كشفت تقارير إعلامية تم تناقلها خلال اليومين الماضيين أن المملكة السعودية هي الممول الرئيسي للحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، طبقًا لما نقلته وكالة بترا الأردنية في تصريحات خاصة عن ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تفيد بأن السعودية قامت بتمويل 20% من حملة المرشح المحتمل لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية عن الحزب الديمقراطي، وهو الأمر الذي يُعد غير قانوني في الولاياتالمتحدة، حيث لا يجوز لأي من المرشحين الحصول على دعم مالي خارجي من أجل التأثير على نتيجة الانتخابات. يبدو أن التقرير أثار ردود فعل سرية غاضبة من الطرفين السعودي والأمريكي، حيث وضع التقرير المرشحة الديمقراطية المدعومة من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في حرج كبير، جعلها تعجز عن التعليق على التقرير، الأمر الذي اضطر الوكالة الأردنية إلى حذف التقرير، كما رفضت التعليق عليه، وربما جاء ذلك بضغوط أمريكية أو سعودية، خاصة أن هذا الحدث يأتي بعد أيام من حذف صحيفة الوطن السعودية تصريحًا لولي العهد، محمد بن نايف، من موقعها الإلكتروني أيضًا، أشار فيه إلى فشل بلاده في سوريا واليمن، متذرعة بأن الموقع تم اختراقه. حذف وكالة "بترا" الأردنية التقرير السعودي من موقعها لم يجعل الأمر سريًّا، حيث أعاد معهد واشنطن للشؤون الخليجية نشر التقرير الذي نشرته وكالة "بترا"، وجاء خلال التقرير أن ولي ولي العهد، محمد بن سلمان، قال إن المملكة لم تبخل طيلة السنوات الماضية بالدعم المالي للحملات الانتخابية الخاصة بالحزبين الديمقراطي والجمهوري، وجريًا للعادة تتكفل المملكة بدفع 20% من تكلفة الحملة الدعائية لمرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجديدة، في حين أن بعض القوى الفاعلة في البلاد لا تثمن هذا الدعم الموجه إلى المرشحة بوصفها امرأة. في ذات الإطار تطرقت بعض وسائل الإعلام إلى ارتباط السعودية ماليًّا بعائلة كلينتون، ففي عام 2008، تبرعت السعودية بمبلغ 10 ملايين دولار، ومبلغ 25 مليون دولار لمؤسسة كلينتون الخيرية التي كان يرأسها زوجها والرئيس الأسبق للولايات المتحدةالأمريكية، بيل كلينتون، كما أن هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها هيلاري كلينتون بالاعتماد على أموال السعودية في تمويل حملتها الانتخابية، فقد اتهم عضو الحزب الجمهوري، راند بول، كلينتون سابقًا، بأنها تتلقى الدعم المالي من السعودية، وقال حينها إنه لا يمكن أن تكون صادقة في وعودها بدعم حقوق المرأة، وهي تتلقى الأموال من السعودية التي تعامل المرأة كمواطن من الدرجة الثانية. الحديث عن تمويل سعودي للحملة الانتخابية لكلينتون يتنافي تمامًا مع تصريحات ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مطلع إبريل الماضي، والتي رفض خلالها التعليق على مجرى الانتخابات الأمريكية، قائلًا: السعودية لا تتدخل في الانتخابات بأي بلد، وأضاف حينها أن الولاياتالمتحدة هي شرطي العالم وليس الشرق الأوسط فقط، وهي الدولة الأولى بالعالم، ونعتبر أنفسنا كحليف رئيسي لها بالشرق الأوسط. تقرير دعم السعودية للمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، جاء بالتزامن مع دعوة المرشحة السعودية وقطر والكويت إلى وجوب منع مواطنيها من تمويل المنظمات المتطرفة، حيث نددت كلينتون بدور كل من السعودية وقطر والكويت في التمويل العالمي لأيديولوجية التطرف، وقالت المرشحة في الانتخابات الأمريكية في خطاب في كليفلاند بولاية أوهايو: حان الوقت ليمنع السعوديون والقطريون والكويتيون وآخرون مواطنيهم من تمويل منظمات متطرفة، يجب أن يكفوا عن دعم مدارس ومساجد متطرفة دفعت بعدد كبير من الشبان على طريق التطرف في العالم. التمويل السعودي للحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، لم يكن الأول من نوعه الذي تُقدِم عليه المملكة، حيث يأتي في إطار استمرار التمويل السعودي للحملات الانتخابية في الدول التي تسعى الرياض إلى تثبيت وخدمة مصالحها فيها، حيث سبق أن كشفت تسريبات وثائق بنما تمويل العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، شخصيًّا الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، حيث أفادت التسريبات بأن العاهل السعودي أودع 80 مليون دولار لدعم حملة نتنياهو في مارس عام 2015، عبر شخص سوري إسباني يدعى "محمد إياد كيالي"، إلا أن الأموال السعودية أودعت في حساب رجل أعمال إسرائيلي يدعى "تيدي ساغي"، الأمر الذي فسر حينها وجود علاقات قوية بين الكيان المحتل والمملكة.