فليعلم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه تسبب في خسارتي 100 جنيه كاملة، في رهاني مع أحد الخونة العملاء الذين لا يريدون لبلدهم أن تنهض أو تتقدم.. فمن نحو عام، رأى هذا العميل فرحتي بمؤتمر شرم الشيخ، وسعادتي البالغة بالمشاريع العملاقة التي أعلنت في المؤتمر، وبمليارات الدولارات التي أمطرها زعماء الدول ورؤساء الشركات العملاقة على الحاضرين في قاعة الاحتفال الاقتصادي العالمي الرهيب.. حاول هذا العميل أن يحبطني، وأن يسفه من رئيسي، وأن يقلل من قيمة الحدث.. لكنني باعتباري مواطنا شريفا تصديت له، وكشفته أمام زملاء العمل، وأظهرت لهم أن شمام الكلة هذا لا يرغب إلا في نشر الطاقة السلبية والإحباط بين جماهير الشعب الواعي، التي تتصدى ببسالة خلف رئيسها لكل المكائد والمؤامرات. لقد استكثر هذا العميل الخائن المرتزق فرحة الشعب بالنهضة الكبيرة التي ستتحقق انطلاقا من شرم الشيخ.. كاد يموت غيظا وهو يرى مواقع التواصل تكتسي بشعار المؤتمر، متمثلا في مفتاح الحياة.. اقترب من حافة الجنون وهو يرى عشرات من خيرة شباب مصر يلتقطون "السيلفي" مع رئيسهم.. كان يحاول مداراة حنقه وغضبه بضحكات رقيعة يطلقها مع كل دفعة مليارات تعلن في المؤتمر، ومع كل تصريح لوزير الاستثمار يبشرنا فيه بالرخاء القادم.. وعندما رأى الرئيس السيسي واقفا أمام "ماكيت" العاصمة الإدارية الجديدة قهقه بصوت عال، لكنه أوقف استهزاءه بعدما كاد الزملاء أن يفتكوا به، لولا أنني تدخلت، ونهيتهم عن أن يمسوه بسوء، فلسنا إرهابيين مثله، والبلد فيها رئيس وحكومة وقانون. في اليوم التالي خرجت من منزلي، متوجها إلى مقر عملي، كان المانشيت الرئيس لكل الصحف مبهجا، مبشرا.. كل الجرائد المصرية، الحكومية منها والحزبية والخاصة، تزينت بعنوان واحد مكون كلمتين أطلقهما الرئيس خلال المؤتمر: "مصر تستيقظ".. اشتريت الصحف كلها وقلبي يهتز من الفرحة، حملت جرائد مصر لتكون حجة أمام الزميل العميل الخائن الكاره لبلده.. قلت له انظر، هل اجتمع كل هؤلاء على الكذب وصدقت أنت؟، هل وقع كل هؤلاء في الخطأ وأصبت أنت؟.. الأهرام والأخبار والجمهورية.. المصري اليوم والشروق والوطن.. الوفد واليوم السابع والأهالي.. حتى المجلات التاريخية التي نسيها الناس، عادت فيها الروح ودبت فيها الحياة بسبب المؤتمر: المصور وأكتوبر وآخر ساعة.. ها؟ هل خرس لسانك أيها المرتزق الخائن؟.. أعرف أن منظر الصحف المصرية أصابك بالغم والحزن. نظر الزميل العميل إلي مليا، وأخرج من جيبه سيجارة أشعلها وهو مبتسم، وقال في هدوء: ما رأيك في رهان؟ قلت على ماذا؟ فقال: الرئيس أكد أن المؤتمر نجح، وبسبب هذا النجاح الكبير فإنه سيعقد المؤتمر بصفة دورية كل عام في نفس الموعد والمكان.. وأراهنك على مئة جنيه أن هذه هي المرة الأولى والأخيرة، وأن عدم تكرار الحفل هو أكبر دليل على فشله، وما دمت تثق في رئيسك ونجاح مؤتمره فراهني على 100 جنيه، والأيام بيننا. قلت على الفور: بل أراهنك على ألف جنيه أيها الشمام، فالمؤتمر سيعقد في العام المقبل، وسيأتي باستثمارات أكبر مما جاء بها أول مرة… قال وهو يخرج دخان سيجارته: بل مئة جنيه فقط.. وستخسرها، ولن أتنازل عنها، مع اتفاقنا على أن عدم تكرار المؤتمر يعني أنه فشل، ويعني أيضا أن الرئيس حين قال إنه سيكرره كل عام لم يكن يعني ما يقول، وأنه لا يفهم شيئا في الاقتصاد، بل إنه يكذ.. قاطعته صائحا: اخرس.. قطع لسانك.. أوافق على الرهان، وليشهد الزملاء جميعا.. وموعدنا بعد سنة يا عدو الوطن.. وإمعانا في إغاظته وقفت على كرسي وهتفت ومن خلفي الزملاء الشرفاء: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر. ومرت الأيام.. شهر في إثر شهر.. حتى إذا جاء فبراير، قال لي الزميل الشمام الخائن العميل الخروف المرتزق الإخواني الممول: ها؟ مفيش أخبار يعني عن أي استعدادات للمؤتمر؟.. قلت له وأنا أبتسم في ثقة مطلقة، واطمئنان يملأ كياني: أنت جاهل، فالحكومة عندنا تمرست على عقد المؤتمرات العالمية، ولم يعد التجهيز لأي حدث يستغرق أكثر من عشرة أيام.. قال والجدية تعلو وجهه: سنرى.. لكن جهز المئة جنيه. ثم جاء مارس.. فقال بطريقته المعتادة: ها؟ ما أخبار المؤتمر؟ أين الاستعدادات؟.. فقلت على الفور: اخرس أيها العميل الإرهابي.. التجهيزات تسير على قدم وساق، والدعوات وجهت للوفود، لكن كل هذا يتم سرا، حتى نتجنب أهل الشر.. والمؤتمر في موعده.. وستفاجأ به على الفضائيات.. وسأكسب رهاني.. جهز مئة جنيه. مع كل يوم ينقضي من مارس كان قلقي يزداد.. لا يمكن أن يصدق كلام هذا العميل الخائن الممول الإرهابي الإخواني المدعوم من قطر وتركيا وأمريكا وإسرائيل.. أكيد السيسي عارف بيعمل إيه.. أكيد هيفاجئنا بالمؤتمر دون مقدمات.. لا يمكن للرئيس أن يكذب على شعبه.. لا يمكن أن يكون المؤتمر قد فشل.. الرئيس فاهم كل حاجة.. الرئيس رجل مخابرات.. الرئيس أحبط المؤامرة.. عظماء المخابرات وكبار الفلاسفة في العالم يطلبون نصائحه.. لا لا .. لن يخذلني. ثم جاء الموعد 13 مارس.. ثم 14 مارس.. ثم 15 مارس.. ذهبت إلى العمل.. كان الصمت مخيما على الجميع.. جلس زميلي العميل الخائن المرتزق الممول الإرهابي في مواجتهي تماما.. أشعل سيجارته، ووضع ساقا على ساق.. نظر إلي بحدة.. وقال: هات.. قلت له: فلننتظر.. قال: هات.. تجمع الزملاء الشرفاء يشاهدون الموقف العصيب.. لم ينبس أحد منهم بكلمة.. أخرجت ورقة سليمة من ذوات المئة.. ودفعتها إلى الزميل العميل.. لا أكاد أصدق.. رئيسي .. الزعيم.. البطل.. الذي أنقذ مصر.. يتسبب في خسارتي مئه جنيه كاملة.. ولمن؟ لزميل خائن عميل ممول مرتزق مدعوم من قطر وتركيا والتنظيم الدولي؟!! لقد تعلمت درسا لن أنساه أبدا، والعاقل من تعلمه الأيام.. ويتعظ من الأحداث والوقائع.. لقد قررت ألا أدخل في رهان مع أي زميل عميل خائن ممول مرة أخرى.. ثم الرهان أصلا حرام.. نعم.. هذا ما تعلمته.. وكما قال الرئيس: بكرة تشوفوا مصر.. فقط سننتظر، حتى تحل الذكرى السنوية الأولى لافتتاح القناة الجديدة.. وليسقط العملاء والخونة والممولون.. والمراهنون.