قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه مع انخفاض أسعار النفط العالمية بشكل كبير منذ 14 شهرًا، تصر المملكة العربية السعودية، أحد أعضاء منظمة أوبك لصناعة النفط، على زيادة الإنتاج، ولا تحاول دعم الأسعار من خلال خفض الإنتاج، حيث قال عبد الله البدري، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول، في اجتماع المجموعة نوفمبر 2014 بفيينا: لا نريد الشعور بالذعر. نريد معرفة كيفية التصرف مع السوق. وتضيف الصحيفة أنه منذ ذلك الحين، يصعب التوقع بما سيحدث بسوق النفط في السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، موضحة أن سعر النفط انهار تحت وطأة تخمة تزايد الإنتاج العالمي؛ مما يزيد الوضع سوءًا؛ بسبب تباطؤ النمو في الاقتصاد العالمي. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه على الرغم من ذلك حافظ السعوديون على ضخ النفط بكامل طاقتهم، وأقنعوا حلفاءهم في الخليج، الكويت والإمارات وقطر، فعل الشيء ذاته، رغم الضغوط المتزايدة من الأعضاء الكبار الآخرين في أوبك، والذين حثوا باقي دول منظمة أوبك على تخفيض الإنتاج. وترى الصحيفة أن استراتيجية السعودية محفوفة بالمخاطر، خاصة بعد الجهد المالي الذي يهدد قدرة المملكة على الاستمرار في تقديم البرامج الاجتماعية السخية، مثل الإسكان المدعوم، ومنتجات الطاقة الرخيصة، حيث تستخدم العائلة المالكة هذه الإجراءات في الحفاظ على الهدوء الداخلي بالبلاد. وتلفت نيويورك تايمز إلى أن النفط يوفر أكثر من 70% من إيرادات الحكومة السعودية، على الرغم من أن السعوديين لا يزال لديهم احتياطي مالي يبلغ نحو 630 مليار دولار، وهم ينفقون نحو 5 أو 6 مليار في الشهر، وفقًا لإحصاءات راشيل زمبيا، المحلل في مؤسسة روبني للاقتصاد العالمي بنيويورك. وتوضح الصحيفة أن السعودية حتى الآن تراهن على الفوز في حرب الأسعار واستنزاف النفط؛ لإضعاف منافسيها التقليديين، إيران وروسيا وفنزويلا، لكنها أيضًا تعمل ضد العراق. وذكرت الصحيفة أنه بعد انخفاض أسعار النفط قام العديد من منتجي النفط بتقليل الإنتاج، خاصة في الولاياتالمتحدة، لكن بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، أعلنت طهران زيادة صادراتها النفطية. وتضيف الصحيفة أنه مع غرق العالم في زيادة إنتاج النفط، يخشى السعوديون عدم تحقيق أهدافهم الخاصة في السوق، خاصة أن الأسعار من غير المحتمل ارتفاعها بشكل كبير، خلال وقت قريب، إلا إذا غيرت المملكة نهجها في الإنتاج، وقامت بتخفيضه. وترى الصحيفة أن ما تقوم به السعودية يُعَدُّ جرأة، كما أن المملكة تهزم نفسها بنفسها، وتلك السياسة وُلِدت بسبب البرجماتية، رغم أن السعوديين يعلمون أن الاعتماد على النفط يجعلهم يمرون بأوقات صعبة.