ما زال المحتجزين بالسجون، خاصة الذين على ذمة قضايا سياسية، يعانون من الإهمال الطبي الذي تمارسه إدارة السجون، والتي تزايدت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، رغم المنشادات الحقوقية والطبية التي تؤكد أحقية علاج المحتجزين والرعاية الصحية لهم، حسبما ينص الدستور والقانون، إلَّا أن إدارة السجون مازالت عند موقفها، وأصبح الإهمال الطبي شبحًا يطارد اللمحتجزين. عدد من معتقلي قضية الأرض، التي أثارت ضجة في الفترة الأخيرة من قِبَل الرأي العام، يواجه أزمة الإهمال الطبي بالسجون، بعد تدهور الحالة الصحية لعدد من المحتجزين بمختلف أماكن احتجازهم، وتجاهلت إدارة السجون جميع منشادات ضرورة خضوع مرضى معتقلي الأرض للعلاج ونقلهم إلى المستشفيات. من جانبه أكد المحامي الحقوقي حليم حنيش، أحد هيئة الدفاع عن ناجي كامل، أحد معتقلي قضية الأرض، أن ناجي يعاني من ارتفاع درجة حرارته منذ 3 أيام متواصلة وقيء مستمر، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية. وتابع: في بداية الأمر رفضت إدارة السجن نقله إلى المستشفى، ومن ثم نقلته للكشف عليه وبعد إثبات أنه يعاني من اشتباه في حمى، رفضت إدارة السجن حجزه بالمستشفى وأعادته إلى الزنزانة بسحن الجيزة العمومي، رغم حالته الصحية السيئة. وأضاف حنيش أن ناجي، أحد معتقلي الأرض يوم 25 أبريل ومحبوس على ذمة القضية مع مع 44 من معتقلي العجوزة والدقي في مكان ضيق جدًّا، يعاني من سوء التهوية وأن حالة ناجي ليست الوحيدة، لكنها الأسوأ؛ نتيجة التكدس وعدم التهوية، مؤكدًا أن الشباب يعانون من معاملة سيئة وممنوعون من ساعات التريض القانونية لهم. في سياق متصل أكدت حملة الحرية للجدعان عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ، أن أحمد عبد الرحمن كامل، معتقل منذ25 أبريل الماضي في تظاهرات الأرض ومريض قلب، الذي أحالته النيابة إلى المحاكمة بقضية قصر النيل 2 وكان ضمن المحتجزين بمعسكر الجبل الأحمر، رفضت إدارة المعسكر نقله إلى المستشفى، وأصرت على نقله مع باقي المعتقلين بعربة ترحيلات إلى سجن الحضرة، رغم حالته الصحية الحرجة، وذهب أهله لزيارته والاطمئنان عليه، لكن إدارة سجن الحضرة أنكرت. وأعلن محمد يوسف، أحد أصدقاء حمدي قشطة، أحد محتجزي قضية الأرض بقسم بولاق الدكرور، عن الحالة الصحية السيئة التي يعاني منها قشطة، حيث إنه مريض سكر، ورفضت إدارة القسم دخول الأدوية إلى جانب وجوده في زنزانة سيئة التهوية، توجد بها مياه صرف صحي، مما أدى إلى تدهور حالة حمدي ودخوله في غيبوبة سكر، الأمر الذي استدعى نقله إلى المستشفى رغم عدم تماثله للشفاء، إلَّا أن إدارة القسم أصرت على إعادته للحجز مرة أخرى بالطريقة والزنزانة ذاتها، مما يعرّض حياته للخطر.