مشكلات عديدة تواجه أصحاب ورش النجارة بقرية كتامة، التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، والتى تعتبر من أهم قرى المحافظة في صناعة الموبيليا، وتدخل في منافسة شرسة مع دمياط، حيث تحتل المرتبة الثانية في صناعة الأثاث المنزلي. قال الأسطى أحمد جربات: أعمل بهذا المجال منذ أعوام، حيث نصنع جميع أنواع غرف النوم بأحدث الأساليب والتصميمات، ونعرضها للبيع بأسعار ترضي جميع الأذواق، ولا تقبل المنافسة حتى لقبت القرية بأنها قلعة الصناعية الثانية، بعد أن أصبحت محط أنظار الجميع؛ لما تتميز به من جودة عالية في الصناعة وأنواع الخشب، لكن للأسف هذه الصناعة مهددة بالانهيار وتشريد آلاف المواطنين من مالكي ورش الموبليا والعمال وأصحاب المعارض، بعد أن أصبح أصحاب رأس المال هم المتحكمون في حركة البيع والشراء والصنعة أيضًا، وهو حال يبكي بالفعل فالصغار يجلسون في ورشهم بدون عمل لعدم وجود من يساندهم ويدعمهم ويجب تحرك المسؤولين على الفور؛ لمساندة كل العاملين في تلك الصناعة والقضاء على مشكلاتهم. وقال علاء إسماعيل عريضة، نجار موبيليا: نعاني من ارتفاع أسعار الخامات التي نستخدمها في الصناعة؛ مثل الأخشاب بأنواعها ومواد الغراء السائلة والجلاتينه وخلافه، وهم من أساسيات التصنيع ولا نستطيع العمل بدونهم، مؤكدًا أن الورش الصغيرة لا تستطيع مواجهة هذا الارتفاع الجنوني، وربما تقضي على ما تبقى من تلك الصناعة، فأكثر من ورشة تم إغلاقها لعدم مقدرة أصحابها مواصلة العمل وتوفير أجور العمال، فالسوق أيضًا كغيره من الأسواق يشهد ركودًا، مشيرًا إلى أن سوق الموبليا له مواسم، وأشهر محددة تكون فيه عملية البيع رائجة، وهي أشهر مناسبات الزفاف. ولخص أحمد حسيني عبد الحميد، صاحب ورشة الحلول التي تساعد في إنقاذ هذه الصناعة، قائلًا: إنشاء معرض رسمي دائم للبيع بمدينة طنطا تحت إشراف المحافظ، ومنفذ آخر للتصدير الخارجي يساهم في تنشيط عملية البيع والشراء ودعم الدولة لصغار العاملين عن طريق القروض الميسرة قليلة الفوائد وتوفير خامات الإنتاج بأسعار معقولة، عن طريق منافذ بيع تتبع مراقبة المحافظة وإنشاء جمعية أهلية للعاملين بالمهنة، تحافظ عليهم من غدر الحياة فأي نجار لو أصيب أو مرض بأي شيء يحلس في بيته دون أي مورد، أما لو مات فأولاده يشردون من بعده قائلًا: الدولة لا تهتم بالعمال الصغار ولا تنظر لمشكلاتهم كما تفعل مع رجال الأعمال والمستثمرين الكبار. من جانبه أكد المهندس فتحي الفقي، رئيس مركز ومدينة بسيون بالغربية، أنه تم تخصيص مساحة أحد عشر فدانًا لإنشاء مدينة صناعية بالقرية لتنمية صناعة الموبيليا والصناعات الصغيرة والحفاظ على البيئة ومحاربة البطالة، وتم تخصيص 20 مليون جنيه لإنشاء المنطقة الصناعية، لافتًا إلى أن الدولة ستتحمل النسبة الأكبر من قيمة التكاليف، ويسدد المستفيد من المشروع القيمة الأصغر على أقساط شهرية لمدة عشرين عامًا، ويصير المشروع ملكًا لأهل القرية، موضحًا أن عملية الإنشاء بالمدينة متوقفة حاليًا لظروف تنفيذية، وسيتم التغلب عليها والعودة إلى العمل مرة أخرى، خاصة أن القوات المسلحة هي التي تنفذ المشروع.