شهدت علاقة مصر بالقارة السمراء مجموعة من التوترات خاصة في الآونة الأخيرة، على خلفية سد النهضة والكونغو وقضية حلايب وشلاتين، بالإضافة إلى التوسع الإسرائيلي في العمق الإفريقي، الذي أخذ يسحب ما تبقى من البساط المصري في إفريقيا لصالحه، لكن خلال اليومين الماضيين زادت حدة التوترات المصرية الإفريقية، حيث دخلت مصر في نزاع مع دبلوماسيين أفارقة اتهموا مسؤولًا مصريًّا باستعمال كلمتي «كلاب وعبيد» في الإشارة إلى إفريقيا جنوبي الصحراء، خلال مؤتمر الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، الذي انعقد يومي 26 و27 مايو، بالعاصمة الكينية نيروبي. موقف كينيا تقدمت إيفون خاماتي رئيسة اللجنة الفنية ب«هيئة الدبلوماسيين الإفريقيين» بنيروبي بمذكرة رسمية بتاريخ 29 مايو الماضي تحت عنوان «سوء سلوك مصر أثناء الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة»التي أُقيمت مؤخرًا بكينيا، المذكرة موجهة إلى بعض المسؤولين الأفارقة أبرزهم السفير كيليبرت نكوماني رئيس هيئة الدبلوماسيين الإفريقيين. وتتهم المذكرة مسؤولًا مصريًّا بوصف ممثلي وفود إفريقية خلال فعاليات الدورة الثانية بالكلاب والعبيد، وأضافت في مذكرتها أنه تحدث بالعربية، ووصف أبناء بلدان جنوب الصحراء الأفريقية بأنهم «كلاب وعبيد» أثناء مناقشة قرار بشأن قطاع غزة لم يتم تبنيه لعدم توفر النصاب. وأشارت إلى أن الدبلوماسيين الأفارقة المعتمدين في نيروبي بعثوا بشكوى رسمية إلى وزارة الخارجية الكينية حول ما نسب إلى المسؤول المصري خلال المؤتمر. الموقف المصري قالت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء: إنها ستحقق في المذكرة التي عمّمتها رئيسة اللجنة الفنية بهيئة الدبلوماسيين الإفريقيين في مؤتمر الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي. وأوضح وزير البيئة المصري خالد فهمي: إن خاماتي ليس لها أي صفة رسمية في هذه الاجتماعات وإن أقوالها متضاربة٬ حيث قالت: إن من سب إفريقيا هو وزير البيئة٬ ثم تراجعت وقالت مستشاريه، ثم السفير المصري، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي عضو مصري أن يتلفظ بهذه الألفاظ؛ لأنه يمثل مصر. وأكد فهمي، خلال مقابلة تلفزيونية، أن موقف خاماتي هو موقف شخصي وأنها لا تتحدث باسم كينيا. لكن بالأمس ترددت تصريحات متضاربة عن فهمي نفسه حيث قال: وازرة الخارجية تعكف حاليًا على تقديم رد رسمي على هذه المذكرة خاصة بعد مطالبة دولة كينيا لمصر بالاعتذار الرسمي عما وصفته بإهانة الأفارقة. الجدير بالذكر أن وزير البيئة المصري لم يكن حاضرًا في المؤتمر الأممي للبيئة، حيث أرجع عدم سفره لنيروبي من الأساس إلى وجود ملفات عاجلة ومهمة في مصر، وحضر عنه السفير هشام شعير، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون البيئة والتنمية المستدامة، حيث مثل الوفد المصري في الجلسات العامة والمغلقة، هو ومساعداه، ومندوب مصر الدائم لليونيب و2 من العلماء في مجال الاقتصاد الأخضر والتنوع الحيوي عن وزارة البيئة. سبب المشكلة حدث خلال المؤتمر البيئي خلاف على آلية التصويت على القرارات، فبحسب موقع ستار الكيني، فإن تصريحات رئيس الوفد المصري، جاءت عقب الانقسام بين الدول الأعضاء وعدم تمرير مشروع قرار لإرسال بعثة أممية من الخبراء المختصين لتقييم الوضع البيئي لقطاع غزة، خاصة بعد الاعتداءات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عامي 2012 و2014 م، ونتج عنها دمار على البيئة مس كل مكونات الحياة. ووفقًا لنائل الشافعي، مؤسس موسوعة المعرفة، فإن الأزمة اشتعلت منذ أن تقدمت الصين والأرجنتين، نيابة عن مجموعة ال77، في بداية المؤتمر، بمشروع قرار يطالب بتشكيل لجنة لتقييم الآثار البيئية للعدوان الإسرائيلي على غزة، لكن الأمين العام أخيم شتاينر «ألماني» لم يطرح قرار تشكيل لجنة غزة إلَّا في الساعة 11:19 مساء يوم 27 مايو، كما أن مندوب إسرائيل طلب إجراء تصويت على هذا القرار، على عكس 25 قرارًا تم تمريرهم في اليومين السابقين من دون تصويت.