مسعود شومان، أحد أبرز شعراء العامية ويعرف بجيل الثمانينيات فى مصر، ليس فقط شاعرا، بل باحثا في التراث المصري وأحد أهم الموثقين للفلولكلور المصري بكل تنويعاته، أصدر العديد من المؤلفات في هذا الصدد، ويبقى دوره فى جمع السيرة الهلالية والحفاظ عليها، بالإضافة إلى عمله في أطلس الفولكلور المصرى والعديد من المؤلفات والدراسات. وخلال حوار «البديل» مع شومان أكد أن الجهد الأكبر في جمع السيرة الهلالية كان للمخرجة عطيات الأبنودىي، وأن الدولة لا تهتم بتوثيق التراث، مطالبا بميزانية خاصة للحفاظ على التراث المصرى بكل أنواعه وحمايته من الاندثار.. وإلى نص الحوار.. تعتبر أحد المهتمين بجمع السيرة الهلالية وتوثيقها.. ما أهمية ذلك من وجهة نظرك؟ السيرة الهلالية هي إلياذة العرب، وملحمة حية على الأرض، جزء من التاريخي وليس الخيال، وهذا ليس كلامي وحدى بل هو ما أكده المفكر الكبير عبد الحميد يونس في العديد من كتبه، وما يميز السيرة الهلالية أنها أحداثا وقعت على الأرض وفيها ما يمكن تسميته بفكرة التوالد وحفظ السيرة وهذا ميراث لابد من الحفاظ عليه. وهل هذا الكنز معرض للاندثار والخطر وكيف يمكن الحفاظ عليه؟ الكنز البشري معرض للخطر والسيرة الهلالية لم يبق من حفظتها سوى 2 حتى اليوم، ويمكننا الحفاظ عليها من خلال دعم حاملي وحافظي هذا التراث الذين لم يعد يهتم بهم أحد وسقطوا من حسابات المؤسسه الثقافية. الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى أبرز من جمع ووثق السيرة الهلالية فى مصر.. فماذا قدمت بعده؟ المساهم الأكبر في جمع الهلالية كانت عطيات الأبنودي وليس عبد الرحمن الأبنودي الذى حول السيرة الهلالية إلى مشروع شخصى ارتبط باسمه أكثر من القيمة التراثية، وهذا لا يعنى أن نقلل من الجهد الكبير والدور الرائد الذى لعبه الأبنودي وقدرته على توصيل السيرة الهلالية إلى المواطن، وما نقوم به الآن مجرد جهد فردى بعيدا عن رعاية أى مؤسسة والجمهور يعد الراعي الأساسى. خلال وجودك فى الهيئة العامة لقصور الثقافة.. هل قدمت دعما لمشروعك في حفظ التراث؟ كان لدي مشروع لإنشاء فريق قومي للسيرة الهلالية وفرقة قومية للحدود المصرية، تشمل كل الفنون على الحدود المصرية، سواء البدو أو النوبة أو غيرها وتقدمه في حفلات منتظمة، ولو منحونى سيارة وإمكانيات تسجيل لجمعت كل فنون مصر، فالسيرة الهلالية تحتاج إلى دور اهتمام أكبر من وزارة الثقافة، ويكفينى 150ألف جنيه فقط لتسجيل كل السيرة الهلالية بكل رواياتها لكن لايوجد جهه تدعم هذا المشروع. بعد رحيل جابر أبو حسين أفضل شعراء السيرة الهلالية.. هل يوجد من يكمل المسيرة؟ توجد أربعة مدارس للسيرة، أبرزهم الشاعر الراحل عم جابر أبو حسين ومحمد عزت يعتبر امتداد للمدرسة، لكن هناك ما يسمى لعنة السيرة الهلالية؛ فمعظم الشعراء يموتون فى سن صغير، والغريب أن فرق السيرة الهلالية كان لهم أماكن عرض سنوية، لكنها توقفت لأسباب لا أعلمها؛ لأن مسؤولي وزارة الثقافة لا يقدرون أهمية الحفاظ على الهلالية ونشرها، في حين أنها تسطيع القضاء على ظاهرة الثأر في صعيد مصر؛ بسبب وجود قيم داخل المعارك فى السيرة الهلالية. كيف نحمي التراث المصري بمختلف مجالاته؟ وهل التراث هو السيرة الهلالية فقط؟ السيرة الهلالية تعد واحدة من مكونات التراث وصناعة مصرية تماما رغم أن أحداثها تجري في أماكن أخرى، بالإضافة إلى أن أطلس المأثورات والشعر الشعبى فى حلايب وشلاتين، والآن أكتب عن الرواة باعتبارهم نجوم المجتمع وليس تامر حسنى وغيره، فكتبت عن عبد الغفار رمضان، والشيشتاوى خاطر، فنحن نحتاج لمشروع كبير لإعادة وصف مصر الآن في كل المجالات سواء العادات والتقاليد والعمارة والمعتقدات. هل تغرد منفردا لحفظ التراث المصري أم يوجد أقران لمشاركتك؟ لست وحدي من يقوم بهذا الجهد، فيوجد الدكتور محمد حسن وخالد أبو الليل، يعملون فى نفس السياق ولعبوا دورا مهما، لكن كل ذلك يبقى فى إطار المجهود الفردين وإذا لم تتبناه مؤسسة ثقافية ووزارة الثقافة هى المعنية في اعتقادي.