يعاني قصر ثقافة البلينا بجنوب محافظة سوهاج من الإهمال الشديد وتدني مستوى النظافة حوله؛ حيث تحاصره حمير وبغال الباعة الجائلين بصورة مزرية تشوه المكان الذي يحوي بين جنباته العديد من الكتب والمجلدات التراثية التي تحكي التاريخ على مر العصور، وسط غياب تام من مسؤولي الوحدة المحلية ومدير قصر الثقافة. وبسبب تدني مستوى النظافة في مدخل قصر ثقافة البلينا، عزف المثقفون ورواد المكان من الشباب والفتيات عن دخوله بسبب الروائح الكريهة الناتجة عن مخلفات الحيوانات، حيث أصبح الشكل العام وكأنه اسطبل حمير وخيول. يقول وسام الورداني، أحد شباب المدينة، إن القمامة انتشرت أمام قصر ثقافة البلينا بشكل مخيف، لتشوه مكان نشر العلوم والثقافات المختلفة، فضلا عن انتشار القمامة أمام العديد من المصالح الحكومية بالمدينة، في غياب تام لمسؤولي البيئة والنظافة بالوحدة المحلية، رغم مخاطبة الإدارتين أكثر من مرة. ويطالب إبراهيم رسلان، من مدينة البلينا، المسؤولين في الوحدة المحلية بإيجاد حل لمشكلة انتشار الباعة الجائلين في شوارع المدينة، خاصة أمام المصالح الحكومية حتى لا يتم تشويه المنظر العام للمؤسسات التي تخدم الآلاف من المواطنين بشتى قرى المركز. واستنكر خالد إسماعيل، مدير عام فرع ثقافة سوهاج، وجود الباعة الجائلين بخيولهم وحميرهم أمام مكتبة الطفل وقصر الثقافة بالبلينا منذ فترة طويلة، مضيفا أن مدير الموقع خاطب أكثر من مرة رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة البلينا لإجلاء الباعة وحيواناتهم من أمام المقر الثقافي، لكن دون جدوى. وأوضح إسماعيل ل"البديل" أن مدير الموقع لا يملك السيطرة علي شبر أرض في الشارع أمام الموقع، وبالتالي لا يحق له اتخاذ إجراء ضد هؤلاء الباعة الجائلين، لافتاً إلى أن سلطته لا تتجاوز أسوار الموقع الثقافي. وعلى الجانب الآخر، قال المهندس عدلي أبو عقيل، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة البلينا، إن مسؤولي الموقع الثقافي بالبلينا ضِعاف وغير قادرين على حماية منشآتهم من وجود الباعة الجائلين ببغالهم وحميرهم أمام المبنى، مضيفا أن حوالي 10 عربات كارو تقف أمام القصر الثقافي أو في محيطه. وأكد أبو عقيل أنه صادر 5 عربات كارو منهم خلال حملة مرافق لمنع انتشار الباعة الجائلين بشوارع المدينة، مناشدا مديري الإدارات والمصالح الحكومية بالبلينا لمنع وقوف الباعة الجائلين أمام المنشآت والتصدي لهم وتحرير محاضر شرطية لتحجيمهم من الانتشار والتوغل.