قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إنه خلال الأيام الجارية لا يستطيع أحد أن ينكر تخلي الكثيرين من مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي عنه، خاصة في الدوائر الإعلامية، لا سيما عقب قرار التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير. وأضافت الصحيفة أن هذه الانتقادات التي ظهرت مؤخرًا ما هي إلَّا جزء من ثورة الغضب التي تتزايد من مختلف الانتماءات السياسية، خاصة بعد نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير المصريتين في البحر الأحمر إلى السعودية، حيث تم تسليمهما بالتفاوض سرًّا في اتفاقية لترسيم الحدود، موضحة أنه رغم قانون التظاهر الصارم إلَّا أن المتظاهرين خرجوا للاحتجاج على اتفاقية الحدود، وأحيوا الهتافات الثورية «الشعب يريد إسقاط النظام». وأوضحت الصحيفة البريطانية أن القرار الخاص بالتنازل عن الجزيرتين خطأ كبير ارتكبه الرئيس السيسي، الذي كان يُنظر إليه في عام 2013 قِبَل شريحة واسعة من المصريين، باعتباره المنقذ، من بعد إطاحته بنظام الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، لكن بعد ثلاث سنوات فقد بريقه وتزايد الاستياء الشعبي ضده. وأشارتتشير الصحيفة إلى أن جزءًا كبيرًا من الشعور بالضيق لدى المصريين يعود إلى الاقتصاد المتعثر، وتدمير صناعة السياحة نتيجة الهجوم الإرهابي على طائرة الركاب الروسية، بالإضافة إلى انخفاض سعر العملة المصرية لأدنى مستويتها مقابل الدولار، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. من جانبه، قال ها هيلير، زميل بارز بالمجلس الأطلسي: مظاهرة تضم نحو 4 آلاف شخص ليست أزمة للنظام، لكن أعتقد أنها ملحوظة؛ لأن الأمر سياسي جدًّا ولا يقتصر على قطاع معين من السكان. ولفتت الصحيفة إلى أن القلق الشعبي تفاقم خلال سلسلة من الأزمات، من بينها جزيرتي تيران وصنافير، وقضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي وجد على جانب الطريق في فبراير الماضي، وتتوجه أصابع الاتهام في مقتله لأجهزة الأمن المصرية. وذكرت الصحيفة أنه حتى الآن يتجاهل السيسي الانتقادات، وبدلًا من توجيه الاتهامات، يصف هؤلاء بأهل الشر، في إشارة إلى جماعة الإخوان المحظورة. ورأت الصحيفة أن المشاعر القومية أصبحت عميقة، حتى أن رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام، التابعة للدولة، نشر مقالًا على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انتقد فيه اتفاق ترسيم الحدود مع السعودية، مؤكدًا أن الذين فعلوا ذلك يجادلون ويدعون أنهم ينتمون إلى مصر، كما دعا لخروج المظاهرات إلى الشوارع.