قبة خضراء بين عدد كبير من الأبنية القديمة والمتهالكة، تتجلى أمام رواد «السلطان الفرغل»، أحد أكبر الموالد بأسيوط والصعيد، الذي يأتيه الزوار من الشمال والجنوب، ويلتف حوله من يعرفون ب«الخدمة»، أناس ينذرون الطعام والشراب دون مقابل، مع حلقات الذكر والإنشاد التي تقام بعد صلاة العشاء وتستمر حتى قبيل الفجر. يقول أحمد شمس، شيخ مشايخ الطرق الصوفية بأسيوط: المولد يقام لمدة 15 يومًا وتشارك فيه جميع الطرق الصوفية، ومعظها يأتي في ليلة الخميس الختامية، مع وجود عدد كبير من المنشدين، ويبدأ الاحتفال من بعد صلاة العصر بمشاهد للفلكلور، ومنها التحطيب في آخر 3 أيام، وتشهد الليلة الختامية تواجد الشيخ ياسين التهامي. وأضاف الشيخ حسين مختار عبد الحميد، إمام مسجد السلطان الفرغل، أن العارف بالله السلطان الفرغل ولد في أوائل عام 810 ه الموافق 1406 ميلادي بقرية بني سميع التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، ورحل أبوه من أسيوط فى زيارة والده وأقاربه بناحية قرية زرنيخ التابعة لمحافظة قنا، حتى وصل ثم مرض هناك وتوفى ودفن بالقرية. وتابع: يتم الاحتفال بمولد الفرغل مرتين في العام، 5 صفر ه، أي في الفترة من 13 يوليو وحتى 28 يوليو، وفي شهر يوليو يحتفلون بذكرى وصوله إلى هذه البلدة، وتقام الشعائر والدروس الدينية داخل المسجد، وتقام خارجة الإنشاد الديني والذكر، وأعظم الأيام الليلة الكبيرة، وهي ليلة الخميس. كان السلطان الفرغل سليل أسرة ينتهي نسبها إلى آل بيت النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ودرس الشيخ الفرغل علوم الفقه والحديث والتفسير، وصار مقصدًا للناس ينهلون من علمه المتدفق، وأصبح قطبًا من أقطاب التصوف الكبار في الصعيد، واشتغل السلطان الفرغل في صدر حياته برعي الغنم، ثم اشتغل بالحراسة فكان حارسًا أمينًا، واشتغل أيضًا بالزراعة خلفًا لوالده. وأكد عثمان الحسيني، مدير الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحي، أنه تم الاستعداد لهذا الاحتفال وفتح الساحة الأمامية للمسجد وضريح الإمام الفرغل لاستقبال الرواد والزائرين، مشيرًا إلى أن المسجد يعتبر من أشهر المزارات الدينية بالمحافظة، ومن أعظم المساجد التي لها مكانة طيبة في قلوب الناس، الذي يضم بين جنباته مقام سلطان الصعيد العارف بالله أحمد الفرغل، الذي ولد عام 851 هجرية الموافق 1407 ميلادية وتوفى في عام 851 هجرية الموافق 1447 ميلادية، ويرجع موطنه إلى بلاد المغرب العربي.