأمريكي رئيسا ذو بشرة سمراء ، من جذور إسلامية ،فصدقوا الوعود التي أبرمها ، أملا في سلام لن يتحقق، ولعل القرار الأخير ، الذي لم يكن صادما ، وإنما مفاجئا في جرأة صراحته ، يضعنا أمام حقيقة أنه مهما اختلف النظام الأمريكي ، فلن يغير ذلك من الموقف الأمريكي تجاه صراعنا ، فالمسألة تحكمها المصالح والإيديولوجيا ، بصرف النظر عن لون أو جنس أو حتى أصل وعرق رأس نظامها الحاكم. بالرغم من ذلك ، أبت الإدارة الأمريكية أن تنتهي اللعبة ، فطالعتنا بتصريح لهيلاري كلينتون ، وزيرة خارجيتها ، بأن أمريكا ستظل تسعى من أجل استمرار عملية السلام ، أي سلام ؟! أبت أمريكا أن ينتهي المسلسل الهزلي ، فربما يؤثر ذلك الفهم على البعض منا أو على صناع القرار فينا بالأخص ، فيجدوا أنفسهم مضطرين لأعلان هدم جدوى المفاوضات في التوصل إلى حل ، او ان تأخذهم حماسة في قرار ربما يكون انفعالي ، ليعلنوا ان المقاومة هي الخيار والبديل الأوحد المطروح ، والذي لا سبيل غير دعمه، لأنه وطبقًا لحسابات القوى فإن قوة المقاومة تؤكد وتدعم موقف المفاوضين ، وربما أكون أكثر تفاؤلاً وأذهب لأبعد من ذلك ، فأطمح لأن يُعيد صُنّاع قرارتنا والزاحفين على درب التفاوض وحده ، قراءة الموقف ، معلنين فشل طريق المفاوضات والتأكيد على أن سبيلنا لتحرير الأرض هو المقاومة بكل صورها ، ومنها الكفاح المسلح ، فإن ما أُخِذَ بالقوة لا يسترد بغيرها ، وأن يبدأ العمل لتعبئة الحركات الثورية ، في جميع أنحاء البلاد ، لترعب المحتل ، وحينها يجلس مفاوضنا راكنا لموقف قوة ،على طاولة المفاوضات ، إذا أراد . لسنا دعاة حرب ، فقد ذقنا ويلاتها ، وضحينا فيها بخيرة شبابنا ،كما أتت على الأخضر واليابس في بلادنا ، وإنما فرض علينا أن نكون داخل دائرة الصراع ،ولإدارته شروط وأحكام ، فإما أن نعي تلك الشروط ، وحينها يمكن أن نصل لحل ، قد يكون به بعض الرضا ، وإما أن نخرج من حسابات الزمن ، كما يحدث الأن . مرت المفاوضات بمراحل عدة ، منها المباشرة وغير المباشرة ، أضعنا فيها سنوات من عمر شعبنا ليست قليلة ، زادت نكبتنا فيها نكبات ، والمحصلة حتى الأن ليست سوى صفرا كبيييييييييييرا !!!!!!!! فهل نعيد قراءة الموقف الآن على ضوء قرار الإدارة الأمريكية الأخير . مواضيع ذات صلة 1. الجمهوريون يكتسحون انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي ب 213 مقعدا مقابل 144 للديمقراطيين 2. صحيفة بريطانية: وزير الدفاع الأمريكي مازال متعطشا لاستمرار الحرب في أفغانستان 3. الفيلم الأمريكي ” ليتل روك ” .. عندما تعيش في بلد لا يفهمك فيها أحد 4. وزير الدفاع الأمريكي :نرفض الدخول في حرب جديدة مع القاعدة والأفضل دعم قوات الأمن اليمنية 5. نتنياهو يعرض غدا على أعضاء الليكود خطة تجميد مؤقت للاستيطان