حل الإعلامي التونسي طاهر المليجي، ضيفًا على معرض تونس الدولي للكتاب، الذي تُختتم فعاليات دورته ال23، اليوم الأحد، ورغم أنه صاحب أعمال منشورة منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أن الحديث تمحور حول كتابه الأخير «تونس نوستالجي»، الصادر في 2015. ويرتبط الحديث عن الحياة الفنية لما قبل السبعينيات في أذهان شريحة واسعة من التونسيين باسم طاهر المليجي (1937)؛ فهو مقدّم البرامج الفنية التي تتحدّث عن «الزمن الجميل» في التلفزيون منذ عقود. في برامجه التلفزيونية، مثل "أغاني الأفلام" أو "زيارة إلى القاهرة"، يقدّم المليجي عالم الفن من خلال الذاكرة، وهو يروي تفاصيل الشخصيات التي أثّثت ذلك العالم بطريقة حكي فريدة تجمع بين الفكاهة والتدقيق المبالغ فيه أحياناً في التفاصيل. كتابه "تونس نوستاجي"، الذي ألّفه باللغة الفرنسية، يوثّق الكثير من هذه الحكايات، في حين أنه يأخذ أكثر بالجانب الهزلي في برامجه التلفزيونية، فهو على مستوى الكتابة ينزع أكثر باتجاه الأبعاد التاريخية، حيث أنه يحاول في عمله أن يسبر أغوار المجتمع الفني التونسي من خلال شهادات التقطها طوال عقود. يعتبر المليجي أن كتاباته تلبّي رغبات "القارئ الفضولي"، فهو يحمله إلى عصر لم يعشه هو الآخر، ولكنه فُتن به، وعرف كيف يجمع شذراته ممن عاصرهم، موجّهاً أنظاره مرّة أخرى صوب التفاصيل التي قلّما يلتفت إليها التوثيق، معالجاً أسرار العلاقات بين الفنانين أو اختيارات ملابسهم وغيرها. بهذه المنهجية، يضيء المليجي عوالم متعدّدة من النصف الأول من القرن العشرين في تونس، مثل "الراشدية"؛ الفضاء الذي تخرّج منه معظم الفنانين الكلاسيكيين في البلاد، محمد التركي وخميس الترنان وصليحة وغيرهم، أو الإذاعة التونسية، حيث يركّز على شخصية عبد العزيز العروي.