كشفت واقعة وفاة طفلتين بقرية كفر جعفر، التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، إثر تناولهما مصل تطعيم الشلل الخماسي، أمس، مدى الإهمال والفساد المستشرى في الوحدات الصحية بقرى المحافظة. وقال أحمد سعد، والد الطفلة المتوفاة «آلاء»، إن صغيرته حصلت على مصل التطعيم الخماسي، وفى مساء نفس اليوم، ارتفعت درجة حرارتها، ونقلت إلى مسشتفى بسيون المركزي، ومنها إلى مسشتفى المنشاوي العام، وتوفيت نتيجة توقف عضلة القلب وانخفاض حاد فى الدورة الدموية، محملا القيادات في وزارة الصحة مسؤولية وفاة ابنته. وأكد أحمد الغايش، محامي، إن الأهالي رفضت اصطحاب أطفالهم إلى الوحدات الصحية بالقري، رافضين التطعيم؛ بعدما وفاة الطفلتين «يارا وآلاء»، وظهور أعراض مرضية على آخرين عقب التطعيم، مثل تورم القدمين، وفقدان الوعي، مطالبا بمحاسبة المسؤولين المتورطين في هذا الإهمال. وأوضح محمد الجندي، عامل، أن الوحدات الصحية التابعة لمركز بسيون، تحولت إلى «خرابات تسكنها الأشباح»، بحسب وصفه، مؤكدا أنها تخلو من الأطباء والأدوية، وعندما يصاب أحد من الأهالي بمرض يحملونه على أكتافهم؛ لعدم وجود سيارة إسعاف، ويضطر ذوو المريض إلى قطع عدة كيلومترات للوصول إلى أقرب مستشفى بالمدينة، ما يعرض حياة المريض للخطر، كما حدث مع العروسين اللذين لقيا مصرعهما منذ أسابيع؛ بعدما ذهبوا بهما إلى الوحدة، لكن لم يجدوا أطباء، فتوجهوا إلى مستشفى جامعة طنطا، حتى فارقا الحياة في الطريق. وأكدت وفاء الصعيدي، ربة منزل، أن الوحدة الصحية بقرية الدلجمون بمركز كفر الزيات، لاتوجد بها أدوية ولا تخصصات طبية، وتنقل الحالات المرضية إلى مستشفى كفر الزيات المركزي أو مستشفيات طنطا، مطالبة المسؤولين بتجهيز الوحدات الصحية وتوفير الرعاية الكاملة للمرضى بها أو إغلاقها. وأشار ياسر المسيري، والد طفل مريض بالسرطان، إلى أن الوحدة الصحية بقرية كفر مشلة التابعة لمركز كفر الزيات، لا يوجد بها طبيب، في حين أن القرية بها العديد من مرضى السرطان بسبب الإهمال الطبى وتلوث مياه الشرب. وأرجع الدكتور إبراهيم سليمان، مدير قسم الثقافة الصحية والإعلام بالإدارة الصحية في المحلة، ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض في قرى الغربية لعدة أسباب، أهمها التلوث البيئي بجميع صوره وأشكاله، خاصة المجاري المائية من الترع والمصارف. وأوضح الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية، أن الوحدات الصحية بالقرى تعاني عجزا فى تخصصات الأطباء، ومديرية الصحة تبذل جميع جهودها حاليا لاستكمال نقص الأطباء، مؤكدا أنهم يعملون على معالجة أي قصور إداري أو طبي، وهناك اتجاه حكومي بتحويل بعض الوحدات في القرى الكبيرة إلى نظام مركزي. وأكد شرشر على تشكيل لجنة للتحقيق بخصوص أمصال التطعيم المتواجدة في الوحدات الصحية بقرى محافظة الغربية، وأن أعضاءها زاروا الوحدة الصحية بقرية كفر جعفر، وتم التحفظ على عدد من الأمبولات والأمصال؛ من أجل إرسالها إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة؛ لتحليها ومعرفة مدى صلاحيتها من عدمه، وهل تسببت فعلا فى وفاة الأطفال أم لا؟.