أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الأنظمة العربية لطالما تآمرت على كل من وقف في وجه الكيان الصهيوني منذ الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وحتى يومنا هذا، مشددا على أن الأمر لا يتعلق بالطائفية، بل يعتمد بشكل رئيسي على قضية المقاومة والموقف منها. وأضاف نصر الله في الاحتفال التكريمي للقائد علي فياض في بلدة أنصار الجنوبيةأنه لو انتظرت لبنان استراتيجية عربية موحدة، لكان الكيان الصهيوني اليوم في كل المناطق اللبنانية بما في ذلك العاصمة بيروت. وحول الرفض الشعبي للتطبيع مع الكيان الصهيوني، أوضح الأمين العام لحزب الله أن مصر التي وقعت اتفاقية كامب ديفيد مع تل أبيب، لا زال شعبها قوميا عربيا يرفض الإرهاب الصهيوني، مستشهدا بإسقاط عضوية الإعلامي توفيق عكاشة بعد لقائه السفير الصهيوني، مشيرا إلى أن قرار إسقاط العضوية تم بأغلبية واسعة في البرلمان، مؤكدا: هذه هي القومية العربية، والهوية المصرية. وشدد نصر الله أن ضمانة بقاء بعض الأنظمة العربية هي حماية الكيان الصهيوني، مضيفا :"لذلك كانت دائما تصطف في المحور المقابل الأنظمة المقاومة وحركات المقاومة، لذلك ما يحصل معنا اليوم تواصل للاستراتجية القديمة، فهذه المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب هي التي استعادت البعض من الكرامة والعزة العربية". وتساءل الأمين العام لحزب الله هل يجرؤ النظام العربي على تزويد المقاومة بالأسلحة؟، مشددا على أن ما يحمي لبنان هو الجيش والشعب والمقاومة، لافتا إلى أن المقاومة باتت تشكل الأفق المفتوح الوحيد أمام الأمة لاستعادة المقدسات والكرامة. وتوجه نصرالله إلى الأنظمة العربية بالقول: لا نريد شيئا منكم إلا أن تحلّوا عنا، مضيفا أن الذين يتهمون حزب الله بأنه مقاومة طائفية تناسوا ذهاب الحزب إلى البوسنة، قائلا: هل ذهبنا إلى البوسنة لدعم الشيعة؟ وأوضح الأمين العام لحزب الله أن الكثير من الدول العربية التي تصنف الحزب إرهابيا لا علاقة لها بالمقاومة، لا بالمال ولا بالسياسة، متسائلا: باستثناء النظام السوري، هل هناك نظام عربي يستطيع أن يقدم السلاح إلى المقاومة؟ واستكمل نصر الله حديثه "التوسل للأنظمة العربية والبحث عن استرضائهم لا يفيد ففي أيام الشدة، أين هم؟ اليوم نقول إلى هذه الأنظمة أننا لا نريد منكم المال ولا أي شيء، بل نريد أن تتركونا في حالنا. وتساءل نصرالله: من الذي أهان العرب والأمة العربية والجيوش العربية والحكام العرب مثل إسرائيل؟، ماذا فعل الحكام العرب منذ 67 عاما لمواجهة الكيان الصهيوني؟، مشيرا إلى أن إسرائيل تهين العرب كل يوم من خلال احتلال أرضهم وانتهاك مقدساتهم والاعتداء على الفلسطينيين. مضيفا: هذه المقاومة بفعل حضورها وتضحياتها اكتسبت الثقة والاحترام والكرامة والقداسة عند الشعوب العربية والإسلامية. واستطرد الأمين العام لحزب الله قائلا: إذا نحن إرهاب، فلتتفضل الأنظمة العربية وتقدم السلاح إلى المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه لا علاقة لهذه الأنظمة بهذه المقاومة وهذه الانتصارات، لافتا إلى أن من يحمي هذا البلد هو الجيش والشعب والمقاومة، ومن يتوقع بأن من يمنع إسرائيل من الاعتداء على لبنان أو يحمي لبنان من العدوانية الإسرائيلية هو جامعة الدول العربية أو الإجماع العربي هو يراهن على سراب وعلى وهم، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا يساعدون بل كانوا يحرضون على المقاومة، والإسرائيلي تحدث عن طلب حكومات عربية منه الاستكمال بالحرب على المقاومة، وهذا الأمر تكرر أيضا في العدوان على غزة. وأشار نصر الله إلى أن ما لحق بالمسلمين السُنة على يد داعش في العراق أخطر مما لحق بالمسلمين الشيعة هناك، ونحن ذهبنا لنقاتل تحت قيادة عراقية وليس لنتدخل بشؤون العراق ولنقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على أنه إرهابي فهل نكون نحن مدانين؟، وأضاف: اليوم من الذي يغير بالمعادلة في العراق؟، إنهم العراقيون أنفسهم.