نشرت صحيفة الحياة السعودية، التي تصدر في لندن، اليوم تقريرًا قالت فيه إن دبلوماسيًّا في مجلس الأمن، لم تذكر الصحيفة اسمه، كشف أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ دولًا عربية معنية بأن الولاياتالمتحدةوروسيا توصلتا إلى تفاهم حول مستقبل العملية السياسية في سوريا، من ضمنه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة أخرى، لكن لم يُحدَّد إطار زمني لذلك. انتشار أمريكي في أوروبا الشرقية للتصدي لروسيا معلومات الدبلوماسي عن توافق روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية جاءت في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات بينهما، فبالأمس وللمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، نوت الولاياتالمتحدة نشر جنود وآليات عسكرية على حدود "الناتو" الشرقية، تحت ذريعة التصدي لأي "تهديد روسي محتمل"، الأمر الذي اعتبره الروس حجة لتبرير خطط "الناتو" للتوسع باتجاه بلادهم. الحديث عن انتشار أمريكي في أوروبا الشرقية لم تتركه واشنطن مبهمًا، بل حددت آلياته، ومكنته، حيث أفاد الجيش الأمريكي بنشر المزيد من قواته في أوروبا الشرقية، وأنه سيتم بدءًا من العام المقبل نشر ثلاثة ألوية أمريكية قتالية في أوروبا الشرقية، ويضم لواء المدرعات الأمريكي عادة حوالي 4500 عسكري، مشيرة إلى أن الألوية ستتناوب المهام كل تسعة أشهر اعتبارًا من فبراير 2017، وستجري التدريبات العسكرية في إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، رومانيا، بلغاريا، والمجر، كما سيتم تحديث المعدات الحالية المستخدمة في أوروبا وتخزينها في بلجيكا، هولندا، ألمانيا، وستتاح "قوة قتالية إضافية إذا تطلب الأمر". الخطة التي وافق عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأقرَّ ميزانيتها تنتظر الآن موافقة الكونجرس، بعد تحويلها إليه من البنتاجون. ويأتي التصعيد الأمريكي ضد موسكو بذريعة طمأنة الدول الأوروبية القلقة إزاء روسيا، التي ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وأثارت قلق دول حلف شمال الأطلسي بطلعات قاذفاتها الاستراتيجية. واشنطن تتجاهل روسيا وتعقد قمة الأمن النووي تبدأ اليوم أعمال قمة الأمن النووي، والتي تستمر ليومين. وبالرغم من قصر مدة القمة التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل رحيله من البيت الأبيض، إلا أنها حملت الكثير من الرسائل الأمريكيةلموسكو، خاصةً أن القمة الرابعة عُقِدتدون حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يرى مراقبون أن القمة ولدت انطباعًا باستخفاف واشنطن أو استهتارها بالأطراف النووية الكبرى الأخرى، خاصة روسيا، إذ تحاول حتى في ظل المخاطر النووية التي تهدد الجميع أن تستأثر بالقرار وبالتفاصيل وبإملاء الشروط وتحديد الأجندات؛ لذلك قرر الكرملين عدم مشاركة الرئيس فلاديمير بوتين في قمة الأمن النووي التي تستضيفها واشنطن. الرفض الروسي جاء على خلفية أن التحضير لهذه القمة افتقر إلى التعاون مع روسيا، كما أن دراسة القضايا المتعلقة بالأمن النووي تتطلب جهودًا مشتركة، والأخذ بعين الاعتبار بمصالح ومواقف الأطراف الأخرى، وفقًا للناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ولكنه أوضح بشكل مباشر أن موسكو واجهت أثناء التحضير لعقد القمة نقصًا في التعاون لدراسة القضايا والمواضيع المدرجة على جدول الأعمال، وهو سبب عدم مشاركة الجانب الروسي فيها. الرد الأمريكي على الرفض الروسي المشاركة جاء أكثر برودًا واستخفافًا مما كان عليه الأمر إبان الحرب الباردة، فنائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودس قال "نعتقد أن روسيا بقرارها عدم المشاركة بوفد على مستوى عالٍ في قمة الأمن النووي في واشنطن هذا الأسبوع أهدرت الفرصة على نفسها في المقام الأول، وأن كل ما يفعلونه هو عزل أنفسهم بعدم المشاركة مثلما فعلوا في السابق". مصير الأسد الأجواء العامة بين موسكووواشنطن لا تشير إلى أن هناك توافقات إيجابية قد رُسِمت بينهما حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، ففي ظل التصعيد الأمريكي ضد روسيا على الملفين الأوكراني والسوري، خاصة أن برنامج القمة النووية المنعقدة حاليًّا في أمريكا يتضمن اجتماعًا للدول الأعضاء في التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا والعراق، وذلك على هامش الاجتماع الموسع للدول المشاركة في المؤتمر الأساسي، واستبعاد روسيا من هذه القمة لا يشير إلى أن هناك توافقًا بين أوباما وبوتين على مصير الأسد ولا على غيره من الملفات الدولية والإقليمية العالقة بينهما. فتصريحات روسيا الأخيرة تسير باتجاه استبعاد الحديث عن مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط لاستئناف ونجاح جولة المفاوضات المقبلة، حيث جدد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، 29 مارس، "تأكيد موقف بلاده أن رحيل الأسد لا يمكن أن يكون شرطًا مسبقًا لمواصلة المفاوضات السورية"، بالإضافة إلى أن موسكو سعت إلى التقليل من أهمية السقف الزمني الذي حدده مؤخرًا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى دستور جديد، وبالتالي فإن مجمل المؤشرات يقول بأنه ليس هناك حتى اللحظة توافق أمريكي روسي حقيقي حول مصير الأسد.