قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن تركيا تقصف الأكراد في محافظة حلب السورية، وسط نجاح الدولة السورية بمساعدة جوية روسية في تحقيق مكاسب كبيرة ضد المسلحين والجماعات الإرهابية بسوريا. وتضيف الصحيفة، أن الجيش التركي ادعى أنه أطلق النار بالمدفعية من مدينة إعزاز، فقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحفي قبل أيام: تم أخذ الثأر وفقا لقواعد الاشتباك ضد القوى التي تمثل تهديدا في إعزاز والمنطقة المحيطة بها، مطالبا بمغادرة القوات الكردية للمنطقة. وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أن الولاياتالمتحدة حثت الجانبين على وقف التصعيد، فقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي، في بيان: قمنا بحث القوات الكردية وغيرها من القوات بعدم أخذ المغامرة وخلط الأوراق من خلال الاستيلاء على أراضي جديدة، كما رأينا تقارير تفيد بأن الجانب التركي أطلق نيران مدفعيته من الحدود، ونحث تركيا على وقف مثل هذه الأفعال. وتوضح الصحيفة، أن عملية القصف التركية جاءت بعد استعادة الأكراد لقاعدة جوية سورية كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى ثلاثة مواقع أخرى بين المطار والحدود التركية. وتلفت الصحيفة، إلى أن القاعدة الجوية كانت هدفا رئيسيا لعدة أطراف في الحرب الأهلية السورية منذ عام 2012، حيث سيطر عليها المتمردون لمدة عام، وبعدها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في أغسطس 2013، حتى سيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الخميس الماضي. وذكرت الصحيفة، أن تركيا تسعى جاهدة لإنهاء نفوذ الأكراد منذ ثلاثة عقود على أراضيها، وتنظر إليهم على أنهم إرهابيين وتقصف مواقعهم على طول الحدود مع سوريا، كما هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الولاياتالمتحدة لدعمها الجماعات الكردية في الحرب ضد داعش، بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، كما أن أنقرة ترفض مشاركة الأكراد في محادثات السلام السورية. وتوضح الصحيفة أنه وسط قصف تركيا للأكراد تستعد السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا بالتنسيق مع تركيا، حسبما قال وزير الخارجية التركي، تشاووش أوغلو، مضيفا أن التحالف أكد الحاجة لوجود استراتيجية شاملة موجهة لتحقيق نتائج ضد داعش، وبالتالي قد تشن تركيا والسعودية عملية برية. وتلفت الصحيفة إلى أنه في نفس الوقت تحقق القوات السورية مكاسب جديدة على الأرض، حيث استعادة قرية تامورا بالقرب من حلب، وتشدد الخناق حول المناطق التي يسيطر عليها المسلحين في سوريا. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن الجيش التركي ضرب أهدافا كردية، وسط احتمالات بتدخل بري سعودي في سوريا، مما يزيد من تعقيدات الجهود الرامية لإنهاء الحرب بعد أيام من موافقة الولاياتالمتحدة وروسيا على وقف الأعمال العدائية في سوريا خلال أسبوع. وتضيف الصحيفة أنه لم ترد تفاصيل إضافية بشأن طبيعة الضربات التركية التي تدق ناقوس الخطر في واشنطن، موضحة أن تركيا والسعودية تدعمان بشدة المسلحين السوريين، وتعتبران أن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، أمر ضروري لإنهاء الحرب الأهلية التي دامت خمس سنوات، لذا تخشيان تراجع الغرب عن قرار الإطاحة بالرئيس الأسد، كما أن كلاهما غضب من التدخل العسكري الروسي في سوريا.