أطلق مجموعة من الشباب الفلسطينيين في قطاع غزة مبادرة الإحسان التي تشمل تدريب وتأهيل عدد من النساء على أعمال الحياكة والتطريز؛ لمواكبة صعوبات الحياة في قطاع غزة، ووضعهن على طريق يوفر لهن دخلا ولو بسيطا، في خطوة تجسد المشاعر الإنسانية البحتة لدى الشباب وانتمائهم لمجتمعهم بابتكار حلول لفئة النساء العاطلات عن العمل وغير الحاملات لشهادة أو حرفة ما. وللعام الثاني على التوالي، يستهدف الشباب القائمون على الحملة، وحدهم دون أي مساعدة من مؤسسة أو منظمة، مجموعة من النساء لا تزدن عن خمس عشرة امرأة في كل دورة، يتم خلالها توفير جميع المواد والاحتياجات التي تلزم لتدريبهن على أعمال التطريز والحياكة، بتمويل شخصي من الشباب المبادرين؛ للوصول بهن إلى مرحلة الإنتاج الذي يختلف بحسب ميول النساء المشاركات. وفي محاولة لإدماج النساء المشاركات ورغبتهن في العمل، يفتتح الشباب معرضا سنويا لبيع المنتجات التي تصنعها المتدربات، وإعادة الربح العائد من المعرض لعائلات المشاركات؛ لضمان استمرارية إنتاجهن، وتوسيع نطاق استهداف الحملة. وقال المقداد جميل، أحد القائمين على الحملة، إن المجموعة الشبابية لا تقتصر على هذا العمل فحسب، بل إن أعمالها الخيرية تستهدف عددا كبيرا من الأسر المستورة والمحتاجة للعون والمساعدة، فيقدم القائمون على الحملة لبعض الأسر مساعدات غذائية في شهر رمضان، وملابسا للأطفال في الأعياد، موضحا أن الفكرة بدأت في العام الماضي عندما بدأوا بتدريب 15 سيدة على التطريز والحياكة؛ بهدف توفير مصدر رزق دائم لهن ولعائلاتهن. ويضيف جميل ل«البديل»: «المتدربات أصبحن يشعرن بدورهن في المجتمع عندما تحولن لفئة منتجة، خاصة أننا نقوم بعمل معرض سنوي يضم جميع أعمالهن، ما يدفعهن لزيادة الإنتاج»، منوها إلى أن زيادة عدد النساء المستهدفات يعتمد على حجم التبرعات التي يجمعها المبادرون سواءً من أنفسهم أو من الأفراد الذين يرغبون في أن يكون لهم دور في تنمية المجتمع، مؤكدا يتجنبون أن تكون مؤسسة ما قائمة على دعم الفكرة؛ لضمان عدم توجيهها أو تقييدها بسياسة تلك المؤسسات. غدير سمارة، إحدى الفتيات اللاتي تم تدريبهن، تشارك في المعرض بمجموعة من أعمالها اليدوية في مجال التطريز، أكدت ل«البديل» أن الحملة ساعدتها على تنمية مهاراتها في فن التطريز، مثنيةً على دور القائمين على الحملة من توفير جميع ما يلزم لتدريبهن والمساعدة في إظهار أعمالها للجمهور. وأوضحت شاهيناز منية، منسقة فعالية التطريز، أن الحملة هذا العام بدأت منذ ثلاثة أشهر، بجمع عدد من النساء ذوات الوضع المادي المحدود في قطاع غزة، وتوفير مدربة محترفة لتشرف على تدريبهن على نفقة حملة الإحسان التي أسسها الشباب. وتفيد منية، أن هدف الحملة في المقام الأول، إسناد هذه الفئة من النساء ليساعدن في مصاريف عائلاتهن نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، مضيفة أن الحملة تتوسع بشكل ملحوظ، ورغم وجود صعوبة في إقناع بعض السيدات لحضور التدريبات المخصصة في تعليم حرف اليد نتيجة انشغالهن بالحياة اليومية في المنازل، إلا أن الحملة استطاعت أن تصل لعدد مُرضٍ. وتؤكد منية، أن الهدف الأسمى من الحملة، إحياء التراث الفلسطيني بتعليم السيدات اللون الفلسطيني العريق، من تطريز للثوب الفلاحي الفلسطيني، مشيرة إلى أن المعرض يقوم بعرض العديد من الموروثات التراثية الفلسطينية، والعمل على نشرها بين الناس.